الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجرح بالكف ...

نشر بتاريخ: 26/03/2017 ( آخر تحديث: 26/03/2017 الساعة: 14:41 )

الكاتب: محمد موسى مقداد

ما يجول بخاطري من ألم شديد لا استطيع أن أخفيه أكثر من ذلك، فعند الحديث عن حركة فتح مفجرة الثورة، وصاحبة الشرارة الأولى، وصاحبة كوكبة الشهداء الكبار من خيرة أبنائها، يكون الرأس مرفوع بالعالي. أما عندما أرى هذا الجرح النازف من جسدها بسبب الخلافات الفتحاوية الداخلية فحينها يعتصر قلبي ألماً.
لا نريد أن نخدع أنفسنا بأنه لا يوجد هناك خلافات داخلية وأن ما يحدث هو عمل فردي، لا يؤثر على قوة هذه الحركة العملاقة، صاحبة المشروع الوطني. يجب أن يعترف الجميع بأن هناك جرح نازف، وإذا لم يلتئم هذا الجرح سيزداد الخطر على هذه الحركة الكبيرة التي أصبحت قوتها تزداد وهناً وضعفاً.
فأنتم إخوة النضال الطويل، وإخوة البندقية، ولا نريد لهذه الحركة أن تصبح ممزقة ومفتتة، وأن يشمت بها العدو والصديق، القريب والبعيد. لذلك يجب أن يكون هناك علاج سريع وفوري لكي يلتئم هذا الجرح النازف، فمهما كانت الخلافات يجب أن تنتهي، لأن المشوار طويل، وحلم الدولة يحتاج الجميع ولن يتحقق الحلم إلا بنا جميعاً. فما نشاهده على وسائل الإعلام والفيس بوك من قذف، وتشهير لإخوة اكتووا جميعهم من نار المحتل، يندى له الجبين ألهذا الحد وصل بنا الحال، والله علينا أن نخجل من أنفسنا.
على سيادة الرئيس محمود عباس قائد هذه الحركة الكبيرة أن يضم جميع أبناؤه تحت جناحيه، ويداوي هذا النزيف لأن الجرح بالكف سيدي الرئيس، وكلنا سنشاهد الخسارة بأعيننا وسنكتوي بنارها في حال استمرت الخلافات، وستكون من عواقب هذه الخلافات:-
1- عدم المقدرة على مواجهة المحتل الصهيوني، لأنه المستفيد الأول من الخلافات ويعمل على تعميقها.
2- خسارة الحركة في أي معركة انتخابية بسبب تشتت الأصوات والخلافات، وعدم الثقة.
3- سيزداد الوضع من سيء إلى أسوأ بسبب الإحباط الذي يلامس وجوه الشعب، لأنه إذا لم ينتهى الخلاف الفتحاوي الفتحاوي سيكون من المستحيل أن ينتهي الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس.
4- ستزداد نظرة الدول الشقيقة والصديقة بالسلبية وعدم الجدية بالوقوف بجانبنا، وسيكون موقفهم مبرر لأنه إذا الأخوة يتناحرون، نريدهم أن يحبونا أكتر من أنفسنا، والأسوأ من ذلك سيكون من السهل تجنيدنا لحسابهم لتطبيق أجندتهم الخاصة.
فالطريق طويل سيادة الرئيس، يحتاجنا جميعاً لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية، فلن يتحقق الحلم إلا بالوحدة والمحبة والأخوّة....