الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كأنهم لا يديرون ولا يحكمون هذه البلاد؟

نشر بتاريخ: 06/08/2017 ( آخر تحديث: 06/08/2017 الساعة: 17:23 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

المتواجد يوم أمس في نابلس، بالأزمة المرورية الخانقة، مع النشاط القليل لعدم وجود مدارس بهذه الفترة، وعدم وجود مياه في الخزانات، وكذلك للعابر اليوم لمدينة رام الله، يشعر وبكل فخر أن الذين يديرون البلاد منذ عشرات السنين لم يقدموا لها شيئا وعندما تتحدث معهم يحملون كل شيء للاحتلال، وعندما تتعمق تشعر أنهم يريدون هذه الشيء فقط ليبقوا على سدة الإدارة ورئاسة المؤسسات، وعندما تدخل لمؤسساتهم تجد عشرات الناس المفكرين مركونين على جنب وأنهم يمنحون المساعدات الإداريات صلاحية التصرف ووضع الخطط دون استغلال المفكرين وأصحاب الخطط، ولهذا تجد هذه المؤسسات بدون فائدة وبدون فعالية وستبقى كذلك إلى ان يأتي التغيير، في الأسبوع الماضي سَنتْ الحكومة مثلا قانون الجنايات الكبرى وهو جريمة دستورية وقانونية ومخالف للأصول في جميع بنوده من الطراز الأول، فكان الأولى بالحكومة قبل إخراج هكذا قانون أن تبحث عن تطبيق أحكام المحاكم وفرض العدالة وإلزام الناس بها وخلق ثقة ونزاهة لدى القائمين على تطبيق القانون ليكون هناك تأثير ايجابي على الناس، لان القانون لن تجد حاجة لتطبيقه إن وجد العدل بين الناس.
وأزمة المياه تعصف كذلك في كل المناطق وقد تصل في بعض البيوت إلى 40 يوما انقطاع كاملة، وان قالوا أن الاحتلال هو المشكلة نقول لهم نعم هو مشكلة ولكنه ليس كل المشكلة، فمدينة مثل نابلس بالامتداد السكاني والجغرافي السريع تحتاج إلى خطط وعملية تنظيم أكثر ومستمرة وهي لم تؤخذ بالحسبان سابقا، وبالتالي كانت النتيجة كما نراها ونحسها اليوم.
كذلك ومنذ أكثر من 20 سنة ونحن نعاني من دخول رام الله بحرية، طبعا الاحتلال هو المشكلة ولكنه ليس كل المشكلة لماذا لا تقوم بلديتا رام الله والبيرة على شق طرق أوسع وإضافية ولو ترابية لتسهيل دخول الناس؟ وإن أغلقها اليهود فيجب الإغلاق على مستوطنيه، وإعادة فتحها، فلنتعلم من أبطال المدينة المقدسة، وبالتالي يتوجب على الجميع إيجاد حلول للناس وقضاياهم، لان هذه المؤسسات هي التي سارت بمسار المفاوضة والتنسيق وتركت الناس فريسة التحكم من قبل الاحتلال.
نعم، طريقة عمل المجالس المحلية والمؤسسات والوزارات في ظل عدم وجود الحسيب والرقيب، أدى إلى خروج تلك المؤسسات عن دورها واختصاصها وأدت إلى تدمير أحلام الناس والذهاب بهم إلى المجهول، مثال (لحل مشكلة المرور في نابلس يلزم وجود جسور مشاة، وهم يقولون أن سلطات الاحتلال تمنعها، ولكن هذا تبين انه غير صحيح لان بلدية حواره نصبته على الشارع الرئيسي، فلماذا بلدية نابلس لم تقم بذلك لحل المشكلة وهي لديها أموال وموازنات كبيرة؟)، أم سيبقى الاحتلال شماعة الفشلة والمقصرين، وأصحاب المناصب الزائفة.
أخيرا، البلاد والعباد يحتاجون إلى اهتمام ورعاية ويحتاجون إلى خدمات ولا يحتاجون إلى أشباه مسئولين يضحكون عليهم بالكلام، ونتائج انتخابات المحلية 2017، اكبر شاهد ومثال على ذلك لمن لديه دراسة واعية متأنية، وانقسامكم ابغض منكم، فلن يكون لدى الناس الصبر أكثر من ذلك.