الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخابات عشائرية وانقسامات حزبية وازمات مالية واضراب الاسرى للكرامة

نشر بتاريخ: 21/04/2017 ( آخر تحديث: 21/04/2017 الساعة: 13:50 )

الكاتب: إبراهيم فوزي عودة

تأتي الانتخابات للمجالس المحلية في ظل انسداد الافق السياسي والازمة المالية الفلسطينية واستمرار الانقسام من اجل الانقسام وشح الدعم الخارجي سواء الاجنبي او العربي . واضراب الاسرى من اجل الكرامة والحرية . فهم المواطن اليوم الكرامة ولقمة العيش بالكرامة وان يكون ضمن الناس المتحضرين من اجل المحافظة على سلامته كمواطن هو واسرته . وهو اي المواطن ما زال متمسكا بحقوق وحرية اسراه الذين هم اصحاب الحق والارض والكرامة.
لقد جاء الاعلان عن نية خوض انتخابات للمجالس المحلية قبل عدة اشهر وتم توقيفها تم اعادة الاعلان عنها وتحديد شهر ايار لاجراء الانتخابات . ولكن المواطن ما بين مشكك في اجراءها او تأجيلها او الغاءها في اخر لحظة وبين متفاءل ومتشائم في نتائجها وبين المصالحة والانقسام وبين الوعد والوعيد وجد نفسه المواطن يتحدث عن الانتخابات بنوع من اللامبالاة .
لقد سيطر على القوائم الطابع العشائري لضعف في كافة الفصائل سواء المشاركة او الغير مشاركة من اليسار التي ما زالت لم تأخذ دورها كمعارضة حقيقية .
اذا الانتخابات تأخذ طابع عشائري صرف بغض النظر عن وجود الفصائل الا انها ليست الاساس وليست المسيطر لانك تجد في كل قوائم الفصائل الاختيار العشائري او العائلي وهذا ما افرزته سياسة القوائم التي لا تصلح لانتخابات المجالس المحلية قد تصلح للانتخابات السياسية للرئاسة والمجلس التشريعي .
لقد عادت العشائرية تلعب دورا مهما في الانتخابات لهذة الدورة حتى الفصائل سترجع الى العشائرية في تشكيل القوائم وهذا احدى نتائج الفشل السياسي الموجود اليوم .
وتتعدد القوائم لمجرد التكتيك وليس بالمفهوم الديمقراطي للانتخابات يجب ان تطرح بدائل مختلفة على الجمهور للاختيار وهذا شرط اساسي في اعتبار الانتخابات ديمقراطية .بمعنى ان غياب البدائل يلغي الديمقراطية ولكن هذا لا يعني حتى نثبت الديمقراطية ان تكون هنالك فوضى البدائل وهي الفوضى التي تفرز مؤهلا وغير مؤهل .
والغريب في الامر ان لا احد يريد ان يعمل للبلد والوطن الا اذا اصبح رئيسا .هذا وطن الرؤساء . والا لماذا لا تنزل قائمة واحدة تمثل منظمة التحرير الفلسطينية ويكون الجميع ممثلا فيها ؟ لماذا لا نرتقي لمستوى المسؤولية التي تذوب الذات الانانية لمصلحة الكل لمصلحة الوطن ؟
ان الحمل كبير ايها المرشحين حتى على مستوى الخدمات ، فقد تجدون انفسكم ضعفاء امام اطفال يبكون بردا وحرمانا في الليل وامام مواطن يرتجف خوف لتوفير لقمة العيش وامام مريض عاجز عن دفع كشفية الطبيب واذا دفعها فعليه ان يبحث عن الدواء . وامام رب اسرة عاجز عن دفع الاقساط المدرسية لاولاده .
لكن المشكلة في نظام القوائم للانتخابات التي تحرم الكثيرين من المستقلين والمهنين للترشيح باعتبار القوائم حيث يبدء بالاعداد لرئيس البلدية يجب ان يكون مطروح من حزبه تم يتبع الاعداد لبقية القائمة من العائلات لضمان التصويت بغض النظر اذا طرحت العائلة مرشحا يصلح او لا يصلح .
والمشكلة الاكبر في مجالسنا البلدية تكمن في ان رئيس البلدية هو من ينفرد بالقرار والاعضاء صوريا .مما جعل بعض من رؤساء البلديات دكتاتوريين ومتسلطين وانعكس ذلك على قراراتهم المشوشة وتعاملهم مع الجمهور بشكل غير مرضي وغير مريح . لذلك يسأل الكتيرون ماذا يجب ان تكون صفات رئيس البلدية ؟ وسألهم مما عانوا وشاهدوا . وبالمناسبة انا لا اقصد احدا معينا لربما يلتقي العديد من رؤساء البلديات بصفات مشتركة سلبية في الدورات السابقة . وهذا ما نسمعه من الناس سواء في مناطق الشمال او الوسط او الجنوب من فلسطين . ومن تلك المظاهر التي ازعجت المواطنين اقامة رئيس البلدية خارج الوطن اكتر من داخله . وهذا يجعل الناس يلقون بعض النكات على رؤساء بلدياتهم بقولهم لقد زار بلدته . اذا الصفة الاولى يريد الشعب رئيسا مقيما في بلده . وهذا لا يعني ان لا يسافر ولكن بشكل معقول ومنطقي لاعطاء البلد من وقته وجهده .
ثانيا يتسأل الناس عن وقت الترشح وخاصة الرئيس يبدأ بزيارات العائلات ورد السلام على الناس وحضور المياتم الخ وبعد النجاح يتنكر لكل من ساهم في ايصاله للرئاسة . يريد الشعب رئيسا صادقا محافظا على وعوده .
ثالثا يريد الناس ان يروا رئيس البلدية يمشي في شوارع البلد يتحدث للناس يسمع منهم ويعمل لاجلهم .في وقت الترشح وعود تصلك السماء وبعد الفوز تصبح الوعود في الاحلام ،بدليل تذمر الشعب . اذا يريد الشعب رئيسا من الشعب يفهم مشاكلهم ويسير معهم في تسهيل وصول الخدمات لهم .
رابعا الشعب يتمنى من رئيس البلدية القادم ان يحدد يوما لاستقبال الجمهور وسماع همومه . او لقاء مفتوح شهريا مع جماهير البلد . الشعب يريد رئيسا يتحل بصفات التواضع والمحبة والعدل والصبر ومشاعر الابوه للجميع . ليكون فعلا ابو البلد . داعما لمؤسسات بلده . متفقدا مشاكل الناس وساهرا على راحتهم .
لذلك ستكون اسماء المرشحين في الانتخابات مرأة عن مدى جديتهم في خدمة المجتمع . والمقصود الحياة اليومية وهي قضية في غاية الاهمية بمعنى مستوى الحياة اللائق سواء لشوارعنا ومدارسنا واسواقنا وجمال كل مدينة وقرية فلسطينية .
ولا اريد ان اتحدث عن المدن التي فيها الاغلبية مسيحية متل محافظة بيت لحم حيث يضيفون الطائفية . وهنالك طوائف محظور ان تصل الى الرئاسة . وهذا ليس قانون انما من افعال وثقافة الناس السلبية والتي يجب ان تتغير . وكلما حاولنا التغير نرجع الى عقلية الماضي البعيد وكأننا في العصور الوسطى .
الامل الوحيد والاشراقة في كل الظروف المحيطة بالحديث عن انتخابات هو موضوع الاسرى. ايها الاسرى انكم تناضلون من اجل شعب عندما يصل للانتخابات يصبح رجعيا . وعندما يصل للمنصب يصبح انانيا . وعندما يترك يصبح الوطن خلفه . لكم الله ايها الاسرى فانتم والشهداء اصحاب الارض والحق والكرامة والحرية .