الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس الوطني الفلسطيني.. رهان ورهينة

نشر بتاريخ: 16/08/2017 ( آخر تحديث: 16/08/2017 الساعة: 14:00 )

الكاتب: عوني المشني

هل يشكل عقد المجلس الوطني الان رهان وطني يستحق المجازفة ؟؟؟ هل يعني ان بعض الاشتراطات التي توضع لمشاركة أصاحبها انهم يأخذون شعبنا ومستقبل قضيتنا رهينة لتحقيق مكاسب فصائلية ضيقة ؟؟؟ كلا السؤالين لهم من المشروعية ما يكفي لطرح الموضوع للنقاش ، فعقد المجلس الوطني ضرورة وطنية وهذا لا يختلف عليه احد ، ولكن عقد هذا المجلس والذي تأخر خمسة عشر عامل يحتاج الى تحضير كافي لضمان ان يكون ممثلا أوسع تمثيل لكافة قطاعات شعبنا في الوطن والشتات ، هذا يعني ان لا يكون عقده تكريسا للانقسام وبهدف تكريس الشرعيات التي ان الاوان اجراء تغييرات جذرية وعميقة وشاملة فيها وابداع شرعيات لديها ما تقدمه لشعبها خاصة في ظل الطريق المسدود الذي وصلنا اليه وفِي ظل الأسئلة المشرعة التي لا يقدم اي مسئول فلسطيني من كل الفصائل اجوبة عليها ، بالمقابل فان ادراك البعض لهذا الوضع يجعلهم يضعون اشتراطات تحول المجلس الى رهينة بأيدهم لتحقيق مكاسب فصائلية ضيقة الأفق وإلا فانهم يرفضون المشاركة . فإذا كانت حماس لن تحضر والجهاد الاسلامي في الأغلب لن تحضر واذا ما حضرت سيكون حضورها بصفة مراقب ، والجبهة الشعبية تضع اشتراطات تؤكد انها لن تحضر بالصيغة التي يتم التحضير فيها وكل غزة لن تحضر لان حماس وبمنهجها المعروف لن تسمح لأحد من غزة الخروج من غزة للمشاركة ، والشتات ببعض ممثليه الفاعلين لن يحضر لان اسرائيل ستمنع دخول البلاد كل من تراه " خطرا أمنيا او سياسيا " . اذا كان الوضع هكذا فأي مجلس سيكون ؟؟؟؟ وهل حقا ستعكس نتائجه وضعا افضل مما هو الان ؟؟؟؟ هذه الأسئلة برسم الإجابة على النخب المستعجلة على عقد المجلس باي شكل وباي ظرف .
لتحقيق النجاح في عقد مجلس وطني يفترض تحقيق الفرز الدقيق بين من يرفض الحضور لاهداف وطنية حقيقية وبين من يرفض من اجل محاصصة او لتعطيل المجلس ، هنا يمكن تعميق الحوار مع من يرفض لأسباب وجيهة ووطنية وإجراء تغييرات ممكنة لتمكينه من الحضور وحتى ولو كان ذلك صعبا ، اما من يرفض من اجل أهداف مشكوك في وطنيتها او مصداقيتها فيمكن تجاوزه ، من ناحية ثانية لم لا يخضع مكان عقد المجلس للنقاش ؟؟؟؟ ان عقده خارج الوطن يوفر فرصة لكل الأعضاء من الشتات في الحضور وهذا يحل مشكلة وثانيا يحقق ما ترغب به الشعبية ويزيد من فرص حضورها وثالثا يخرج من المجلس من ضغوط الجغرافيا السياسية ورابعا يوجه رسالة لمن يهمه الامر ان لدينا خيارات متعددة ، هذه الأسباب الا تكفي بنقاش هذا الموضوع بدون تشنج او كبرياء لا معنى له ؟؟!!!!!
المجلس الوطني ليس موضوع عبث فإذا ما عقد هذا المجلس وساهم في توسيع وتعميق دائرة الانقسام فان له مخاطر جسيمة ليس أكثرها أضعاف الشرعيات اكثر مما هي ضعيفة اضافة لاحتمالية خروج اجسام اخرى تتدعي التمثيل وما اكثر من يتحينون الفرص لذلك وستجد قوى معادية خارجية تدعم هذا التوجه تحقيقا لأهدافها البغيضة .
ان اعادة النقاش ووضع التصورات لعقد المجلس في ظروف تعزز الحضور بكثافة يستدعي المرونة ولكن في ذات الوقت الحزم ، المرونة في الحوار مع المجموع الوطني والاستجابة لبعض الاطروحات المعقولة والحزم الشديد في عدم ابقاء المجلس رهينة في يد المناكفين والذين يبتغون شرخ التمثيل الوطني ، هذا التوازن ما بين المرونة والحزم يحتاج الى مجموعة حوار اكثر حكمة من توصيات باستعجال موعد عقد المجلس وتحديد موعد خلال اسابيع دون استكمال التحضيرات الأولية .
ايضا فان وضع استراتيجية فلسطينية تتجاوب مع متطلبات شعبنا وتكسر الحلقة المفرغة التي ندور فيها وتتجاوز الثنائية الساذجة " كفاح مسلح ، مقاومة شعبية سلمية " هو اهم التحديات امام مجلس وطني سيعقد ، هل تم إنضاج النقاش في هذه المسألة الخطيرة والحيوية للخروج باستراتيجية كهذه ام ان " الحل السحري " في رأس شخص واحد سيلقيه علينا كما ألقى موسى عصاه وانشق البحر أمامه ؟؟؟؟ . زمن المعجزات انتى منذ زمن طويل ، والنقاش الجمعي العميق هو الذي يولد الأفكار الخلاقة ، وشعبنا مل الأفكار التجريبية التي زادت معاناته وعذاباته ، لهذا مطلوب حوار معمق وواسع ومن ذوي الخبرة والعلم والمنهجية لطرح بدائل استراتيجية وصولا لاستراتيجية وطنية ليست تجريبية اولا وليست بهدف الكسب الذاتي ثانيا وتستجيب للمستجدات ثالثا وقادرة ان لم تكن على تحقيق اهداف شعبنا تكون قادرة على التقدم بشعبنا الى الامام لا ان ترجع به الى الوراء . هذا ممكن ، وليس معجزة ، شعبنا يعلم ميزان القوى ويشعر بالوضع العام ويعرف انه لا حل سحري ، لكنه باستعادادته النضالية الكبيرة والإبداعية يدرك انه يستطيع ان يتقدم في ظل استراتيجية لها مواصفات موضوعية .