الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدولة الديمقراطية الواحدة ليس خيار انه حتمية

نشر بتاريخ: 22/09/2017 ( آخر تحديث: 22/09/2017 الساعة: 15:25 )

الكاتب: عوني المشني

الدولة الديمقراطية الواحدة التي يعيش فيها مواطنوها بمساواة في الحقوق والواجبات ليس خيار يائس، فاليأس كان عندما فشلنا من تحرير كل تراب فلسطين وغلبنا على امرنا "لنقبل بالهم والهم ما قبل فينا" قبلنا دولة فلسطينية على عشرين بالمائة من وطننا فلسطين ومع ذلك يعتبرون هذا كثيرا علينا !!!! عندما نعود للدولة الديمقراطية الواحدة فإننا نعود الى رشدنا ونعود لما يجب ان نكون، ونعود للاستراتيجية الحقيقية التي شكلت اساس كفاحنا الوطني
الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة التي يعيش فيها مواطنوها بمساواة في الحقوق والواجبات ليست خيارا ظالما، الخيار الظالم ان نتخلى عن ثمانين بالمائة من وطننا، العدالة الحقيقية ان يكون الوطن هو الدولة، ان يكون الحلم هو الواقع، ان يشاركنا الاسرائيليون في الحياة على قدم المساواة في وطن واحد ودولة واحدة وعلى قدم المساواة يشكل عدالة اكثر من التنازل عن اربع أخماس وطننا. 
الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة التي يعيش فيها مواطنوها بمساواة في الحقوق والواجبات ليست خيارا غبيا، الغباء هو الركض خلف وهم حل الدولتين الذي تجاوزه الوقت وتجاوزته التطورات على ارض الواقع وتجاوزته القيادة الاسرائيلية وتجاوزته الادارة الأميركية ، وتجاوزه وجود ثلاثة ارباع مليون مستوطن في الضفة الغربية وتجاوزته حالة مدينة القدس.
الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة التي يعيش فيها مواطنوها بمساواة في الحقوق والواجبات ليست خيارا خياليا ، انه اكثر إمكانية للتطبيق من خيار الدولتين . نحن الان في دولة واحدة ولكنها عنصرية ، تغيير القوانين اسهل من تغيير الواقع ، تغيير القوانين اكثر إمكانية للتطبيق من ترحيل قصري بهدف الفصل ، الديمغرافيا الفلسطينية تفرض الدولة الواحدة رغم أنف اليمين المتغطرس في اسرائيل .
الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة التي يعيش فيها مواطنوه بمساواة في الحقوق والواجبات ليست خيارا تكتيكيا للضغط من اجل إنجاح خيار الدولتين ، الامر المريب ان نقلب الامور رأسا على عقب نحول التكتيك وهو الدولتين الى استراتيجية !!! ونحول الدولة الواحدة على كل ارض فلسطين الى تكتيك !!!! هذا قلب للمفاهيم ، هذا يخالف العلم السياسي ، هذا مثار عبث ، الاستراتيجية التي يفترض ان نوظف كل شيئ لإنجاحها هي الدولة الديمقراطية الواحدة .
نحن قلناها قبل عشر سنوات واكثر ، اتهمنا بالتطبيع والتراجع ، ليتهم هؤلاء الان الرئيس ابو مازن بذلك ؟؟!!!! يصفقون الان لخطاب ابو مازن لانه طرح هذا المفهوم الان ، نحن استقينا الوقت قليلا ورأينا ما كان الكثير بغمض عينيه عن رؤيته وللحق يقال كان الرئيس ابو مازن يراه معنا .
الان ، والان ، سيكون لاستراتيجية الدولة الواحدة حركة سياسية رسمية ، هذه الحركة التي ستكون مكونا فلسطينيا أصيلا وقائدا وفِي كل المؤسسات الفلسطينية ، الحزب هو نحن ، ونحن هو الأغلبية الفلسطينية الآتية .