الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة انتفاضة ابو مازن إلى زعماء العالم

نشر بتاريخ: 23/09/2017 ( آخر تحديث: 23/09/2017 الساعة: 10:22 )

الكاتب: د.رمزي النجار

ليس من السهل على زعيم عربي أن يقف من على أعلى منبر أممي يجمع زعماء العالم ليخاطبهم بالغة الوطنية الثورية وانما اللغة الدبلوماسية هي السائدة في خطابات الزعماء لإرضاء الجميع بكلماتهم المعدودة المتوازية، ولكن الرئيس أبو مازن هو الزعيم الفلسطيني بعد الزعيم الراحل أبو عمار الذي اعتلي منصة الأمم المتحدة ليخرج عن دبلوماسية خطب الزعماء المألوفة ويخاطب الزعماء أنفسهم كزعيم ثوري وشعبي وينتفض في وجه زعماء العالم محملا إياهم رزوح فلسطين منذ خمسين عاماً تحت الاحتلال الاسرائيلي، هذا الاحتلال بمثابة وصمة عار على جبين رؤساء العالم أجمع الذين يتفرجون ولا يتحركون ساكناً لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين التي اعترفت الامم المتحدة بها، ولو كان لدي هؤلاء الزعماء ذرة من الكرامة والشجاعة لوطئوا رؤوسهم لخنوعهم وصمتهم على هذا الاحتلال الذي يرفض تطبيق المواثيق والقرارات الدولية التي صدرت عن هذا التجمع الدولي للأمم المتحدة لحماية الأمن والسلام العالميين، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
أبو مازن ينتفض غاضبا ويوجه صفعة تحذيريه لهؤلاء الزعماء مخاطباً إياهم بأنكم منحتمونا الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية من خلال تحقيق السلام في المنطقة والتوقيع على اتفاقية أوسلو منذ أربعة وعشرون عاما، فأين هذا السلام والأمل المنشود، مخاطباً اياهم أنه منذ تلك السنوات واسرائيل تواصل الاستيطان في كل مكان على أرضنا الفلسطينية وممارسة السياسات الظالمة غير القانونية ضد الشعب الفلسطيني، وتقوم بفرض الحقائق الاحتلالية في مدينة القدس الشرقية، وممارساتها تؤجج مشاعر العداء الديني الذي يمكن أن يتحول إلى صراع ديني عنيف في المنطقة، واستمرارها في التنكر لالتزاماتها تجاه عملية السلام وتصر على إفشالها، فلم يعد هناك مكان لدولة فلسطين وهذا غير مقبول فلسطينيا ولكم أيها الزعماء، وعليكم المسؤولية بصفتكم أعضاء في الامم المتحدة ومنظماتها الدولية، وأعلى سلطة في العالم يقع عليكم المسئولية القانونية والسياسية والاخلاقية والانسانية لإنهاء هذا الاحتلال الغاشم على أرض فلسطين الذي جاوز نصف قرن من الزمن، وأنه عليكم أيها الزعماء إزالة الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا وتدعيم مبادئ الحق والعدل تحقيق السلام في المنطقة عامة.
لقد استطاع الرئيس أن يوصل رسالة غضب باسم الشعب الفلسطيني إلى زعماء العالم الذين يتغنون بالسلام بأن اسرائيل تلعب بالنار وتتهرب من عملية السلام منذ سنوات، واستمرارها في تعزيز احتلالها لدولة فلسطين، وأنه لا يعقل أن يكون الالتزام بالسلام من الجانب الفلسطيني فقط، وأن ذلك لن يقود إلى تحقيق السلام، فحرية الشعوب لا تتجزأ إما أن يكون الشعب الفلسطيني حرا أو لا حر، وما دامت تلك الحرية لم تتحقق فإنه يفرض على الشعب الفلسطيني القيام بمراجعة استراتيجية شاملة لعملية السلام، وأنه لم يعد بإمكاننا الاستمرار كسلطة دون سلطة، وأن يستمر الاحتلال دون كلفة، وإذا لم تريد اسرائيل حل الدولتين وسلاما، فلتعود وتستلم مسؤولياتها وتبعات هذه المسؤوليات، وأنه لدينا خطوات وحلول بديلة لكي نحافظ على الوجود الوطني الفلسطيني، ومواجهة تكريس نظام الأبرتهايد الذي انتهى في جنوب إفريقيا قبل سنوات وما زال عندنا.
أبو مازن انتفض في وجه هؤلاء جميعاً محملاً جميع زعماء العالم مسئولية انهاء هذا الاحتلال خلال فترة زمنية محدده، لأنه بسكوتكم على ممارسات إسرائيل العدوانية شجعها منذ البداية على الاستمرار في هذه الممارسات، وبالتالي أنتم امام خيارين لا ثالث لهما إما الاعتراف بالدولة الكاملة العضوية بما لها من حقوق وحماية دولية، وإما عودة الشعب الفلسطيني الى البدائل التي تصون حقوقه وتحمي أرضة من خلال النضال والمطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية، ومن بعد اليوم لا سكوت على الاحتلال ، هذه رسالة انتفاضة الشعب القادمة أوصلها ابو مازن للعالم من خلال خطابه على منبر الامم المتحدة فهل وصلت الرسالة.