السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

صور- آثار تل السكن خراب وغياب الحراسة

نشر بتاريخ: 17/10/2017 ( آخر تحديث: 18/10/2017 الساعة: 11:51 )
صور- آثار تل السكن خراب وغياب الحراسة
غزة- معا- من نسرين موسى- بعد الضجة الإعلامية حول تل السكن (الموجودة في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة)، زاد توافد المواطنين في قطاع غزة إلى المنطقة، للتعرف على ماهية محتوياتها، وهل فعلاً يوجد فيها مدلولات لأي معالم أثرية؟
وقد ظهر "تل السكن" المسجل في "اليونسكو" عام 1998 خلال أعمال تجريف لإقامة أحد الأبراج السكنية قبل أن يؤكد خبراء الآثار المحليين والفرنسيين أهميته مدينةً من العصر البرونزي الأول يعود لـ(5000) عام قبل الميلاد.
مواطنون زاروا المكان ميدانياً، وحسب شهاداتهم، فالمكان عبارة عن بقعة أثرية يجب الحفاظ عليها، وشعروا برهبة حينما علموا بأمر الحفريات التي تتم به لتدميره.
لكن هناك من لا يدرك أهمية المكان من الناحية التاريخية، ويقوم بتدمير كل ما تقع عليه عينه، على أمل أن يجد شيئاً ثميناً يقتنيه، وهناك من يقوم بالتخريب لمجرد التخريب.
الشاب "محمد. ف" تواجد في المكان ومعه الكاميرا الخاصة به، كان يحمل في يده آلة حديدية، بكل ما آتى من قوة كان يقوم بتكسير فخارة معالمها بادية للعين المجردة، وحين افلح بتكسيرها ألقاها أرضا، وغادر المكان وكأنه كان يقوم بمهمة أوكلت إليه.

متواجدون في المكان ثاروا لفعلته وحذروه من التخريب
السيد أشرف عثمان تساءل: "أين الحراس؟ أين وزارة السياحة؟ عظام لجثة من داخل مقبرة من العهد البرونزي يتم العبث بها، والتخريب وتكسير العظام بعمق حوالي مترين بتل السكن الأثري، وفخارة يتم اقتلاعها وتكسيرها، ومعالم أخرى يتم الاستهتار بها داخل المكان!!".
واعتبرت السيدة وسام الحسنات من يقوم بالتخريب داخل موقع تل السكن متساوقاً مع الاحتلال، وقالت: هدف الاحتلال طمس أي تاريخ لنا، ومن يقوم بالهدم والتخريب يصب بنفس الهدف".
الكاتب زياد صيدم قال: "لا فرق بين تماثيل بوذا وتل السكن إلا بالوسائل المستخدمة للتدمير للحضارة والتاريخ الإنساني".

وتساءل صيدم: "أين اليونيسكو؟؟ أين الانتربول؟؟؟؟.
وقال م. إبراهيم خليل، وكان حاضراً في المكان: "من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل، الصهاينة سرقوا حضارتنا، ونحن ندمر ما تبقى منها".
السيدة منى حسن قالت: "للأسف لم اسمع عن وجود هذا المكان الأثري من قبل, وجئت لزيارته بعد الضجة الإعلامية, وبصراحة وجدته يشدني إليه حينما وقعت عيني عليه, وأصبحت أدافع عنه ,أطالب بعدم المساس به بالتخريب أو السرقة والهدم".
وحذر الخبير في التراث الفلسطيني والتاريخ، ناصر اليافاوي , من يقوم بالتخريب والعبث المدمر لمعالم تل السكن الأثري وقال:" انقذوا أثارنا من القراصنة الجدد".
وأضاف اليافاوي في حديث خاص: "ما يحدث عبارة عن قرصنة ووأد في تاريخنا القديم, وتسمية موقع تل السكن تسمية حديثة وليس قديمة, وهو عبارة عن عنوان للحضارة الفلسطينية القديمة".
وتابع اليافاوي: "كان هناك ثلاث حضارات في فلسطين من أهمها حضارة وادي غزة , هذه المنطقة التي تبعد 5 كم عن الوادي ما يعرف حاليا بتل السكن, وهي تجمع يربط تجارة بلاد الشام والعراق من ناحية, ومصر وافريقيا من ناحية أخرى , وكانت تشهد فن معماري أصيل له علاقة بالحضارة الكنعانية والحضارة المصرية, وعندما تم اكتشاف هذا الموقع ب سنة 1992 , توجهنا ورأينا أثار لحمامات سباحة وبرك, تعكس طبيعة الحياة الأروستقراطية التي كان يعيشها الكنعانين هناك, مما يدل على عمق هذا المكان وجدنا أثار ترجع إلى الأسرة المصرية الأولى الذي أسساها أمينا مارمر قبل 3500 قبل الميلاد وما يحدث هو ووأد للتاريخ الفلسطيني والتاريخ الكنعاني وتاريخ القدس والمسجد الأقصى.

من جهته قال أ. د. خالد صافي: "إن النيل من تاريخية وذاكرة المكان لا يمكن القبول بها، ويجعل القائمين عليها في مصاف أعداء الوطن الذين يحاولون النيل من ذاكرة الشعب وآثاره وتراثه وهويته وذاكرته الجمعية. فإن النيل من آثار الآباء والأجداد هو طمس للهوية الوطنية الذي يكافح الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ عليها في وجه مشروع صهيوني غاشم. وأن المعركة مع الجانب الصهيوني ليست معركة عسكرية وسياسية واقتصادية فقط بل معركة حضارية يدخل التاريخ والآثار والتراث جزءاً مهماً منها. بل هو الجزء الأهم كون الجانب الصهيوني يستند في غزوه وهجومه في إقامة كيانه على رواية أثرية وتاريخية مزيفة للمكان".
وأهاب صافي بالجميع أن يهب للدفاع عن آثار آبائه وأجداده، وأن يهب للدفاع عن هويته التاريخية والحضارية التي تستهدف الذاكرة الجمعية الفلسطينية، وتعمل على تزييف وإضعاف ذاكرته في مواجهته الحضارية العادلة "للمشروع الصهيوني".