الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حينما اجتمعوا ارتاحت القدس

نشر بتاريخ: 26/07/2017 ( آخر تحديث: 26/07/2017 الساعة: 19:18 )

الكاتب: محمد نمر قنيطة

في تقييم سريع للأيام السابقة في القدس، كانت المعادلة ومازالت بين محتل متغطرس لديه ما يخفيه من نوايا سيئة خلف حُجة بواباته الالكترونية على أبواب الأقصى، وبين شعب صامد تحدثت الأرض المقدسة عن صموده واصراره لافشال المخطط الإسرائيلي الرامي لتغيير المعادلة لصالحه في القدس.
وفي التفاصيل كانت الحسابات تدور بين غزة التي تمتلك السلاح والعتاد لكنها محاصرة ولدى قادة الفصائل فيها حسابات مريرة مع ثلاثة حروب سابقة خلفت ما خلفته من قتل ودمار، وفي الناحية الآخرى القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة والحكومة وحسابات ما لديها من شرعية دولية للتحرك لمجابهة ما يحدث في القدس، وحسابات أخرى ترتبط بالعلاقة مع الاحتلال وقف الاتصالات معه ورد فعله، وكلاهما أي غزة والضفة لديهما حسابات الانقسام اضافة.
وكان السؤال المطروح، هل تتحرك الفصائل في غزة لتتدحرج كرة اللهب بسرعة وتشتعل الحرب؟، وهل تتخذ القيادة في رام الله خطوات تصعيدية للمواجهة قد يستغلها نتنياهو لضرب السلطة وتشويهها وتنفيذ مخططاته التوسعية في الضفة، وللإجابة على هذا السؤال كانت الأطراف تحتاج للتريث وتقييم المواقف بدقة منعاً للاندفاع الذي قد يكلف الكثير، ولكل طرف حساباته التي يعرفها.
لكن المقدسيون في ساحات الأقصى وأكنافه لا يدققون كثيراً في هذه الحسابات ويحتاجون إلى مؤازرة سريعة تُثبت من صمودهم، يحتاجون إلى سند صلب يخفف من وطأة اجراءات المحتل التعسفية ضد أطفالهم وشيوخهم، ضد مؤسساتهم وتجارتهم، مواقف تسندهم وتحمي صمودهم ومقدساتهم.
كان مطلوباً من القيادة الفلسطينية والفصائل مواقف ابداعية عاجلة لمؤازرة أهل القدس بالتوازي مع حساباتهم المتعلقة بالمواجهة، المتعلقة بالتهدئة أو التصعيد حسب ما هو حاصل في القدس.
أول الغيث على المستوى العملي كانت قرارات الرئاسة الفلسطينية إلى جانب وقف الاتصالات مع دولة الاحتلال دعم صمود المقدسيين بمساعدات مالية عاجلة، ثم تباعاً موقف الحكومة باتخاذ مجموعة من القرارات والاجراءات اسنادا للقدس والمقدسيين، بتخصيص 15 مليون دولار بشكل عاجل من أصل 25 مليون لدعم القدس، وصرف مساعدات مالية عاجلة للتجار وحراس الأقصى ومراكز ومؤسسات القدس الدينية والتعليمية والصحية، واعفاء المقدسيين من الأقساط الجامعية وفواتير الكهرباء ومساعدات عاجلة للأسر الفقيرة والمحتاجة، ودعوة الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال والصناديق العربية والإسلامية لدعم عاجل للقدس.
الناظر لجملة هذه القرارات والاجراءات تجدها ابداعية تدعم صمود المقدسيين، ولا يترتب عليها حسابات سياسية وعسكرية تريدها اسرائيل، كصاروخ يخرج من غزة، أو رصاصة من رام الله، تدفع نتنياهو لاستغلالها ورمي الكرة في ملعب الفلسطينيين والنزول عن الشجرة الذي يعتليها الآن، والأهم أن الفلسطينيين مازالت أوراقهم مبعثرة وغير جاهزة للمواجهة الأكبر وهم في حالة الانقسام والتشتت، وكما قلنا في مقال سابق الفلسطينييون يكبلون أقصاهم بانقسامهم البغيض.
ما أريد أن أوصله، حينما اجتمعت الرئاسة والحكومة ارتاح القدس والمقدسيين، ولو بجملة قرارات عاجلة تدعم صمودهم، والمطلوب الآن أن ينضم لاجتماع الحكومة والرئاسة كافة الفصائل والأطراف الفلسطينية دون حسابات الحزبية والحصصية وتسجيل المواقف ليرتاح القدس أكثر ويستعيد أنفاسه، فقد تتطور الأمور في الميدان ويتجه الفلسطينيون لمواجهة أكبر مع الاحتلال، أريحوا القدس والمقدسيين وكونوا سندا في ظهورهم، وثانياً أريحوا أنفسكم من كثرة التفكير في حسابات الفعل ورد الفعل، فالشعب الفلسطيني مازال تحت الاحتلال ومن حقه أن يدافع عن أرضه ومقدساته ويحرر وطنه دون أن يبقى أسير لنير حسابات رد فعل المحتل والذي أوجدها الانقسام وتبعاته.
ليحذو الجميع حذو الرئاسة والحكومة بحلول ابداعية تدعم صمود القدس والمقدسيين، وأكثر بانهاء الانقسام، وإن احتاج الميدان المواجهة الأكبر سنكون قادرين وسنواجه وصفوفنا موحدة وخطواتنا ثابتة، ولن يُغلب شعب وتُهزم قيادة موحدة وجهتها القدس.