الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تتدخل المخابرات في القمم العربية؟

نشر بتاريخ: 27/03/2017 ( آخر تحديث: 27/03/2017 الساعة: 17:03 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كيف تنعقد القمم العربية؟ ومن يجهز للملوك والرؤساء والامراء والسلاطين البيان الختامي؟ كيف تبدأ اللجان بالعمل؟ وكيف يحسم وزراء الخارجية خلافات اخر لحظة بالضربة القاضية؟ وهل تتدخل المخابرات العربية من المحيط الهادر الى الخليج العامر في هذه القمم؟ من يقول ماذا؟ ولماذا؟
ونبدأ بالاجابة الصادمة ان اجهزة المخابرات العربية لا تتدخل عادة في القمم لان هذا الموضوع سياسي بامتياز رفيع وليس امني. وبالتالي فان اجهزة المخابرات تأخذ صفة مراقب فقط وليس لها دور بارز في اية مرحلة من مراحل القرار. بينما تلعب وزارات الخارجية دور البطولة الحصري وهي التي تعمل على اعداد وانشاء وترتيب واخراج القرارات، وهي التي تقوم بتوزيع الادوار للوزارات والجهات الاخرى ان لزم الامر.
الدولة المضيفة تكون هي صاحبة القول الاهم، وبالذات امنيا واعلاميا. ولو لاحظنا ان العديد من الكتاب والمذيعين المشهورين الذين يكتبون الان ضد القمة العربية في الاردن، كتبوا العكس وامتدحوا القمة حين كانت تعقد في عاصمة وظيفتهم وكانوا يكتبون عن فرصة توحيد العرب ورأب الصدع!!!!، ما يعني ان مخابرات وامن الدول المضيفة تسمح لهؤلاء الكتبة ان يقولوا ما يقولونه ويكتبوا ما يكتبونه في قمة ما دون اخرى.
السعودية تكتسح وتفوز في التصويت على معظم القرارات التي تريدها في الجلسات المغلقة. وعادة تصوت معها 6 دول خليجية والسودان والصومال والجزائر والاردن وفلسطين وجزر القمر وغيرها. ومع امتناع بعض الدول تنجح السعودية باكتساح في معظم القرارات.
ممثل العراق طرح وبتكرار وبشدة ان تعود سوريا للقمة العربية وان لا يبقى المقعد شاغرا. وحاولت الاردن ان تؤيد ذلك. ولكن وخلال التصويت لم ينجح الاقتراح العراقي.
الوفد الاكبر على الاطلاق هو الوفد المصري الذي يملأ قاعات القمة في كل مرة. ومنذ ايام الرئيس المخلوع مبارك يأتي مئات الصحفيين والمراقبين والدبلوماسيين المصريين الى القمة مع الرؤساء المصريين ومن جامعة الدول العربية. فتدب الحياة في قاعة الصحافة وتبدأ الاخبار تتدفق كنهر هادر.
في قمة الاردن ينتظر الصحفيون بفارغ الصبر اجابات وصور حول العناوين التالية:
- هل يلتقي الرئيس عباس مع امير الامارات وتطوى صفحة الخلاف القائم؟ وهل ينجح العاهل الاردني في رتق ثوب العلاقة الفلسطينية الاماراتية التي طالما كانت في افضل صورها؟
- هل يكون هناك قمة مصغرة تجمع قادة عرب مع الرئيس الفلسطيني لطرح اية افكار حول الحل الاقليمي؟ ولماذا نعم؟ ولماذا لا؟
- هل يبقى المقعد السوري شاغرا؟ والى متى؟ مع العلم انه يحظى باهتمام كاميرات الصحافة اكثر من المقاعد المشغولة، في اشارة لخطورة الاوضاع في سوريا.
- كان العالم العربي قبل سنوات منقسم الى قسمين دول غنية ودول فقيرة. اما الان فان دول العالم العربي كله قسم واحد فقط والقاسم المشترك بينها هو القلق من داعش ومن الارهاب.
- يبدو ان الكثير من العرب يعطون ترامب اكبر من حجمه، بل ان المجتمع الامريكي والصحافة الامريكية لا تحترم ترامب مثلما تفعل الصحافة العربية.
قمة الاردن؛ هي قمة سوريا وقمة فلسطين، من ناحية مشاريع القرارات ومن ناحية الرؤية..
مع ملاحظة ان اسرائيل لا تذكر ولا تبد اي اهتمام بهذه القمة. وهو نوع من انواع الاستهانة المتعمدة بالعرب.