الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان

نشر بتاريخ: 05/07/2017 ( آخر تحديث: 05/07/2017 الساعة: 16:34 )

الكاتب: جميل السلحوت

من يتابع استقبال ومعاملة الشّعوب والدّول "الكافرة" للاجئين العرب من أكثر من دولة، ويقارنها بمعاملة الشعوب والدّول "المؤمنة" سيصاب بالذّهول، فدول "الايمان" تموّل وتدرّب وتسلّح "المؤمنين" لتدمير أوطانهم وقتل وتشريد شعوبهم، فالقتلة "المؤمنون" يكفّرون كل من يخالفهم الرّأي ويستبيحون دمه وحرماته، حتّى وإن كان من أبناء دينهم، فهم يعتقدون أنّهم "المؤمنون" الوحيدون على هذه الأرض، والضّامنون الوحيدون لدخولهم الجنّة، حتّى أنّ "أمراءهم" يتباهون أمام عدسات التّصوير وهم يرسلون "المجاهدين المؤمنين" لتفجير أنفسهم، وهم يحتضنونهم ضاحكين قائلين "اذهب فالحوريّات في انتظارك"! وهذه الأعمال ومن منطلقات إيمانيّة، يبدو أنّها قدر إلهيّ! فقد جاء في الحديث الشّريف: " إنّي سألت الله فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يظهر على أمّتي غيرها فأعطاني، وسألته أن لا يهلكها بالسّنين، فأعطاني ؛ وسألته أن لا يجعل بأسها بينها ، فمنعني." أي أنّ بأس "المؤمنين" على شعوبهم وأمّتهم!
وجاء في حديث آخر:" مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى" لكنّ "المؤمنين" المعاصرين الذين يمعنون في تدمير أوطانهم وقتل شعوبهم، لا يرحمون ولا يتعاطفون ولا يتوادّون مع اللاجئين الذين هربوا من أوطانهم للنّجاة بأرواحهم، فبعض دول "الايمان" تمنعهم من دخول أراضيها، وبعض "المؤمنين" المترفين يرتادون مخيّمات اللجوء، ليتزوّجوا من لاجئات قاصرات مستغلّين حاجتهنّ إلى الطّعام والشّراب والمسكن الآمن، وكثيرون منهم يستبيحون أعراضهنّ، فيتركونهنّ ويعودون إلى أوطانهم مفاخرين بفحولتهم، فتزداد مأساتهنّ مآسي جديدة، وبعض "علماء الايمان" دعا إلى استرقاق اللاجئات العربيّات المسلمات "من أجل السّتر عليهن"! فعن أيّ ستر يتحدّثون؟
بينما نقرأ في وسائل الاعلام ونشاهد على الفضائيّات، كيف تستقبل الدّول الأجنبيّة وشعوبها "الكافرة" اللاجئين المسلمين وغيرهم، وترعاهم، وتعطف عليهم، وتؤمّن لهم السّكن اللائق، وتسمح لهم بالعمل، وتصرف لهم رواتب شهريّة، لتحفظ كرامتهم وإنسانيّتهم. فهل فكّرنا بأسباب ودوافع ذلك؟ وهل فكّرنا بالفوارق بين الدّولة المدنيّة التي تحكمها القوانين، وبين دول الصّحاري؟ وهل تساءلنا عن الفوارق بين حياة التّمدّن وحياة ثقافة وحشيّة الصّحراء؟ وهل تنطبق علينا الحكمة القائلة"عدوّ عاقل خير من صديق جاهل"؟