السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحمد الله: ماضون بترسيخ المصالحة بخطوات حقيقية

نشر بتاريخ: 18/10/2017 ( آخر تحديث: 18/10/2017 الساعة: 15:33 )
الحمد الله: ماضون بترسيخ المصالحة بخطوات حقيقية
رام الله - معا - قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله خلال كلمته في حفل تخريج الفوج السابع عشر من طلبة كلية ابن سينا للعلوم الصحية، اليوم الاربعاء برام الله، بحضور وزير الصحة د.جواد عواد، وعميد كلية ابن سينا للعلوم الصحية د.ابن أمل أبو عوض، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية: "نلتقي بكم في ظل أحداث وتحديات كبرى تعصف بقضيتنا الوطنية، ونحن ماضون في ترسيخ المصالحة الوطنية بإجراءات وخطوات حقيقية على الأرض، وضمن برنامج عمل وحدوي وموحد لتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل باقصى الطاقات، لانتشال غزة من تداعيات سنوات طويلة من الانقسام والحصار والعدوان، ونجدة ابناء شعبنا فيها والتركيز على المواطن اولا واخيرا، وعلى تلبية احتياجاته وتوفير مقومات الحياة الكريمة له، واعادة القوة والتوازن لنظامنا السياسي، كما ونعمل في مسار متلازم، على تطوير وتوحيد بنيتنا المؤسسية وتعظيم الموارد الذاتية وتقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية، كمدخل لإكساب قضيتنا الوطنية الزخم والقوة وتكريس حضورها في النظام الدولي، ومواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية ومساءلته عن انتهاكاته المستمرة".
وتابع رئيس الوزراء: "بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، نحن مصممون على استعادة الوحدة الوطنية، ونأمل ان تمكن الحكومة في عملها، بالإضافة الى الانتهاء من كافة الملفات من قبل اللجان الثلاث التي شكلتها الحكومة والتي تشمل لجنة الموظفين، ولجنة المعابر، واللجنة الأمنية في موعدها المحدد"، مشددا على ضرورة توفر الإرادة الحقيقية لحل جميع القضايا، ومشيرا في السياق ذاته إلى أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية حول المصالحة الوطنية الفلسطينية لا تعنينا وإنما الوحدة الوطنية هي ما يعنينا.
وأضاف الحمد الله: "إن الكوادر البشرية المهنية والوطنية والكفؤة، هي المحرك الأساس لكفاءة المستشفيات والمراكز الطبية، ولتوطين العلاج وضمان نجاعته. لهذا فقد أولينا اهتماما متناميا بالتمريض والقبالة وبالمهن الطبية المساندة، واتبعنا معايير عالمية للتعليم الصحي والتطوير المهني، وأصبح تعليم التمريض والقبالة على مستوى درجة البكالوريوس، وعملنا مع المختصين الدوليين والمحليين لتطوير مناهجها الدراسية، وأشرفت وزارة الصحة على عقد دورات تدريبية لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعاتنا وللممرضين والقابلات والقائمين على الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية والتعليمية. فاستثمار قدرات ومهارات كوادرنا الطبية والتمريضية بمختلف تخصصاتها، يحتم علينا الاستمرار في تطوير إمكانياتهم ببرامج التطوير المهني والتعليم المستمر وتبادل الخبرات".
وأوضح الحمد الله: "في قطاع الصحة، ارتكزت تدخلاتنا على تعزيز مرونة وجاهزية نظامنا الصحي لتلبية احتياجات أبناء شعبنا الطارئة والأساسية وصون سلامتهم وحياتهم، من خلال خدمات طبية ذات جودة ومستدامة نصل بها إلى المناطق المهشمة والمهددة من الاستيطان والجدار واعتداءات المستوطنين، فبنينا المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة وأنشأنا مراكز الطوارئ والولادة الآمنة في كافة المحافظات، وبهذا كله، اتخذنا خطوات جادة نحو "توطين العلاج" في إطار منظومة العمل الصحي الفلسطيني".
وتابع الحمد الله: "أشعر بالسعادة والفخر، وأنا أقف بينكم لتخريج فوج جديد من طلبة "كلية إبن سينا للعلوم الصحية". نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أهنئكم جميعا بتفوقكم ونجاحكم، فاليوم نطلق لنظامنا الصحي ودولتنا، كوكبة مميزة من الطاقات والكفاءات التي بها ننطلق نحو المزيد من التميز والمهنية في تقديم الخدمات الطبية، لتكونوا فوج القدس وغزة والأغوار وكل شبر من أرضنا، وتسخروا إمكانياتكم لخدمة وطنكم وشعبكم".
وأردف رئيس الوزراء: "أحيي من خلالكم أيضا، أعضاء الهيئة التدريسية الذين نقلوا إليكم خبراتهم وتجاربهم، وحرصوا على مواكبة التطورات المتلاحقة في تخصصاتكم وتوسيع المعارف المبنية على التقصي والبحث العلمي. حيث تشكل "كلية ابن سينا للعلوم الصحية"، حاضنة رئيسية لإعداد كوادر وطنية متخصصة قادرة على تقديم رعاية صحية شاملة وآمنة وحانية أيضا".
واستدرك رئيس الوزراء: "لقد أصبحتم، بالعلوم والمعارف والمهارات، التي اكتسبتموها في رحاب كلية ابن سينا، الطاقة الوطنية المهنية التي نعول عليها لصنع هذا التغيير وبناء الوطن وتطوير مؤسساته وخدماتها. وأتمنى عليكم أن تتحلوا بروح المسؤولية الإنسانية والمجتمعية، وأن تعتمدوا العمل الجماعي في مؤسساتنا الصحية، الحكومية والأهلية والخاصة. كما أتمنى، على كلية ابن سينا وسائر مؤسسات التعليم التي تقدم تخصصات التمريض، تجنب الازدواجية في برامجها وتحديثها بشكل دوري، بما يتناسب مع المعايير والمواصفات الدولية، وستواصل وزارة الصحة من جهتها، الإشراف على استدامة التدريب والتعليم المقدم للكوادر التمريضية والقبالة لتطوير وتوسيع مهاراتهم بشكل مستمر واستثمارها في ضمان سرعة وفعالية عملية الشفاء والتعافي".
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أشكر وزارة الصحة على جهودها و"كلية ابن سينا"، على دورها الحيوي في رفد مؤسساتنا بالخبرات والطاقات وإعدادهم للتنافس ودخول سوق العمل، كأخصائيين مؤهلين وملتزمين بأخلاقيات المهنة. فهذه المؤسسة الأكاديمية، هي بنيةٌ وطنيةٌ وبيئةٌ مشجعةٌ على التطوير والتعليم وخدمة المجتمع، حيث ساهمت منذ تأسيسها، في الارتقاء بالمستوى المهني التمريضي في فلسطين، ومد مستشفيات وزارة الصحة ودوائرها بالكوادر التمريضية، ولأعزائنا الخريجين أقول أنتم قوة التغيير والتطوير والحياة، بكم نراكم عناصر القوة نحو تحقيق أهدافنا في الخلاص من الاحتلال، وبناء دولة فلسطين، دولة العلوم والمعرفة، دولة المؤسسات التي تشعرنا بالانتماء والفخر والمسؤولية، وتحفزنا على المضي والتقدم والنمو".