الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

رداً على "منشق عن فتح"

نشر بتاريخ: 15/05/2017 ( آخر تحديث: 15/05/2017 الساعة: 14:58 )

الكاتب: اللواء د.محمد المصري

فرصة للتذكير بالطيب فينا
فوجئت حقاً بقيام شخص يعرف عن نفسه بأنه "منشق عن فتح" بانتحال اسمي وترويسة مكتبي ومركزي، ونشر رسالة كاذبة خاطئة صادرة عني وعن مركزي "المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية".
الرسالة الكاذبة والمفبركة موجهة منى إلى الأخ الصديق اللواء ماجد فرج وفيها كلام لا يقوله إلا صبي متدرب في العمالة الرخيصة، فما ورد في الرسالة لا يقوله وطني، ولا يقوله فلسطيني حقيقي، ولا يقوله إلا من هو "منشق عن فتح"، وهو عنوان صفحة الفيسبوك التي نشرت هذه الرسالة الرخيصة.
وما كنت أرغب في الرد لولا أني ظننت – بحق – أن عدم الرد قد يُفسر وكأنه سكوت أو رضى أو الرغبة في السلامة، وأنا لست كل ذلك، لقد كنت دائماً وما زلت في خندق العمل، لم أترك الساحة ولم أترجل.
ولهذا أقول، إن ما ورد في الرسالة الكاذبة الخاطئة هو لا يمثلني ولا أؤمن به ولا أدعو إليه، بل على العكس من ذلك تماماً، فإنني أقاتل من أجل الوحدة الوطنية، رغم أنني قدمت على المستوى الشخصي ما لا أحد يطيقه، ونحن الأحرص والأشد على قطاع غزة، ففيها مرابع الطفولة وملاعب الشباب، وفيها مقابر الأحبة وذكريات القلب، ونحن من نعمل من أجل المصالحة، يشهد على ذلك المؤتمرات والندوات واللقاءات العديدة بين الأطراف جميعاً والتي عقدت في المركز الذي تنتحل ترويسته أيها المنشق، لا يزايد أحد علينا بسعينا الدؤوب من أجل الوحدة ومن أجل التخفيف عن ؟أهلنا في قطاع غزة الحبيب.
وما زلت أعتقد أن النضالات المتعددة المستويات التي يقوم بها شعبي في كل الجبهات وفي كل الساعات إنما يصب في النهر الكبير، النهر الذاهب إلى الحرية.
وبهذه المناسبة، فإنني أقول– ورغم تقاعدي من الخدمة – إلا أنني ما زلت أعتبر نفسي ومركزي في خدمة جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ، أقدم النصيحة وأفتخر بذلك، وأساهم بوجهة نظري العلمية والموضوعية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإن زملائي وأصدقائي وعلى رأسهم سيادة اللواء ماجد فرج، إنما يقدرون لي ذلك، فهم يعرفون أني ما زلت جندياً في هذه المؤسسة الوطنية التي تحمي الوطن وتذود عنه، فأنا شريك ولست أجير، هذا مشروعي الذي دافعت عنه وما زلت وسأبقى.
ولكن العلاقة بيني كشخص وكرئيس لمركز بحثي متخصص وبين جهاز المخابرات العامة، هي علاقة مهنية محترفة، زادها عمقاً العلاقة الشخصية التي تجعل من العلاقة الرسمية أكثر مرونة ودفئاً.
أعود إلى هذا "المنشق عن فتح" فأقول إن ما فعله أو ما أراد أن يفعله بإطلاق مثل هذه الرسالة الكاذبة والمفبركة هو التشويش عليّ كشخص، والتمسح بسمعتي ومركزي ليدعي مصداقية تنقصه وقيمة يفتقد إليها، إضافة إلى ذلك، إن هذا "المنشق عن فتح" يريد أن يدمر العلاقة ما بين الضفة والقطاع، ويريد أن يحول السلطة الوطنية إلى مجرد هيكل فارغ أو أداة تخريب للمجتمع الذي يمثله، ويريد أن يخلط الحابل بالنابل، فلا نعود نعرف من هو العميل ومن هو الوطني، ومن هو الذي يؤمن بشعبه ومن هو الذي يكره شعبه.
هذا "المنشق" هو منشق عن كل شيء جميل في وطنه وشعبه، فالكاذب غير وطني، والذي يفبرك المواقف ويُفصّلها على مقاسات القامات الأعلى منه غير وطني، والذي يريد أن يضرب الناس بعضها ببعض غير وطني.
هذا "المنشق" لم يفعل سوى أن تحول إلى أداة رخيصة بيد أخرى تشغله، أو جهاز آخر يدفع له، وبهذا يتخلى عن ضميره ودينه ووطنه، هذا "المنشق" المدفوع له، والذي هو جزء من ترتيب أكبر، تحول "فجأة" إلى أن يكون كنزاً للمواقع الإلكترونية إياها، تلك المواقع التي كبرت وضخمت مجرد هذا المنشق الذي هو مجرد طعم صغير، يعني، المنشق مجرد بضاعة سيئة تم تصديرها ثم استيرادها مرة أخرى وكأنه حصل على ما لا يمكن الحصول عليه، وهذه لعبة رخيصة معروفة تماماً، أن تطلق إشاعة ثم تعيد اكتشافها وتضخيمها ونشرها، هذه لعبة رخيصة، فكل ما ورد في هذه الرسالة الكاذبة والخاطئة والمفبركة لا يكتبها إلا شخص رخيص يخدم هدفاً رخيصاً وجهات أرخص، ونطلب من كل المواقع التي تنشر هذه الرسالة الكاذبة أن تتوقف عن ذلك، لأنها ستكون شريكاً في كل جهد يهدف إلى تفكيك شعبنا ووحدته.
هذا "المنشق" ما كنت أرغب في الرد عليه لولا أن الرد عليه أكثر نفعاً من عدم الرد، وهذا الجانب الجيد من أي أمر سيء، إنه فرصة أخرى لتأكيد الجميل والنافع فينا، فالسوء يذكر بالطيب.