الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

نميمة البلد: المقدسيون المؤتمنون ... والقيادة المطلوبة

نشر بتاريخ: 22/07/2017 ( آخر تحديث: 22/07/2017 الساعة: 13:11 )

الكاتب: جهاد حرب

يشهد شهداء القدس الثلاثة في جمعة الغضب ونصرة المسجد الأقصى، الذي يجمعهم اسم المصطفى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، بأن القدس لا تمثل عنوانا سياسيا فقط بل أيضا دينيا مقدسا، وهي تمثل بما تحتويه من مقدسات اسلامية ومسحية درتها المسجد الأقصى جوهر الوجود الفلسطيني.ويشهد الشهداء الثلاثة ومئات الجرحى بأن المساس بالمقدسات وحرية الوصل الى دار العبادة الاقدس "المسجد الأقصى" لدى الفلسطينيين باختلاف انتماءاتهم الدينية أو السياسية، وأولى القبلتين وثالث الحرمين لدى المسلمين في انحاء العالم، هو مساس بحرية المعتقد ومساس بالمقدسات ومساس بالوضع التاريخي للوضع القائم في المسجد الاقصى.يشهد الشهداء الثلاثة، الذين خضبوا بدمائهم شوارع المدينة المقدسة والطرق المؤدية إليها بالدماء، أن المقدسيين مؤتمنون على القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية فيها؛ يحمونها بدمائهم ورجالهم ونسائهم وبالغالي والنفيس، يعتصمون ويصلون من أجل الأقصى في ازقة البلدة القديمة وعلى عتبات أبواب المسجد لمنع حكومة الاحتلال من تنفيذ سياستها في تغيير الوضع القائم وتمرير اجندته بإحكام سيطرتها على المسجد وصولا للتقسيم المكاني لساحات المسجد بفرض أمر واقع؛ كما حدث في الحرم الابراهيم في مدينة الخليل عام 1994.

تضع مواجهات اليوم الجميع أمام مرحلة جديدة، إذا لم تتراجع حكومة الاحتلال عن إجراءاتها الاخيرة في القدس، من الصراع قائم على أسس دينية تتجاوز الصراع السياسي الوطني. هذا النوع من الصراع قائم على المعتقد لا يعرف الحلول لا المرحلية ولا الاتفاقية، ولا يعترف بالآخر ويعظم الأنا ولا يترك مجالا للصواب والخطأ أي يحمل صفة الهدم والدمار للحفاظ على الذات. وهو لا يحصر المعركة في المكان بل يجعل الصراع مفتوحا يطال الأطراف في بقاع الدنيا دون اعتراف للحدود.

شهداء اليوم وهبة المواطنين لنصرة الأقصى تحمل رسالة الى القيادة الفلسطينية بأنها عاجزة وفاقدة الشرعية ان لم تكن على مستوى الحدث برعاية وقيادة وتنظيم وتأطير الجماهير واسنادها ودعمها في هذه المواجهة دون مواربة؛ فمعركة اليوم "مفصلية" غير قابلة للمجادلة في صوابية هذا الفعل أو خطأه. وحينها، أي في حال قيادة المعركة، انت من يتحكم بالإيقاع وتناغم التحرك السياسي مع الفعل النضالي على الأرض بلا انفصال أو تناقض أو تملص من المسؤوليات، وهي تتقدم الصفوف وقادرة على خوض المعركة بكل جوانبها بحصافة وشجاعة وحكيمة تلك هي صفة القيادة التي يريدها الشعب الفلسطيني.