الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجمان فلسطينيان يسطعان

نشر بتاريخ: 23/02/2017 ( آخر تحديث: 23/02/2017 الساعة: 11:28 )

الكاتب: بهاء رحال

بعيداً عن إنقسامات السياسة، وما فرضه السياسيون من قسمة طمعاً لملء بطونهم التي لا تشبع. قريباً من مجد كرامة وعز لا ينضب تتربع طاقات شعبنا في أوج المراتب العليا لمسابقات الفن والثقافة والإبداع الذي يعود بأصله إلى أصل البلاد الكنعانية التي قدمت حضارة لا مثيل لها منذ البداية، قدمت فلسفة في العيش والبناء، وأقامت حيث أقامت فكرة، واسلوب حياة ناضج، وجسدت هوية عاشت معنا منذ الأزل وإلى الأبد، وهذا ما يدعونا كشعب أن نفكر أكثر، فيما لو تخصلنا من أسباب القسمة والهزيمة، وأسباب التراجع والانحطاط، وكشفنا زيف أهوال البطون التي لا تشبع، وفضحنا أفئدة أولئك الذين يتربعون على الهزيمة تارة، وعلى عرش الانقسام تارة أخرى! ماذا لو كشفنا زيفهم وكذبهم وخطونا وثبة إلى الأمام. فلسطين الحاضرة في مجال الأدب والرواية، كانوا سفراء حق وحقيقة، يحيى يخلف، ربعي المدهون، ابراهيم نصر الله، أسامة العيسة، ومثلما تربعت قبل عامين على عرش عرب أيدول طاقة الصاروخ محمد عساف، ها هي تتحضر للاحتفال بأحد الأثنين، في شارة نصر يتكاملان، يندفعان نحو خير البلاد، قمحاً وحباً وهوية.
نجمان ساطعان يتألقان ويتوجان على قمة القمم، هما أيقونات من بلاد تعبت الحرب، وتعبت أن تكون على الهامش، وتصر أن تكون، وستكون. بلاد لم تستكين يوماً ولم تنسَ عروبتها، لا تتشرذم ولا تغيب ولا تنفصل أو تنقسم ولا تُنسى، هي أبد الدهر في ود ووئام، وهذا يجعلنا نشعر بالفخر، ونحن نرى نجمان يرتفعان لينيران طريقاً في المدى، وهما يجددان وعداً وعهداً لا بد منه، لأصل البلاد الأول، هوية وإرثاً وحضارة "كنعانية"، فلسطينية ستبقى أبد الدهر بأصالتها النقية، التقية، الباسقة الشموخ والكبرياء، الممتلئة بالإيمان المقدس.
نجمان ساطعان من فلسطين، أحدهم من بيت لحم والآخر من بلدة مجد الكروم، يحرسهم الصاروخ الفلسطيني محمد عساف، فيكونوا ثلاثة يمثلون وطناً يبحث عن الحرية، ويصدّر طاقاته الابداعية في شتى المجالات، موحداً في أروقة الفن والأدب، فما قسمته السياسية ستجمعه الثقافة والأدب والفن والعلوم، ولن ينكفئ شعب بهذا القدر، وهذا التعملق، بل ينتصر لمستقبل قادم وقريب، فالأجيال القادمة قادرة على التميز والإبداع، ولدينا من الطاقات ما يجعلنا على يقين بأننا حتماً لمنتصرون، قادرون على المواجهة التي يفرضها الاحتلال علينا، وقادرون على تخطي عقبات الطمس والإبادة، فمثل هذا الشعب لا يموت، ولا يغيب، ولا يزول، بل يذهب أعداءه إلى الجحيم، يموتون بقهرهم وخيبتهم، يموتون بجهلهم وسطوتهم، ويعيش شعبنا الحر الذي يقدم حضارة وعلوم وأنماط عيش متقدمة رغم واقع الاحتلال، يقدم أسلوب حياة مبني على قوة الحق الذي نحمله بقلوبنا وأيدينا ويتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.
نجمان فلسطينيان وصلا إلى الدور النهائي في برنامج محبوب العرب، بعد منافسات صعبة ومشوار طويل من التحدي، في صورة تجمع أبناء فلسطين التي أرادها الإحتلال يوماً أن تكون منقسمة، وراهن على أن تغيب مع مرور الزمن، وسعى لكي تكون هذه الفرقة قائمة منذ بداية الأحتلال، تحت تسميات عقيمة ومقيتة، فخرج يعقوب وأمير ليعلنان أنهما من فلسطين الواحدة الموحدة، فلسطين بجغرافيا الوطن والحلم، فلسطين التي هم منها وإليها وعليها نبقى نحيا وإلى الأبد، فخاب الاحتلال وخابت مخططاته وسياساته. خابت محاولاته في شطب الهوية الوطنية الفلسطينية، وعلت صورة يعقوب وأمير، فلسطينيان، نجمان يسطعان بقوة الحضور وكفاءة الأداء وأصالة الوجود.
ثلاثة فرسان سوف يقفون على مسرح عرب أيدول( محبوب العرب) ليشكلون خارطة الوطن الكاملة، من غزة والضفة والداخل الذي يسكن قلب كل فلسطيني وفلسطينية، في مشهد متكامل دون انتقاص، مشهد كامل الهوية والانتماء، يافع الحضور، صادق المعنى، عظيم الصورة، وليس هناك ما هو أبهى وأروع وأجمل.