الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القمة العربيه القادمه وعدم إهتمام الشارع!

نشر بتاريخ: 22/03/2017 ( آخر تحديث: 22/03/2017 الساعة: 10:28 )

الكاتب: عقل أبو قرع

من المفترض ان تنعقد في الاسبوع الاخير من هذا الشهر، القمة العربية الدورية السنوية، وهذه المره تعقد في الاردن، ومن الواضح ان توقيت عقد هذه القمة، ربما وبدون مبالغه هو توقيت لا يرغب الكثير في استضافتها فيه، حيث هناك دول عربية ممزقه وما زالت تتداعى، ودول على حافة الانهيار، ودول تغرق في الدماء والدمار والتدخلات من كل الانواع، وحدود اختفت وانظمة انهارات، وقوى غير عربيه، سواء من داخل المنطقة او من خارجها، تسرح وتمرح في الوطن العربي، وتقرر، بل وتتحكم في صنع القرار وفي صنع الاحداث وفي تغيير واقع، وفي تحدي كل الدول العربيه مجتمعة، تلك التي بقيت دول، وبدون اي منازع، او اي رادع، والعرب بشكل عام يتفرجون وينتظرون ويقومون فقط بردات فعل كلامية، وفي ظل هذا الواقع، وفي ظل اداره امريكيه جديده وما يصدر عنها من قرارات وتهديدات وتوجهات، وفي ظل متغيرات اوروبيه وعالميه، تنعقد القمة العربية الحاليه في الاردن.
وكما تم الاعتياد من خلال القمم العربيه السابقه، سوف يكون هناك تزاحم لوصول الوفود وبمختلف مستوياتها، وتزاحم مشاريع القرارات وبأنواعها، وما زال المواطن العربي يطمح على الاقل بأن يكون لكل هذه الهالة من التحضيرات ومن الاعلام ومن مشاريع القرارات، تطبيق عملي، ولو محدود، ينعكس على حياة هذا المواطن وبغض النظر عن مكانه، اسوة على الاقل، بما ينتج عن قمم أو عن اجتماعات من نفس المستوى أومن نفس النوعية، مثل القمم الاوروبية أو الامريكية أوالاسيوية أوحتى القمم الافريقية، وسواء اكانت قمم اقتصادية او سياسية او امنية، اوحتى على مستوى القمم المهنية المتخصصة، سواء اكانت تابعة للامم المتحدة او لغيرها من المؤسسات الدولية وغير الدولية، والتي تترجم على الاقل ببعض القرارات التي يمكن ان تحدث تغيير لما هو موجود.
ومن الواضح ان أزمة القمم العربية هي ازمة ثقه، تراكمت وواكبت هذه القمم ، بدءا من الدعوة لها ومرورا بالتحضير لها، ووصولا الى تمرير المشاريع، وهي اضحت ازمة او معضلة عقلية او في ثقافة العمل، والتي اعتادت فقط ان تركز على المظهر وعلى الشكليات وعلى التحضيرات والنشاطات المجرده، بعيدا عن الجوهر وعن المضمون وعن الخطوات العملية الملموسة، أو بعيدا عن النتائج بعيدة المدى، وهي ازمة تناقض المصالح وبأنواعها، وبالتالي التوصل في المحصلة الى نوع من الحلول الوسط، وافضلها هو ابقاء الوضع لما كان عليه قبل القمة، تجنبا لظهور الخلافات والتعقيدات وربما ازمات جديدة، لم تكن موجودة قبل القمة، وهي ازمة المواطن العربي نفسة الذي بات لا يكترث للقمم ولا لاماكنها أو لقرارتها، وبالتالي اذا المواطن لا يكترثـ فلماذا يكترث الزعماء او القادة، وهي ازمة اعمق، تتمثل في التطبيق او في الية التنفيذ اوفي قياس مدى ما يمكن تطبيقة، في احداث التغيير المطلوب في حياة المواطن العربي.
والتطبيق أو تنفيذ قرارت القمم العربية، او غيرها المتعلقة بالموضوع الفلسطيني، هي ازمة الازمات للمواطن الفلسطيني، الذي يسمع هذه الايام وكما سمع خلال قمة السنة الماضية وقمم السنوات التي سبقتها، عن أن القضيه الفلسطينيه تحتل حيزا هاما في اجندة القمه، وربما يسمع كما تم في الماضي عن مئات الملايين من الدولات من الدعم، وخاصة دعم الصمود او التثبيت لمدينة القدس، ولكن ليبقى هذا الدعم على اوراق القرارات، ولتعمق هذه القرارات ازمة الثقة وعدم الجدوى وحتى عدم الاهتمام عند هذا المواطن ، الذي يتساءل هذه الايام عن جدوى حتى الحديث عن انعقاد القمة العربية، وعن جدوى التحضير والتباهي بأنعقادها.
وكما حدث في القمم العربيه السابقه، والتي انعقدت في أوضاع أفضل بكثير، ومع الانتهاء من البيان الختامي للقمة، تتبخرالامال والتسميات، ويبدأ المواطن الفلسطيني يتساءل، هل الدعم من القمم العربية هو دعم مادي فقط، اي ان هناك فلوس وهناك من يحتاجها، وبعيدا عن الدعم السياسي الروتيني في قرارات القمم، اليس هناك قرارات يمكن ان تكون اكثر عملية فيما يتعلق بدعم المواطن الفلسطيني، قرارت بعيدة عن السياسة وعن المال، قرارت اقتصادية في فتح ابواب التصدير او الاستيراد، وفي دعم الصناعة والمواصفات، وقرارت في الجانب الاكاديمي، وقرارات في تنفيذ الابحاث المشتركة، وفي مجال الزراعة والبيئة وادارة المياة، وقرارات مشتركة في العمل معا لايجاد مصادر للطاقة البديلة، وفي الحفاظ على سلامة الاغذية ، وفي تعاون مشترك لانتاج الادوية، وقرارت في الرعاية الصحية ومقاومة الامراض السارية وغير السارية التي تغزو العالم العربي، وبمعنى اخر قرارت يلمس المواطن الفلسطيني والمواطن العربي قميتها ويمكنها ان تحدث تغيير ولو طفيف في حياتة.
ومع اسدال الستار على القمة العربية في نهاية الشهر الحالي، يبدأ التحضير للقمة القادمة، في شهر اذار من العام القادم، اي في عام 2018، ولا احد يعرف كيف سيكون حال العرب في ذلك الوقت، ولا حال عدد او نوعية الدول العربية المتبقية، ويبدأ من الان الترويج لها، وكأن انعقادها، في هذا البلد العربي او في ذاك هو الانجاز الفعلي بحد ذاتة، ويزداد التباهي بهذا الانجاز حين يكون الحضور اكثر، وفي اعلى المستويات او في عدد الزعماء والرؤساء، وبالتالي تبقى ثقافة الشكليات او المظاهر هي السائدة في عالمنا العربي، ويتم تناسي القرارات السابقة، او حتى متابعة وتقييم مدى تطبيقها، اوحتى ايلاء الاهمية للقرارت القادمة، ومع انتظار التغيير في ثقافة او في عقلية او في الية انعقاد القمم العربية، تبقى ازمة الثقة بالقمم العربية عند المواطن العربي وبالاخص المواطن الفلسطيني موجودة وتتعمق كل عام، ويزداد تجاهل الناس لانعقاد هذه القمم ولبياناتها ولقراراتها.