الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستوطن مسلح مقابل كل 4 مواطنين في الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 03/04/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2017 الساعة: 13:25 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ان أعداد يهود العالم كله ، بالكاد يتساوى مع عدد الفلسطينيين ولا يمكن مقارنتهم بالعرب أبدا ، فالعرب يفوقون 300 مليون نسمة من دون عدد اضافي . واليهود ليسوا امّة . وبالتالي فان خزان الديموغرافيا اليهودي محصور ولا يمكن مضاعفته ، فاليهودية ديانة منغلقة ومحصورة في جينات الام . ومهما حاولت حكومات اسرائيل زرع المستوطنين على ارض فلسطين فانهم سيصطدمون بجدار الديموغرافيا الذي يذكّرهم بعقدة الفناء التي احضروها معهم من صقيع اوروبا وكوارث الحرب العالمية الثانية التي كانوا جزء منها .
ولو أننا صدّقنا الارقام الاسرائيلية ( في الغالب لا انصح بتصديقها ) فان عدد اليهود الذين استوطنوا فلسطين التاريخية طوال مئة وعشرين عاما وحتى يومنا هذا لم يصل الى 5 مليون نسمة ، مقابل 5 مليون و30 الف فلسطيني يعيشون على هذه الارض . ولا بد هنا ان نقول ان 5 مليون يهودي هو الحد الاعلى لاسرائيل بكل مليارات الغرب واسلحته ، فيما ان 5 مليون فلسطيني هو الحد الادنى للفلسطينيين رغم الحواجز والجدار والتهجير والنفي والاسر والحروب .
ومهما بالغت اسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس فانها ربما ستنجح في افشال اي حل قائم على فكرة الدولتين لكنها لا يمكن ان تنجح في تضخيم خزان الوقود البشري للديموغرافيا اليهودية ، وان جميع اللدرسات تؤكد ان يهود اوروبا يقضلون الهجرة الى امريكا وليس الى اسرائيل . كما ان حملات تهجير سكان البرازيل والارجنتين والهند وافريقيا الى هنا باءت بالفشل . وان نجحت فانها ستلغي مفهوم دولة اليهود مرة والى الابد .

كما ان شكل الحروب قد تغيّر ، وفي حال توالت الحروب فان ثلث الاسرائيليين يملكون جوازات سفر أجنبية وسوف يهاجرون الى ارجاء المعمورة . ما يعني ان هذا الاستيطان هو ردة فعل سيكولوجية عنصرية على عقدة الفناء وعدم وجود دولة يهودية عبر الاف السنين . وهو عامل تخريب سياسي وجغرافي لكنها لن يشكل بوليصة تأمين لبقاء اسرائيل .
ولو ان اسرائيل فتحت مختبراتها وكنوزها لزيادة عدد اليهود فان اسرائيل لن تسطيع ان تتفوق ديموغرافيا أو جغرافيا على العرب ، ومهما سن الاحتلال من قوانين عنصرية فان هذا سيتحول لاحقا الى انشوطة تخنقه . فاسرائيل فقدت كل معاني الديموقراطية وتحولت الى كيان عنصري بغيض ومكروه من شعوب الارض ، ولا تملك الامن ولا الامان . ولا تملك السلام كما لم تعد تملك الحرب .
واذا استوطن اليهود في الخليل ، سينقص عددهم في الجليل ، واذا صادروا أراضي العروب فانهم سيفقدون النقب ، وهكذا .

اسرائيل تقتل نفسيها بالعنصرية ، اسرائيل تشنق عنقها بالديموغرافيا ، ويهود اسرائيل يريدون العيش في تل ابيب ولكنهم يريدون الاستيطان في غور الاردن . وهذا هو العمى العنصري الذي يسبق الهزيمة الماحقة .