الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليست هواية

نشر بتاريخ: 23/10/2017 ( آخر تحديث: 23/10/2017 الساعة: 09:39 )

الكاتب: ماهر حسين

نعم هي ليست هواية ...
بل ضرورة إنسانية وجزء أساس للتطور الوظيفي.
أتحدث عن القراءة.. عن (العملية العقلية الإدراكية التي تبدأ من حاسة النظر لتنتقل الى المخ فتتم المعرفة والتخزين والربط والتحليل)... أتحدث اليوم عن (المعرفة المفهومة) التي تعرّف مختصرا" كذلك بــ (إستيعاب كل ما يكتب وتراه عين الإنســـان).
في علوم الموارد البشرية والتوظيف، وفي أصول كتابة السير الذاتية التي تصف الحياة المهنية للإنسان هناك دوما" ما هو معروف ببند (الهوايات).
من خلال خبرتي يقوم العديد من كاتبي السير الذاتية بإعتبار القراءة واحدة من هواياته، منهم من هو صادق في ذلك ومنهم من هو غير دقيق في إعتبار القراءة من أحدى الهوايات الخاصة به ولكن كل كاتبي ومؤلفي السير الذاتية يؤمنون بأن القراءة هواية ويجب ذكرها في السيرة الذاتية، فهي تمنح صاحبها أهمية مرتبطة بمفاهيم الثقافة والوعي والخبرة.
بالنسبة لي ...
نعم القراءة هامة حيث ان هناك فرق كبير بين من يقرأ ومن لا يقرأ وأقصد بمن لا يقرأ هنا ممارسة القراءة بإعتبارها فعـــل إدراكي هام ومؤثر في وعي وحضور وخبرة الشخص.
بحيث تكون القراءة مرافقة للشخص بإعتبارهـــا أحد مصادر الشعور والثقافة والوعي وأحدى وسائل التعلم .
ولكن وبوضوح ....
القراءة ليست هواية.
القراءة ضرورة لكل شخص وما اتحدث عنه هنــــا في هذا المقال عبر (لينكدن) هو القراءة التي تكون من أجل التطور المهني والإرتقاء الوظيفي و تحسين الأداء وهذا النوع من القراءة هو الأهم للموظفين الباحثين عن النجاح والتطور والتقدم في مهنتهم ووظيفتهم.
وفي هذا النوع الهام من القراءة يقوم الموظف باللجوء الى كتب ومقالات ومراجع في مجالات معينة يعتقد بأهميتها لوظيفته ولمهاراته فتكون بمثابة إرشادات ومرجعيات له وهي تساهم في تعزيز وعي الموظف لما يقوم به من اعمل وهي هامة كذلك لتطوير مهاراته في العمـــــل.
وكمثال هنا على المهندس، وبغض النظر عن إنشغالاته، أن يقرأ ما هو مرتبط بالهندسة وما يحدث بها من تطورات وإنجازات، وعلى الطبيب كذلك أن يتابع الأبحاث والدراسات والكتب التي تساهم في تحديث معلوماته الهامة لممارسته للمهنة.
إنّ كل ما سبق في تبيان أهمية القراءة المهنية ينطبق كذلك على الموظفين العاملين في (التوظيف) كمهنة فهم مطالبون بالقراءة في العلوم الإنسانية بالإضافة لمعرفتهم بأمور التوظيف وأفضل طرق البحث وهم كذلك مطالبون بالقراءة في أحدث الطرق للتوظيف، وهذا يساهم في تعزيز قدرتهم على القيام بدورهم في التوظيف.
والتوظيف هنـــا هو البحث عن أفضل المرشحين القادرين على ملئ الشواغر بأفضل أداء حيث أن وظيفة الـــتوظيف (recruiter) تتطلب القدرة على التقييم النفسي والمهني للمرشح وهذا التقييم يتطلب معرفة إنسانية وثقافة مرافقة لهذه المعرفة ولا يمكن تعزيز المعرفة والثقافة بدون قراءة .
بل أنمن يعمل في التوظيف يجب أن يكون لدية متابعة مستمرة للإقتصاد حيث تساهم هذه المعرفة في تعزيز قدرته على البحث وتحديد الرواتب حسب سوق العمل .
بالمختصر ودون إطالة.. القراءة ليست هواية أو ترف وإنما هي ضرورة للباحثين عن النجاح والتطور الوظيفي .
وعلى كل من يكتب في سيرته الذاتية أنه من هواة القراءة أن يتذكر بأنه قد يفاجئ بسؤال عن آخر ما قرأ.
ومن المهم الإشارة أنه من واجب كل مدير أو رئيس لمؤسسة بأن يحث موظفيها على القراءة بعمل مكتبة أو بتقديم محفزات لدعم القراءة بكل أنواعهــــا .