الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بروقين.. خيمة الاعتصام تعكس آلام وشوق امهات الاسرى

نشر بتاريخ: 29/04/2017 ( آخر تحديث: 30/04/2017 الساعة: 11:19 )
بروقين.. خيمة الاعتصام تعكس آلام وشوق امهات الاسرى
سلفيت- معا- في خيمة الاعتصام.. قصصٌ عايشتها أمّهات الأسرى المضربين عن الطعام، تنعكسُ ملامحها على وجوههنّ، وكأنّ الأعوام التي عاشها أبناؤهنّ في سجون الاحتلال خُطّت كتجاعيدِ ألمٍ وشوقٍ متعرّجة لتحكي للمارة ما لم تسرده ألسنهن.. معا نقلت من خيمة اعتصام بروقين غرب سلفيت ثلاث قصص مختلفة.
الأسير سامر لوالدته: لو أصابك مكروه ستصبح البلدة محرّمة علي
بعد عامين من حرمانها رؤية ابنها، تجلس والدة الأسير سامر عمر من بلدة بروقين، تحتضنُ صورته وتنسجُ في مخيّلتها لقاءً بالصّور الأخرى العالقة في ذاكرتها، وحدها دون والده الذي تُوفيّ قبل نيل ابنه حريّته، تجلس مع المتضامنين مع الأسرى في خيمة الاعتصام، كأنها تبحثُ فيهم عن عون لها.
تقول والدة الأسير سامر لـ معا:" أعاني من مرض جرثومة في الدم، وأمنيتي الوحيدة فقط رؤية ولدي سامر حرا، فمنذ عامين لم أزره، لأنه تم سحب تصريح الزيارة بحجة أنني مرفوضة أمنيا".
لم يكن سهلاً على سامر أن يُحرم من وداع والده، حتّى أنه أصبح متخوّفا من أن يفقد والدته أيضا وهو في قابع في زنازين الاحتلال، تقول والدته لـ معا:" توفي والده وهو محروم من رؤيته، كان الأمر صعبا على سامر، لدرجة أنه عند كل اتصال يخبرني بأن أنتبه لصحتي لأنه إن حدث لي مكروه قبل رؤيته، فستصبح البلدة محرمة عليه".
تضيف والدته التي لم تستطع مداراة دموعها في حديثها لـ معا:" أنا خائفة عليه وعلى رفاقه كثيرا، لا أعرف النّوم ولا يروق لي تناول الطّعام"، مطالبة الجميع بالتدخل لحل قضية الأسرى وزيادة الفعاليات من أجل الضغط على الاحتلال لتحقيق مطالبهم.
ويشار إلى أن الأسير عمر (39 عاما) معتقل منذ 17 عاما، اعتقلته قوات الاحتلال في عام 2000 أي قبل 17 عاما قرب حاجز عطارة شمال رام الله وهو متوجّه إلى عمله في جهاز الشرطة الخاصة، وحكمت عليه بـ 19 عاما ونصف بتهمة ضرب جندي إسرائيلي، وهو غير متزوّج.
والدة الأسير يحيى: خوفي عليه لأنه مصاب بعدد من الأمراض
في أحد زوايا خيمة الاعتصام، تجلس والدة الأسير يحيى سلامة من بلدة بروقين، تشدّ على صورة ابنها بين ذراعيها وهي تقول لـ معا:" خوفي على يحيى فقط لأنه مريض يعاني من عدة أمراض، عنده مشاكل بالقلب، وفي يده كتلة دهنية كبيرة، كما يعاني من "الباسور".
والدة الأسير يحيى التي لم تزره منذ أربعة أشهر بسبب مرضها ومشقّة الزيارة التي يتعرّض الأهالي لها، تؤكد مواصلة أهالي الأسرى دعمهم لأبنائهم،مضيفة:" سنكون معهم في إضرابهم الى أن تتحقق مطالبهم الاساسية، لن نتركهم مع الاحتلال لوحدهم يصارعون ظلمه".
ويشار إلى أن الاسير يحيى (31 عاما) متزوج ولديه 3 أبناء، كان يعمل كموظف في الامن الوطني، واعتقلته قوات الاحتلال عام 2008 وحكمت عليه بالسجن 10 أعوام.
والدة الأسير الشعيبي: في عام 2012 اعتقل أبنائي الثلاثة وحرموا من حضور زفاف أختهم الوحيدة
وفي خيمة الاعتصام كانت والدة الأسير إسلام الشعيبي أشدّ الأمهات ثباتاً، إذ لم تكن المرّة الأولى التي يضربُ ابنها عن الطعام ضد سياسة الاحتلال في السجون، إذ اعتقل ثلاثة مرّات أولها عام 2009 لمدة عام ونصف، وفي عام 2012 حكم عليه بالسجن الإداري لمدّة 9 أشهر وأفرجت عنه سلطات الاحتلال بعد أن أضرب عن الطعام، في حين أعتقل العام الفائت خلال عمله في محله لتصليح أجهزة الهاتف النقّال، ولا يزال ينتظر صدور الحكم بحقه.
تقول والدة الأسير الشعيبي لـ معا: إسلام حاليا مضرب عن الطعام مع زملائه،بالرغم من أنه يعاني من عدة أمراض".
" في عام 2012 كان أبنائي الثلاثة معتقلون لدى الاحتلال، اعتقلوا قبل أيام من عرس اخهم الوحيدة، فحرمنا من هذه الفرحة". تضيف والدته.
وتكمل بحسرة ": عمر إسلام 28 عام،طالب جامعي لم ينهي تعليمه بسبب الاعتقالات التي تعرض لها،متزوج وله بنتين،
ولفتت إلى معاناة ذوي الأسير جراء حملات التفتيش المستمرة من قبل قوات الاحتلال، واستذكرت بعض ما عانته عائلتها من عبث الاحتلال المستمر خلال اعتقال ابنائها لمنزلها، متنهّدة بـ"الحمدلله".
وأكدت لـ معا:" جميعنا مع الأسرى ومع حريتهم وتحقيق مطالبهم، ويجب أن يكون هناك تضامن أوسع من قبل جميع المؤسسات".
ويشار إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال دخلوا يومهم الـ 13 في إضرابهم المفتوح عن الطّعام منذ الـ 17 من نيسان الجاري، والذي يشارك فيه ما يزيد قرابة الـ 1600 أسير، بقيادة الأسير النائب في المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وقائد الإضراب الجماعي البطل مروان البرغوثي المعتقل منذ 15 عاما، وسط تدهور في الحالة الصحيّة لعدد منهم.

إعداد: عهود الخفش