الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دعما للأسرى شاركنا في المسيرة وشربنا تبوزينا....

نشر بتاريخ: 26/04/2017 ( آخر تحديث: 26/04/2017 الساعة: 15:22 )

الكاتب: م. طارق أبو الفيلات

العبادات لا تعلل هكذا تعلمنا فالله أمر بالصيام فنصوم امتثالا لأمر الله لكننا نحاول ان نبحث عن الحكمة لنعزي بها أنفسنا إذا شق علينا أمر والصوم شاق على الناس مرهق للبدن والجوع كما قيل كافر,فنقول ان من حكمة الصيام ان نشعر بالفقراء والمساكين فنعمل على مساعدتهم ونوفر لهم ما يضمن إنهم لن يجوعوا.
بالصيام نستشعر جوع الفقراء ولكن كيف نستشعر جوع المضربين عن الطعام لأكثر من شهرين ونحن نسمع عن إضرابهم ونتداعى لنصرتهم ولا نملك إلا مسيرات ننخرط فيها لساعة ثم يحين موعد الغذاء وهم لا غذاء لهم ولا عشاء.
نحن عاجزون عن تقديم إي عون لأسرانا بل نحن لا نملك إلا ان نتقزم إذا ذكر الأسرى فنحن أقزام أمام عملاق الشموخ والتحدي الذي يجعلهم قادرين على كسر النواميس وإظهار جوانب قوة وجبروت في الإنسان الفلسطيني المخلوق من تراب الذهب كلما كوته النار ازداد لمعانا وإشراقا.
سالت نفسي هل يشعر الإسرائيليون بشي مما يجري مع أسرانا هل يهمهم إنهم يخوضون إضرابا عن الطعام هل يعلمون إنهم قد يموتون في إيه لحظة؟ ربما بعضهم يعرف وكثير ممن يعرفون لا يهتمون.
بعد المسيرة الأخيرة لدعم الأسرى شعر البعض بالعطش فدخل احدهم إلى إحدى المحلات الكبيرة القريبة من موقع المسيرة وعاد لرفاقه بزجاجات عصير "تبوزينا" إسرائيلية الصنع ليطفئ به عطش مسيرة دعم أسرانا في السجون الإسرائيلية ,يا الله كم خجلت من نفسي ان يرانا احد الأسرى الإبطال نشرب منتجا إسرائيليا دعما لصموده.
وخطر لي خاطر من باب دعم الأسرى ان نعلن نحن جميعا إضراب محدودا"فنحن اقل من نصنع مثل أسرانا إضرابا شاملا عن الطعام"
ولكن دعما لهم ونكاية بسجانهم ونقلا لقضيتهم ان نعلن إننا نضرب تماما عن شراء إي منتج إسرائيلي سواء صنع في المستوطنات او في المدن المسلوبات فلا تمتد يدنا لمنتج إسرائيلي عليه كلمه عبرية واحده.
تخيلوا ان شاحنات البضائع الإسرائيلية تعود إدراجها إلى مصانعهم فيسالون فيقال لهم تضامنا مع أسراهم في سجونكم ويتكرر الأمر مرات ومرات حتى يصبح إضراب الأسرى يهم الجميع ويسارع الجميع لإنهائه وإنصاف أسرانا وان لم يهتموا لأسرانا فلا اقل من ان يعلموا إننا نهتم وأننا لن نساهم في بناء اقتصادهم الذي يبنى سجونهم ويمول سجانهم.
انا شخصيا أنادي بالاستغناء عن كل بضاعة غير فلسطينية لكنني اليوم أجد ان القضية أكثر عمقا من قضية الصناعة المحلية وان كنا لا نملك العزيمة لمشاركة إبطالنا إضرابهم المفتوح فجهد المقل ان نضرب عن منتجات السجانين فهل هذا كثير وهل ان قاطعنا بضائعهم سنشعر بلحظة جوع .
ما أسهل ما اطلب وما أعظم ما يصنع أسرانا الإبطال.ومع كل ما ذكرت اخجل ان اشعر ان كثيرين لن يتوقفوا عن شرب التبوزينا واكل الشمينت وأسرانا يتجرعون ملحا وماء.