الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عندما توقف الزمن على حائط المشفى

نشر بتاريخ: 08/11/2017 ( آخر تحديث: 08/11/2017 الساعة: 16:06 )
عندما توقف الزمن على حائط المشفى
الكاتب: يوسف وراسنة
هل تكفي نصف ساعة لأن يودع الأب إبنه؟ حين التقى رجب الطحان بإبنه مجد في مشفى "هداسا" عين كارم بعد غياب طويل لم يتعرف عليه، تغيرت ملامح الفتى مجد كثيراً بسبب المرض، راح الأب يسأل إبنه "ما إسمك؟ وما إسم إخوتك؟ وأعمامك وأجدادك"؟
في تلك اللحظة توقف الزمن على حائط المشفى كان أبيضا لباس الأطباء والممرضين حتى الجدران كل شيء صار بلون الكفن.
هل تكفي نصف ساعة لأن ينعى الأب إبنه؟ ماذا لو تمهل الجنود قليلأ قبل أن ينهوا الزيارة؟ ماذا لو منحوا الناعي فسحة من الوقت أكثر ليجرح الصوت بنصله عميقاً مُقَلنا؟
حينها تأكد رجب بأن الفتى مجد إبنه، أحتضنه، كان مكبل اليدين والقدمين،كان ينوي أن يأخذه عميقاً في صدره حيث لا جنود ولا مرض السرطان ولا سيف الوقت يقطع حبل الود بين الأب وابنه.
لم يستطع ذلك لكن الأب أخذ يتلو القرآن على رأسه، وقبل أن تغادر روحه الغضة الى بارئها،يقول مجد لأبيه الله حنون يا أبي، الله أول الأصدقاء وآخرهم.