الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو مازن مثل جهاز الهاتف القديم أقل تطبيقات وألعاب واقوى اتصال وبطارية

نشر بتاريخ: 04/05/2017 ( آخر تحديث: 04/05/2017 الساعة: 13:22 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعدما راهن خصوم أبو مازن على أنه بات يفقد الاوراق من بين يديه، عربياً ودولياً، ها هو يسجل اسمه في قائمة أول عشرة قادة في العالم يحظون بالترحيب في البيت الابيض. وقبلها عقد الرجل المؤتمر السابع في رام الله، فجدد شرعيته فتحاوياً ومحلياً وعربياً، ومن خلال لقائين اثنين فقط استعاد الكيمياء بينه وبين الرئيس السيسي، وعزز علاقته المتينة مع الملكين الأردني والسعودي. ولا يتفاجأ احد اذا عادت علاقته قريباً مع الامارات العربية، حيث يستخدم أبو مازن سياسة التراكمات الناعمة في وجه خصومه حتى يغرقهم في الرمال المتحركة. فيتفاجأون بعد كل عاصفة أنه خرج منها وأنهم غرقوا فيها.
حاولت إسرائيل منذ اليوم الأول اطلاق مصطلح (صوص الضعيف) على أبو مازن، ولكن شارون مات واولمرت دخل السجن وباراك اعتزل السياسة، وعمير بيرتس سقط، وتسيفي ليفني انهزمت، ونتانياهو يلهث للقاء أبو مازن دون أن يستطيع احد أن ينتصر عليه.
وأنا اشهد أن خصومه استهانوا به كثيراً وتطاولوا عليه بأكثر مما يحتمل الانسان، وحاولوا هز ثقته بنفسه، لكنهم في كل مرة وبعدما انهكتهم الشتائم ضده، عادوا وقد حاصرهم برماله الناعمة ووضعوا الخناجر والسيوف جانباً وطلبوا الصلح معه.
وذات يوم سألته كم يمكن أن يتحمل هذه الانتقادات القاسية والجارحة، فاجابني بكل هدوء (هكذا نحن في فتح نصبر وننتظر ليرى الشعب من يكون المنتصر ومن يخدم فلسطين وشعب فلسطين أكثر). وأضاف: قد شتم هؤلاء الجماعات عرفات. هم انفسهم شتموا عرفات أكثر من ذلك، والان هم نادمون على ذلك.
وذات يوم نصحني بحضور قادة كبار (من يريد أن يسابق الزمن لخدمة فلسطين ويفكر بطريقة مختلفة من اجل قضيته وشعبه عليه أن يتحمل الظلم والتجريح والشتائم وخصوصا أنها تأتي من جماعات معروفة بحقدها على منظمة التحرير والقوميين، وهم لن يقدموا لفلسطين شيئا أبدا ومهمتهم الوحيدة هي الشتم والامتعاظ واحباط الشعب).
وفي الحقيقة لم يخف الوفد الفلسطيني قلقه من دعوة الرئيس ترامب للرئيس أبو مازن لزيارة البيت الابيض، ولم يعد سرا أن مكتب نتانياهو فعل كل ما بيده من اجل افشال هذا اللقاء ومنع أي تفاهم فلسطيني امريكي. وقد حاول نتانياهو الانتقام من الاسرى من خلال الاشتراط بوقف مخصصاتهم كشرط لنجاح هذا اللقاء، ولكن الرئيس أبو مازن كان هادئاً وصامتاً كعادته.
وبعد كل هذه الحفاوة في البيت الابيض، اختلفت الانطباعات واجتمع أبو مازن مع الوفد المرافق وبدأ منذ الان يضع خطة العمل للايام والاشهر القادمة.
وبعد لقاء ترامب، وبعد أن يعمل الجميع لانتصار الأسرى في معركة الكرامة، يتوقع المراقبون هنا أن يكون هناك انتعاش اقتصادي في الارض المحتلة في الاشهر القادمة، وانفراج دبلوماسي عالمي كبير، وانفتاح عربي اكبر على القضية الفلسطينية، وهستيريا أكثر عند خصوم الرئيس. لا سيما اذا ذهب بسرعة الى عقد المجلس الوطني كما هو مقرر.