الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يمكن حل الازمة بين الرئيس وحماس ام سبق السيف العذل؟

نشر بتاريخ: 05/05/2017 ( آخر تحديث: 05/05/2017 الساعة: 23:11 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

والعذل هو العتاب. فهل بقي للعتاب مكان بين الخصمين السياسيين. ام ان السيف (القرار) سبق كل عذل وفرق بين الطرفين؟
الاجابة بسيطة وسهلة وهي بالايجاب. نعم يمكن حل الازمة قبل فوات الأوان، ولكن من أجل ذلك يلزم تغيير طريقة التفكير. ولان الامر يهم كل مواطن وكل اسرة في فلسطين وفي قطاع غزة، أقول أكثر من ذلك انه يمكن حل الخلافات القائمة كلها ومع باقي الخصوم وأطراف النزاع (ليس حماس فقط ) بشرط تغيير طريقة التفكير والانتقال من مستنقعات التصيد والكيدية الى شواطئ الهم العام والمصلحة الوطنية.
وليس من المعقول ان تعود المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بينما تنقطع الأواصر بين الاخوة والأشقاء. فهذا هو الجنون بعينه.
الدبلوماسية تلزم مع الغرباء، لكن في داخل الوطن الواحد وبين الأشقاء لا داعي للدبلوماسية لان الفطرة هي البوصلة البيولوجية التي خلقها الله في النفس البشرية.
والفطرة فقها وشرعا هي الوعي في التفريق بين الخير والشر، وهي سمة تخص الانسان وحسب ولا يملكها الحيوان. فالحيوان والوحش يتصرف برد الفعل ويستخدم المخلب والناب من اجل انتزاع الطعام والبقاء، بينما الانسان يستخدم عقله ولا يحتاج غالبا الى مخلب ولا ناب.
ولو انه يحتاج للمخالب والانياب لخلقه الله وحشا وليس أنيسا.
ما فعله الفلسطينيون ببعضهم البعض فاق كل خيال، بل انه الابتلاء في طريق البلاء، ومنه تكفير وتخوين وهرطقة. حتى ان بعض التنظيمات المعروفة فتحت صفحات لها، لا عمل لها ولا قيمة سوى الهرطقة والتأزيم والانحطاط والفسق والترهيب ما جعل الامور تصل الى هذا الحد.
نعم يمكن حل الأزمة بين حماس والرئيس لو كان هناك ارادة لحلها، ولو كان هناك قرار تنظيمي بانتداب العقلاء لانجاز ذلك.
اما مواصلة القرع على طبل الخلاف على يد غلمان الاسفاف وشراذمة العوام، والسماح للسفهاء والمنحطين بادارة دفة المرحلة فهذا بحد ذاته كاف لخلق الاف الأزمات التي ستجعل حياة المواطنين كدرا وطينا.
نعم يمكن، نعم لم يفت الأوان، نعم لم يسبق السيف العذل
وان نبحت كلاب الكراهية وأفاعي الكهوف المعتمة وبصقت سمها في صحن الاخوة الذي يأكل منه ابناء الوطن الواحد.