الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"القدس المفتوحة" تعقد مؤتمر التراث السادس

نشر بتاريخ: 08/11/2017 ( آخر تحديث: 08/11/2017 الساعة: 16:26 )
"القدس المفتوحة" تعقد مؤتمر التراث السادس
جنين- معا- عقدت جامعة القدس المفتوحة اليوم الأربعاء، مؤتمرها العلمي السادس للتراث الشعبي بعنوان "مؤتمر التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل: هُويّة وانتماء"، تحت رعاية الرئيس محمود عباس (أبو مازن).
جاء ذلك بحضور رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله ممثلاً للرئيس، وبدعم حصري من شركة جوال. وتولى عرافته مدير فرع الجامعة بنابلس أ. د. يوسف ذياب.
وفي كلمة الرئيس بالمؤتمر، قال رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله" إن المؤتمر يكتسب أهمية متزايدة بنسخته السادسة، حيث يعقد لأول مرة بالتعاون مع أبناء شعبنا الفلسطيني في 48. ونيابة عن الرئيس محمود عباس، أحيي جامعة القدس المفتوحة على احتضانها هذا المؤتمر المهم بجميع دلالاته ورمزيته لتوطين التراث الشعبي من أجل تعزيز هويتنا وتعزيز الأواصر مع أهلنا بالداخل وفي كل جزء نابض بالألم والأمل في فلسطين".
وأكد الحمد الله على أن تراثنا الوطني ظل لصيقاً ومرتبطاً بشعبنا الفلسطيني للخلاص من الاحتلال، وإن شعبنا تصدى لمحاولات تشويه الهوية وتشتيتها، ثم بعث النضال تحت راية منظمة التحرير وتأسيس أول سلطة وطنية كثمرة لنضال شعبنا، وقد انبرى شعبنا على صون تراثه وحمل إرثه فتجاوز به ويلات النكبات وتحدى مخططات الاقتلاع والمصادرة.
ثم أوضح أن الثقافة الفلسطينية بقيت متقدة حية في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وقد أعاد شعبنا الروح والحياة لقضيته الوطنية وعبّد لها الطريق لحريته، وكانت ولا تزال حاضرة في خارطة السياسة الدولية بعد أن تهددها الاندثار والنسيان، وكان التراث الشعبي سلاحاً في مواجهة مخططات الاحتلال. 
وتابع" ونحن نقترب من الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد القائد نستذكر أبا الوطنية الشهيد الرمز ياسر عرفات الذي نقلنا إلى دروب الثورة والكفاح والتحرر".
وقال إنه مذ سبعة عقود وشعبنا متمسك بهويته وتراثه في وجه احتلال الذي يمعن في الهيمنة على أرضنا ويقطع الأوصال ويحكم الحصار على غزة ويحاول تكريس انفصاله ويسعى لعزل القدس عن محيطها. وإسرائيل بهذا إنما تواصل ممارساتها لاقتلاع شعبنا وتهديد تراثه ومنع التوصل إلى سلام عادل يفضي لقيام دولة فلسطينية ذات تواصل وقادرة على الحياة.
وبين الحمد الله" أن المصالحة خيار استراتيجي لا رجعة عنه، وسنواصل السير فيه حتى تحقيقه، أما ما يتعلق بالأمن فنأمل بأن تحل هذه المشكلة في اجتماع القاهرة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لنتحدث عن تمكين كامل للحكومة، فبدون تمكين كامل لها ستظل الأمور منقوصة، ولكن كلنا أمل بأن تجد الفصائل وأشقاؤنا في مصر حلاً لموضوع الأمن".
وشكر كل الجهود التي أسهمت في إنجاح هذا المؤتمر، خاصا بالذكر جامعة القدس المفتوحة بمجلس أمنائها ورئيسها وهيئاتها الإدارية والتدريسية، مبينا أن" هذه الجامعة تحقق الإنجاز تلو الإنجاز، وما هذا المؤتمر إلا واحد من الإنجازات التي تحققها الجامعة، فاليوم توصلنا مع أبناء شعبنا في الداخل، ونتطلع لعقد مؤتمرات أخرى مماثلة".
وكان أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة افتتح المؤتمر، مرحباً برئيس الوزراء أ. د. رامي الحمد الله، شاكراً له رعايته للمؤتمر نيابة عن الرئيس محمود عباس، مشيداً بجهوده الحثيثة لبناء مؤسسات الوطن ودعمها.
وبين أن مشاركة رئيس الوزراء في المؤتمر التراثي السادس تدل على حرص دولتنا العتيدة واهتمامها بتراثنا الشعبي، عنوان هُويتنا، ورمز وجودنا ووحدتنا في أرضنا.
وقال أ. د. عمرو" تعدّ جامعة القدس المفتوحة رائدة في مجال الحفاظ على التراث الشعبي، حيث عقدت كثيراً من الفعاليات التي تعنى بالتراث الشعبي الفلسطيني بغية المحافظة على هويتنا الوطنية التي تتعرض للطمس والتزييف، بما يؤكد رسوخ جذورنا في هذه الأرض منذ آلاف السنين".
ثم تطرق أ. د. عمرو إلى نشأة الجامعة من رحم المعاناة، وتحقيق حلم القادة العظام وعلى رأسهم فخامة الرئيس أبو مازن، والشهيد ياسر عرفات، حتى أضحت اليوم توفر التعليم لمختلف أبناء شعبنا وباتت الجامعة الأكثر انتشاراً والأكبر على مستوى الوطن.
وتابع أ. د. عمرو" إن العدد الخامس من الموسوعة الفلسطينية للتراث الشعبي، الخاصة بمحافظة بيت لحم، قد اعتمدت من ضمن فعاليات احتفالية (بيت لحم عاصمة للثقافة العربية عام 2020م)، وتضم شتى ألوان التراث الشعبي في المحافظة، بما يكمل حلقة التراث الشعبي في أرجاء الوطن باعتباره تراثاً واحداً متماثلاً مع مراعاة الخصوصيات الطفيفة لكل محافظة".
وأوضح أ. د. عمرو أن المؤتمر سيتناول مختلف أنماط التراث الشعبي في محافظة جنين ومنطقة الجليل مثل التراث والهوية، والغناء الشعبي، والمثل الشعبي، والعادات والتقاليد، والحفاظ على التراث الشعبي وآلياته، والأزياء والملابس، والحكايات في التراث الشعبي.
وبين أن المؤتمر السادس هو الأول الذي يعقد بالتعاون مع أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين التاريخية، إذ إنه المؤتمر الأول الذي يتضمن مهرجاناً يعقد في مدينة الناصرة.
وتابع القول" نحن في القدس المفتوحة نعتز بأننا نبّهنا منذ زمن بعيد إلى العدوان على تراثنا وموروثنا، الذي سعى الاحتلال للسيطرة عليه. فالقدس المفتوحة جامعة الوطن التي ولدت من رحم المعاناة، رحم الله من قضى منهم، وأطال عمر من بقي على قيد الحياة وعلى رأسهم الرئيس الأعلى للجامعة فخامة رئيس دولة فلسطين (أبو مازن)".
وشكر أ. د. يونس عمرو الحمد الله على تهنئته القدس المفتوحة بالفوز الذي حققته على مستوى العالم العربي المتعلق بالتطبيقات الجوالة في تونس بتطبيق عن تاريخ مدينة القدس.
من جهته، قال عبد المجيد ملحم مدير عام شركة جوال: "نفخر بأن لدعمنا المشاريع الثقافية على مدار السنوات الماضية الأثر الكبير في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني للحفاظ على الهوية التراثية وثقافتنا الوطنية، خصوصاً وأننا شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية الأولى التي تضع هويتها الفلسطينية كأساس في توجهاتها، وعانقت هذه الأرض لما يقارب العشرين عاماً، عشنا فيها مع أبناء شعبنا لحظات الفرح، وواجهنا وإياهم كل التحديات التي مرت بها فلسطين، من حصار ودمار من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وسنبقى مع أبناء شعبنا لنبني يداً بيد فلسطيننا الحبيبة وصولاً للدولة الفلسطينية المستقلة التي طالما حلمنا بها وناضلنا من أجلها".
وأضاف ملحم" حققت جوال نقلة نوعية لهذا العام، ووفقاً لاستراتيجيتها في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني من خلال دعمها عدداً من المهرجانات والمؤتمرات الثقافية والفنية، بالإضافة إلى شراكتنا مع المؤسسات الثقافية المحلية في مختلف المجالات، إذ وصلت رعاياتنا الرئيسية وفعالياتنا في هذا العام أكثر من (300) رعاية وفعالية، كان أكثر من (20%) منها في إطار تعزيز الثقافة الفلسطينية والتعليم".
وأكد ملحم" إننا ومن منطلق مسؤوليتنا الاجتماعية أيضاً، نعمل على تطوير القطاع الثقافي من خلال صقل المواهب الإبداعية الشبابية الفلسطينية ودعمها في جميع المجالات على مستوى الفلكلور والفنون والتراث، خصوصاً أن هذا يصب في المحفاظة على التراث والهوية الفلسطينية والتمسك بهما، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً لنا في أوضاعنا الراهنة".
من جانبه، قال أ. د. حسن السلوادي، عميد كلية الدراسات العليا ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن "القدس المفتوحة" جعلت من الحداثة والمستقبل سبيلاً لخدمة المجتمع الفلسطيني وهدفاً وغاية لرسالتها وفلسفة وجودها، وتحقق لها ذلك بدعم وتوجيهٍ من إدارتها الرشيدة الواعية الداعمة للحفاظ على ثقافتنا الموروثة الأصيلة وإخراجها من دائرة التحنيط والتهميش، وزيادة توهجها على الخريطة الثقافية العالمية رغم كل محاولات الطمس والتشويه والإلغاء التي تتعرض لها عن عمدٍ وتخطيطٍ منهجي على أيدي الغزاة المغتصبين.
وقال إن المؤتمر خصص لبحث التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل معاً من أجل ترسيخ وحدة الدم والمشاعر والآمال، وتوطيداً للروابط الوثيقة التي تجمع بين أبناء شعبنا العظيم. 
ويأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة المؤتمرات التي عقدتها الجامعة، لبحث أنماط التراث في محافظات الوطن، وإبراز المخاطر التي تهدده وبحث سبل الحفاظ عليه. 
وبين السلوادي" يندرج هذا كلُّه ضمن سعي الجامعة لإصدار موسوعة تراثية متكاملة أُنجز منها بفضل الله وبدعم مشكور من إدارة الجامعة خمسة مجلدات، وسنمضي بعون الله لكشف معالم تراثنا الشعبي في أرجاء الوطن الفلسطيني، ولا سيما في القرى المدمرة التي دمَّرها الاحتلال، كيما تبقى حيَّة نابضة في ذاكرة الأبناء والأحفاد جيلاً بعد جيل".
وتابع قائلاً" نلتقي اليوم في أحضان هذه المدينة الصابرة المرابطة لنعيش مع تراثها التليد، نستجليه ونعايشه ونستلهمه روحاً دافعة لتأكيد حاضرنا وبناء مستقبلنا على الوجه الأجمل والأجود والأبدع، ونتمثله في حياتنا نهجاً وسلوكاً، بل زاداً نتزود به في مسيرة نضالنا وصمودنا وتضحياتنا لتحقيق أهدافنا، وانتزاع حريتنا المسلوبة من مخالب الغزاة العابرين عبور من سَبقَهمْ من الدخلاءِ المغتصبين الذين غابوا، بل غُيّبوا عن مشهدنا مرغمين، لم يخلفوا وراءهم غير العارِ والخيبةِ والفشلْ، الذي هو مآل كل معتدٍ أثيم ومصير كل مغتصب ذميم".
وحضر المؤتمر اللواء إبراهيم رمضان محافظ جنين، واللواء زياد هب الريح مدير جهاز الأمن الوقائي، وعبد الفتاح أبو الشكر ممثل مجلس الأمناء، وفعاليات محافظة جنين، ونواب رئيس الجامعة ومساعدو الرئيس ومديرو الفروع وعمداء الكليات، ومديرو المراكز والدوائر، وعدد من المهتمين بالتراث الفلسطيني.
الجلسات العلمية للمؤتمر:
وتضمن المؤتمر الأكاديمي محورين رئيسين خُصص لكل منهما جلستان، كانت أولاهما بعنوان: "أنماط التراث الشعبي والقيم الإنسانية الدينية والوطنية في التراث الشعبي الفلسطيني والمخاطر التي تهدده وسبل الحفاظ عليه"، تولى رئاسة الجلسة الأولى فيه د. طه أمارة، وتولى أ. د. إبراهيم ربايعة رئاسة الجلسة الثانية، وقدم خلال الجلسة الأولى الباحث أ. د. إحسان الديك ورقة حول "موروثنا الشعبي نبض هويتنا"، كما قدم د. عبد القادر سطيح ورقة حول "السكان والأماكن الدينية في منطقة الجليل ومدينة جنين (دراسة تحليلية لدفتر الاحصاء العثماني 1872)". 
وتحدث أ. د. حسين الدراويش ود. وسيم شولي عن "القيم الدينية المتأصلة في المثل الشعبي في محافظة جنين ودورها المتميز في الحفاظ على تماسك الشعب الفلسطيني وصموده أمام التحديات التي تواجهه".
وخلال الجلسة ذاتها، تحدث د. حسن نعيرات عن "دور وسائل الاعلام في الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية"، وقدمت أ. آمنة أبو حطب ورقة مسلطة فيها الضوء على "الأماكن الأثرية في مدينة جنين التي تواجه خطر الاندثار "، كما تحدث أ. د. فيصل غوادرة عن "مجسم القرية الفلسطينية التراثية: حكاية شعب وتاريخ أمة: دراسة تراثية دلالية".
أما الجلسة الثانية من هذا المحور فترأسها أ. د. إبراهيم ربايعة، وتحدثت فيها أ. وفاء عياشي بقاعي عن "المثل الشعبي في الجليل الفلسطيني"، وقدم أ. نجيب صبري يعاقبه ورقة حول "القيم الإنسانية في الشعر الشعبي الفلسطيني – جنين والجليل"، وقدمت د. سميرة ستوم ورقة حول "المثل الشعبي في مدينة جنين دراسة موضوعية"، وتحدث أ. حسين منصور عن "سوق الخواجات في الناصرة ودوره في الحفاظ على الملابس والأزياء الشعبية"، وقدم د. طالب الصوافي ورقة حول "وقفيات بعض النساء في جنين"، وأخيراً قدمت د. روزلاند دعيم ورقة عن "زيارة سيدنا الخضر في حيفا، الإنسان والمكان".
أما المحور الثاني فكان عنوانه: "الإبداع الفني وقضايا المرأة في التراث الشعبي"، وخصصت له جلستان أيضاً، تولى رئاسة الأولى د. مروان أبو خلف، تحدث فيها كل من: أ. د. عبد الرؤوف جرار عن "الأدوات المنزلية التراثية في منطقة جنين والجليل"، وقدم أ. د. عمر عتيق ورقة حول "الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية"، ثم تحدث أ. خالد عوض عن "دور الألعاب الشعبية في تخفيف ظاهرة العنف المدرسي (دراسة تحليلية لتخفيف ظاهرة العنف في المدارس)".
وتولى رئاسة الجلسة الثانية من ضمن المحور الثاني د. محمد غرابة، وقدم فيها د. زاهر حنني ود. جمال رباح "دراسة لغوية في الأغنية الشعبية الفلسطينية (أغاني جنين والجليل أنموذجًا)"، فيما قدمت أ. إيمان فشافشة ورقة عن "الأبعاد الأسطورية في الحكاية الشعبية في محافظة جنين/قرية جبع أنموذجًا"، وقدمت د. نجية فايز الحمود جناجرة ورقة حول "الشاعر نجيب صبري، زجّالاً وباحثًا"، ثم تحدث أ. حسين عمر دراوشة عن "تجليات جنين والجليل في التراث الشعبي الغنائي الفلسطيني -(أبو عرب) أنموذجًا".
وقدمت أ. ربا عنان سعد سعد ورقة حول "الأمثال الشعبية الفلسطينية وأثرها على مكانة المرأة في المجتمع في مدينة جنين"، وقدم د. إدريس جرادات اليُوسُفِيّ ورقة حول "حكاية شعبية من جبع جنين: تحليل فني للعناصر والقيم والدلالات"، وأخيراً تحدثت د. جهينة الخطيب عن سيكولوجية المرأة في الأغنية الشعبية الفلسطينيّة في الجليل.
وعقب الجلسة الافتتاحية قام الضيوف وعلى رأسهم الحمد الله بجولة في متحف فلسطين، وبعد انتهاء الجلسات العلمية فقد أقيم مساء اليوم ذاته "مهرجان محافظة جنين والجليل للفن الشعبي الفلسطيني" في مدرج قرية حداد السياحية بجنين، تولى عرافته أ. مثقال الجيوسي، وتضمن مجموعة من الفقرات الفنية التي قدمها كل من: الفنان محمد العراني، والعروض الشعبية التي قدمتها فرقة الزيتون، فيما قدمت فخرية المصري من الفريديس شعراً شعبياً، وقدمت فرقة "صرخة وطن" الفنية من كوكب أبو الهيجا بالجليل عرضاً تراثياً، وقدم نجيب يعاقبة زجلاً شعبياً، ثم قدمت فرقة "كورال" جامعة القدس المفتوحة عرضاً ودبكة شعبية، أما فرقة مرج ابن عامر فقد قدمت عرضاً وغناءً، وقدم معزوز بزاري عزفاً على الربابة، وأخيراً قدمت الفرقة الفنية "الكوفية" من بلدة الرينة بالناصرة باقة من الفنون الشعبية.