الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أسرار التزاحم الإقليمي على حماس .. !!

نشر بتاريخ: 21/09/2017 ( آخر تحديث: 21/09/2017 الساعة: 12:59 )

الكاتب: عماد توفيق عفانة

بات من المعلوم بالضرورة أن حماس تدير علاقاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بميزان الذهب الحساس.
والمراقب لعلاقات حماس مع الإقليم يرى حركة نشطة باتجاه احتوائها لجهة زيادة توريطها في شؤون الحكم، ولكن من بوابة دول الإقليم هذه المرة، وما الضوء الأخضر الذي أعطي لحماس لتشن هجوم المصالحة من القاهرة على رام الله هذه الأيام إلا أحد مفاعيل هذا التوريط.
خصوصا بعدما نجح عباس في توريط حماس عام 2006م، ليحاصرها بعد عام واحد من وقوعها في شرك الحكم.
أولا: مصر وهذا الانفتاح المحير على حماس، مرة عبر وفود لتشغيل محطة الكهرباء في غزة، ومرة تسهل فتح معبر رفح، وأخرى تدخل البضائع والوقود، وأخير تستقبل قيادة حماس الجديدة بكل الود والترحاب لإنهاء آخر فصول الانقسام لجهة دمجها الكلي في شؤون الحكم وولوج المجلس الوطني ومنظمة التحرير. !!.
فهل تحقق مصر ما لم تستطع تحقيقه ثلاثة حروب طاحنة لحماس مع العدو الصهيوني، لجهة تطويعها وتدجينها لثنيها عن طريق المقاومة، والقبول أو الصمت على الأقل على هجوم التعايش والتطبيع الذي تقوده السعودية ومصر والامارات مع الكيان الصهيوني. !!.
وما تصريح الرئيس المصري بالأمس في خطابه في الأمم المتحدة إلا خير شاهد ودليل حيث " طالب السيسي الشعب الفلسطيني بعدم إضاعة الفرصة وحل القضية الفلسطينية، وقبول التعايش مع الآخر".
ثانيا الإمارات: تضع حماس في قوائم الإرهاب، وتحارب من ينتمي أو يؤيد او يدعم حركة حماس، وتخوض مواجهة دبلوماسية شرسة مع قطر وتحاصرها بحجة دعمها لحركة حماس، ثم هي تتناسى كل هذا وتبشر بشكل مباشر أو عبر عرابها محمد دحلان بتمويل إقامة محطة كهرباء حديثة في القطاع لحل المشكلة الكهربائية جذريا، وترسل أموال لدعم آلاف العمال، وتقوم بتنفيذ مشاريع زواج جماعي، وغيره من المشاريع.
ثالثا دحلان: كان أو المبادرين لفتح آفاق للعلاقة مع حماس وخصوصا مع قائدها الجديد يحيى السنوار، أليس غريبا أن يفتح دحلان عراب السياسة الأمريكية التي تديرها من القاعدة الاستخبارية في الامارات علاقة مع حماس، ثم تستجيب حماس للعلاقة رغم كل المآخذ التي تحتفظ بها حماس على سلوكه الأمني حيالها إبان ترأسه لجهاز الأمن الوقائي أو بعد انتخابات 2006م ومقولته الشهيرة "رقصة الخمسة بلدي"..!!، ليثبت وبشكل عملي أن السياسة فن الممكن التي تحكمها المصالح وليس العواطف.
رابعا التكالب الإقليمي: على غزة ليس حبا فيها، فالعين موجهة إلى البندقية التي تحملها.
وأي عملية سلام وتطبيع معلن كالذي تحضر له دول الإقليم خصوصا الخليجية منها وعلى رأسها المملكة السعودية بقيادة الملك المرتقب محمد بن سلمان الذي أعلنت وسائل الاعلام الصهيوني بأنه زارها سرا قبل أسابيع قليلة، لن تمر ما دامت البندقية والمقاومة مشرعة في غزة وتقود بيرقها حركة حماس، لذا يجب تطويع حماس أولا، ومنحها ما يمكن أن تخسره –علاقات رسمية مع دول الإقليم الكبرى، وتمثيل رسمي في المجلس الوطني ومنظمة التحرير، وفتح أبواب العواصم العربية أمام قياداتها وفتح مكاتب تمثيل لها في كبرى العواصم، إضافة لما يصاحب ذلك من مميزات مالية وحوافز اقتصادية.
أن تفتح أبواب العواصم العربية التي تحارب حماس سرا وعلانية أبوابها لقادة حماس لإنهاء الانقسام ورعاية المصالحة الفلسطينية بعد مرور أكثر من عشر سنوات لابد أن يكون له أسباب أقوى وأكبر من حرص هذه الأنظمة على وحدة ورفاهية الشعب الفلسطيني.
حماس من جانبها وهي تستشعر عظم المسؤولية عليها وتفكيك الأزمات التي تواجه شعبها، وتتصدى لهموم الناس وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة، يجب أن تواجه كل الضغوط الفلسطينية والعربية والصهيونية التي تتعرض لها وألا تحني ظهرها وألا تجعل منه منصة لمؤتمرات التطبيع والتعايش مع العدو.
أن تحاول الأنظمة التي تعادي تركيا وقطر وإيران على فتح فرجة لحركة حماس لإبعادها عن المربع التركي القطري الايراني هذا أمر مفهوم، وأن تعمل حماس على توظيف هذه الرغبة من هذه الدول لتحقيق مزيد من المكاسب لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وانهاء الحصار المدمر لشعب غزة الصامد أمر مطلوب.
لكن الأمر الذي ليس مفهوما ولا مطلوبا ألا تعي حماس ومعها كل قوى المقاومة عمق وخبث هذا المخطط الإقليمي للنفاذ عبر المقاومة لإنهاء القضية الفلسطينية عبر تنفيذ ثلاث خطوات:

- المصالحة الفلسطينية.

- وحل الصراع الفلسطيني ــ الصهيوني.

- بالتزامن مع التطبيع الكامل والعلني مع العرب.