الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المشهد الغامض وتجمع الأضداد

نشر بتاريخ: 22/06/2017 ( آخر تحديث: 22/06/2017 الساعة: 17:01 )

الكاتب: د. مازن صافي

في واقع اليوم، وفي المشهد السياسي والمجتمعي العام، هناك أمور يمكن للمواطن البسيط تلمسها نتيجة تأثره، وإهتمام الاعلام بها، وبالتالي يمكنه ممارسة عملية تقدير واستنتاجات واستنباطات وربما توقعات، لكنها في الحقيقة لا تبتعد عن محيط حجم المعرفة المراد تقديمها، لتحقق أهداف أبعادها وما بعدها.
ولا يخفى على أحد أن المنطقة كاملة تمر بأخطر مراحل أزماتها وتغيراتها، وأن النسيج الذي كان قائما لم يعد موجودا، وان حالات الصراع تخفي أكثر مما تظهر وتضمر أكثر بكثير مما تفصح، هناك أشياء ظاهرة يمكن للقارئ في المشهد السياسي تلمسها وتقدير أبعادها، وهناك أمور وتفاصيل محروسة بأستار من الكتمان. 
وهنا يجتهد الباحث بالعودة الى التاريخ وقراءة إحداثيات مراكز القوى وطبيعة الصراع ويمضي إلى عوالم الاسئلة بحثا عن ضفاف كافية لإجاباتها.
وليس بعيدا عن واقعنا الفلسطيني والعربي والاقليمي، فإن الصراع الدولي لم يعد مكشوفا أو سهل القراءة، فإن كانت الحلول المطروحة في غالبها او قاعدتها اقتصادية، فإن أحلاف اقتصادية تتشكل وبقوة، ستؤثر على الأحلاف السياسية، بحيث تعيق تقدم أي حلول دون أن يكون لها حصة ودور وملعقة سياسية تحرك بها كيفما تشاء وبإستخدام أدوات إعلامية سهلة الاستخدام قوية وسريعة التأثير ورخيصة في التمويل والدعم والانتشار، أو استخدام أدوات اعلامية عملاقة تغزو الرأي العام الدولي وتضع نفسها فوق الطاولة كلاعب متمرد تارة ومشارك تارة أخرى.
السؤال المطروح اليوم في اللعبة السياسية، كيف تتجمع الأضداد معاً في لعبة السياسة..؟! ومن الذي يقوم بتوزيع الأدوار واللاعبين والمشاهد، فهناك في الخليج نفوذ انجليزي بريطاني واضح حتى لو ظهر ان اللاعب البارز هو الولايات المتحدة الأمريكية، وفي قضيتنا الفلسطينية يبدو ان اللاعب البارز هو الولايات المتحدة ولكن هل يغيب الدور الانجليزي والروسي والأوروبي، هذه هي الأسئلة الأهم والتي تشكل مسارات الطرق وتقاطعات المصالح وتلاقي الأضداد او تصادم الأحلاف، ولا يمكن قراءة تفاصيل جغرافيا صغيرة دون النظر الى المحيط الأكبر، فحين نقرأ مستقبل قطاع غزة، يجب أن نفهم ونعي ما الذي يحيط به.
وفي النهاية علينا أن نتفق أن الاختلاف في الرؤية الإدارية واسلوب التعاطي مع ما يتم تسهيل تناوله واندماجه ومزجه والترويج له، هو اختلاف تغلفه مصالح الدول الكبرى التي تسخر كل طاقاتها الامنية والاقتصادية والسياسية وتوظف لاعبين محترفين، لكي يتحول السؤال المبهم الى جواب زئبقي، ويدخل العائل والمعيل والوسيط في معادلة واحدة وان اختلفت التصنيفات والمطامع والتوجهات.
وقفة: الاستيطان والتهويد والعنصرية متلازمة سرطانية اسرائيلية، لا يمكن التعايش معها، ولا يعتبر العلاج التقليدي وصفة ناجحة لمواجهتها، السرطان مرض يجب ان يزول.

كاتب ومحلل سياسي – فلسطين
[email protected]