السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

معالم حرب إسرائيل القادمة مع لبنان

نشر بتاريخ: 16/10/2017 ( آخر تحديث: 16/10/2017 الساعة: 17:17 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

خرج الصهاينة عن طور تصريحاتهم وابدوا ما يتخوفون منه، في أروقة بنايات أجهزة المخابرات والاستخبارات العسكرية يعرفون حجم التهديد الذي يمكن أن تتعرض له إسرائيل من كافة الجبهات المحيطة، دمشق التي تستعيد عافيتها من الحرب الداخلية وتعيد الإيرانيين إلى حدود الجولان، وإيران التي ترى في إسرائيل كيان وجوده غير شرعي ولا يسعفها سوى إزالتها من الوجود، يترافق ذلك مع حشر إيران في الزاوية بخصوص تراجع الأمريكان عن الاتفاق النووي وهو إن حصل لن يكون هناك استقرار عالمي وإما أن يبقى الوضع على حاله أو تنشب حرب شاملة أو حروب متفرقة.
الروايات الدينية والتاريخية تحدثت سابقا عن انحصار دولة إسرائيل ومقاتلتها من وراء الجدار وروايات حزب الله المستقبلية تقوم على إمكانية احتلال أراضي في شمال فلسطين في الحرب القادمة، رافق ذلك قبل أشهر إعلان الجيش الإسرائيلي عن رغبة كاملة لإخلاء كل المستوطنات المحاذية لغزة إن نشبت حرب هناك، مما يعني أن إسرائيل تعرف تماما حجم التهديد، في حرب غزة الأخيرة تمنى اليهود لو أنها لم تكن وفي حرب تموز لبنان قبل عشرة أعوام وأكثر تمنوا ذلك، إذ أن أسلحتهم لم تكن لتكفي استمرار الحرب، على عكس رجال المقاومة.
الحرب القادمة ستعطي مؤشرات واضحة على ضعف إسرائيل في ظل تراجع أمريكا عن الاتفاق النووي وعدم رغبة أوروبا التي تبحث عن الأمان في ذلك، فلن يكون لدى إسرائيل أي محفزات لاستمرار وجودها بالكيفية السابقة وسيتخلى عنها كل حلفائها في ظل المعطيات الأخيرة عند بعض الجهات الدولية الإحصائية التي تتحدث عن رحيل في حدود مليون إسرائيلي بالمقابل ولادة مليون فلسطيني وهو ولأول مرة ما شكل زيادة إلى حدود أربعمائة ألف فلسطيني داخل فلسطين التاريخية.
تصريحات وزير الحرب ضد الجيش اللبناني سيؤدي إلى انخراط الجيش اللبناني في الحرب، وكذلك السوري إذا بقيت النظرة واحدة، وهذا ما سيكون ثمنه على إسرائيل أن تدفعه في وقته المناسب من أن الحرب القادمة ستكون مع سوريا كذلك، لوجود القوات الإيرانية وخاصة الحرس الثوري في دمشق.
هي حرب قادمة ولن تطول بوجود رئيس أمريكي اخرق، حتى لو تصبر نتنياهو إلى حدوده القصوى، إن أحسن العرب استغلالها ستكون كارثة على إسرائيل وان أخفقوا لن تكون انتصار لإسرائيل بل مسمار جديد في نعشها.