السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جهاد صالح يعيد لملمة حروفه

نشر بتاريخ: 26/02/2017 ( آخر تحديث: 26/02/2017 الساعة: 15:39 )

الكاتب: بشرى أبو شرار

من وحي "برنامج عاشق من فلسطين"
جهاد صالح يعيد لملمة حروفه
من شدو كنعان نكتب حكايتنا الباكية" : جهاد صالح في برنامج "عاشق من فلسطين" وفي حلقة بثتها فضائية معاً "الجهة المنتجة" تنوعت تجربته ما بين البندقية والقلم، تعفرت نصوصه الأدبية بغبار الميدان، يوم مولده، تاريخ النكبة، حين يذكر هذا اليوم تغيب البسمات وتكفهر الوجوه" إربد" كانت له حياة، منها يعبر النهر إلى فلسطين بصحبة والده، يزور خالات وعمات في "بيرزيت" مخيمات اللجوء حيث مخيم "الجلزون" من نأي المسافات يحث الصغير الخطى ويده في يد والده، ما بين الوقت والوقت يلتقطوا الأنفاس بين أشجار الزيتون، تلفح نسمات جبلية وجه الصبي، يجوس بكف يده الصغيرة على تراب وطنه، يلملم الحصى ويعيد بعثرته من جديد ولحظة يغيب أمانه يرنو لوجه أبيه وقد صلب نظرته على صخرة تقابله، الصبي لاه بحصوات ورمال، عاد يرنو إلى وجه والده فكانت دمعات الملح تشق طريقاً من قلب الوجع، اقترب الصبي يسأل " ما بك يا أبي؟" ...!! ضمه إلى صدره، أشار بيده يقضم مسافات من روح الألم ": هناك يا بني، في قلب الصخرة التي تطالعنا، كنت أنا وأنت وأمك، يوم تركنا بلدتنا "العباسية" إلى "الجلزون" ونحن في طريقنا لبيت جدك كان مولدك هناك على هذه الصخرة، إنْ بحثنا جيداً فقد نجد أغطية تركناها ومضينا، قد نجد بعض ما كان لنا، كانت والدتك وأنا، قمت بمساعدتها لأن تخرج إلى النور في ساعات موجعة..." يعود "جهاد" إلى "إربد" يلملم ما تبقى من دمعات الحكاية.....
"جهاد صالح" يعيد لملمت حروفه يكتب حيث وردة:
"أنا هنا، هناك، حيث "دورا" الجاثمة في أرض وطننا الجميل، نناضل من أجله، مهما حدث ويحدث، هكذا علمتنا الثورة التي عشقنا شبابنا وربيع أيامنا في كل مواقيتها "دورا" تعيدني لمواقيت لن تسقطها الذاكرة جمعتني و"ماجد أبو شرار" من أحداث أيلول، معسكر "ضياف" تدريب الكوادر، إلى "لبنان" كان رصيد مروري جهداً وعملاً، من جمعية الصداقة الفلسطينية ولقائي به تجربة ثرية، قوية، تأثرت به بالمعنى الثقافي والإعلامي وتأثرت بـ "أبو علي اياد" بالمعنى العسكري، أنا خريج مدرسة "ماجد أبو شرار" من أسس النهج الأولي في مجال العمل، أن كلنا واحد، يمن، عراق، سورية، كانت مدرسة ديموقراطية، هو عالمي التثقيفي، من "الخبز المر" إلى مقالات كنت ألاحقها يكتبها في " الأفق الجديد" هكذا تأخذنا أسماء المدن من "دورا" إلى "بير زيت" "رام الله" "أربد"، التي احتضنت طفولتي وصباي، باكورة البدايات، قد تكون بدايات متعثرة، مدرسة وحياة، تعلمت كثيراً من القضايا، من ألعاب الطفولة، كف يدي الصغيرة تصنع الأسياخ والعربات، تعلمت أن أبيع ما اجتهد وأصنعه، من مدرسة العروبة إلى وكالة الغوث، حتى كانت محطتي الأخيرة التحاقي بالثورة وماجد ووجوه وأسماء لن تنسى ولن تغيب شمسها.
"جهاد صالح" يشدو من روح أغنية كنعانية، من روح سكنها وجد وعشق لوطن تراب تراب، يجدل من حروفه وجدانيات الجبل وأنا العاشقة المتشظية ما بين بحر وجبل، بحر "غزة" وجبال "دورا" يجدل مرثية وطن من روح عاشق من فلسطين، محب" الجبل والضباب" يجمع من أيقونة عشقه وجدانيات تسكن جبل، يقبل جبينها ضباب الوقت، يبحث عن اسم "فلسطين" عن كنعان من قلب الحكايات القديمة، قد تتسع رفوف مكتبات لوجدانيات هي نبع من نور قلبه، تعيده الينا في تشكيل جديد لعاشق أبدي لمحبوبته فلسطين....تنتهي حلقة "عاشق من فلسطين" لأحلق مع جهاد صالح أعيد رسم خريطة تجربته، ولعل ذلك يكون مدخلاً لي في عملي الروائي القادم.