السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حلحلة نسبية

نشر بتاريخ: 19/09/2017 ( آخر تحديث: 19/09/2017 الساعة: 20:03 )

الكاتب: يوسف عودة

الأصل بالأشياء العمل على حلحلتها من أجل الخروج بنتائج تخدم جميع الأطراف، وبنفس الوقت تحقق المكاسب المُعدة مسبقاً لكل طرف، وذلك حسب رؤية وإستراتيجية كل طرف والموضوعة أصلاً لتجسيد الأهداف المنشودة، وبالطبع هذا ما يجب أن يحدث بعيداً عن الصراعات والدخول بنزاعات لا نجني منها غير الخسارة وفقدان المبادئ، فدخول الحرب بحد ذاتها خسارة حتى وإن خرجت منها منتصراً، فنصرك هذا كان له ثمن إما بقتل بعض جنودك أو دمار بلدك، لذا ومن هذا المنطلق؛ ومع تقييمك أحياناً للمواقف بعد دراستها من كافة زواياها؛ كل هذا يجعلك ترى الأمور بشكل أوضح خاصةً وإن وضعت نفسك مكان الطرف الآخر، الأمر الذي يؤدي في هذه الحالة الى تقديم تنازلات لا تضر أساساً بأهدافك، وبنفس الوقت تساعد وتقرب ما بين وجهات النظر، الأمر الذي ينطبق أيضاً على الجهات والأطراف الأخرى.
فوجود الأزمة بشكل عام؛ يعيق من التطور ويحد من الإنجازات؛ الأمر الذي تكثر معه الصعوبات والمعيقات، ومن هنا ومهما كانت قوتك وإمكانياتك؛ ومهما كانت أيضاً قدراتك قوية وكبيرة، إلا أنك تصطدم بالكثير من الحواجز التي تحول بينك وبين تحقيق مبتغاك، لذا فمن الأفضل إدارة الأزمة بشكل آخر؛ أساس الحل فيها يكون المصلحة العامة ونبذ المصلحة الخاصة والفئوية، ومن هنا فمن يجيد إدارة الأزمات بشكل جيد هو فقط الذي يدرك مخاطرها، وهو الذي يسعى وبشكل ممنهج لوضع حلول تمكنه من تجاوزها، حتى لا تتفاقم ويصل الأمر إلى طريق مسدود، لأن كل شيء وله نهاية لا بد أن يصلها، وأي أزمة لا بد وإن طال الزمن من تخطيها؛ إلا أن ما يمكن اعتباره اليوم إنجازاً من الممكن أن يكون في الغد خسراناً، بإختصار؛ الكل قادر على إفتعال الأزمات والدخول في صراعات، وكذلك الكل قادر على مواجهة الخصوم بكافة السبل والإمكانيات مع تفاوت نسبي في القدرات بين طرف وآخر، إلا أنه بالنهاية لا بد من تجاوز الأمر والسير في الرَكب مع الجماعة، حتى لا نكون الشرارة التي تحرق.
بشكل عام وبعد طول إنتظار للأزمة الفلسطينية الفلسطينية، بدت تلوح في الأفق حلحلة نسبية تجاه تجاوز الأزمة التي أستنهكت الكثير من الإمكانيات، لكن وعلى كل حال؛ لعل في الإستفاقة الأخيرة خيراً؛ يجمع الشمل ويوحد الصف من جديد حتى تحقيق الهدف الأسمى والمُتمثل بتحرير الأرض والأقصى.