الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قيادات يستحضرون لحظة اعلان الراحل عرفات الاستقلال

نشر بتاريخ: 15/11/2017 ( آخر تحديث: 15/11/2017 الساعة: 13:41 )
قيادات يستحضرون لحظة اعلان الراحل عرفات الاستقلال

غزة-خاص معا- تحول قصر الصنوبر في الجزائر قبل تسعة وعشرون عاما حيث اعلن الراحل ياسر عرفات اعلان استقلال دولة فلسطين الى قاعة عرس وطني جسدت الانطلاقة الاولى نحو تحقيق الحلم بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
اعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر ترك اثره النفسي في كل من عايش تلك الفترة الابرز والاهم في تاريخ القضية والشعب الفلسطيني.

"معا" حاورت شخصيات حضرت الاعلان في الجزائر ومن واكب اعلان الدولة في الداخل المحتل في العام1988 فما الذي تغير بعد 29 عاما من اعلان الاستقلال؟

القاعة ضجت بالزغاريد والصيحات والتصفيق:

اعلن قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر فاهتزت القاعة بالزغاريد والصيحات والتصفيق هكذا وصف المشهد اللواء حسن النجار رئيس المجموعات في الحرس الرئاسي واحد المرافقين الشخصيين للرئيس الراحل الذي أكد ان اعلان الدولة قبل 29 عاما لا يزال يحمل ذات القيمة وذات الوقع الذي حمله في حينها متسائلا:" الا يحق للشعب الفلسطيني وطوابير الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها ان يسير باتجاه الدولة".

وشدد النجار ان الحلم كان الدولة وعند اعلان الدولة كان بداية تحقيق الحلم الفلسطيني الذي تحول الى عرس فلسطيني داخل القصر وقال النجار:"ابو عمار وضعنا على بداية تحقيق الحلم الفلسطيني عندما شرع في اعلان الدولة وفي فرحة الحلم الفلسطيني بالإضافة الى عودة اللاجئين من الشتات الى غزة والضفة".

النجار كان خلف الرئيس مباشرة لحظة الاعلان عن الاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية فوجئ بالإعلان ولم يكن وقعه سهلا على مسامعه فهو لطالما سمع بالدولة الفلسطينية المستقلة ويصف النجار لحظة الاعلان فيقول:" لقد كان عرسا ضجت القاعة بما فيها ،كل قيادات الفصائل وضيوف واعضاء المجلس الوطني والضيوف الجزائريين اصبحت القاعة كأنها قاعة عرس" .


فرحة يصاحبها بكاء:

انتقل عرفات بعد اعلان الاستقلال الى اسفل المنصة من اجل القاء التحية على القيادات التي حضرت الاعلان وصولا الى انتصار الوزير "ام جهاد" فدمعت اعينهما فرحا فاستعاد كل منهما ذكرياته وحنينه الى الراحل ابو جهاد وكم كانا يفتقدانه في تلك اللحظات التاريخية من الشعب الفلسطيني.

تقول عضو المجلس الثوري لمراسلة "معا":" نزل الرئيس ليسلم على معظم اعضاء المجلس الوطني وعانقهم وعندما وصل باتجاهي بكينا سويا وكنا نتمنى ان يكون ابو جهاد والشهداء الذين غابوا عن اجتماع المجلس الوطني معنا في هذه اللحظة التاريخية لشعبنا الفلسطيني".

أوضحت الوزير أن قيادة اللجنة المركزية ناقشت مرارا وتكرارا اعلان الاستقلال الذي تزامن مع وجود مجلس مركزي لمنظمة التحرير في بغداد واعلان جلالة الملك حسين فك الارتباط عن الضفة الغربية وكانت الانتفاضة في تلك الفترة في اوجها ولم يكن هناك سلطة الا سلطة الشعب في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة فكان الحديث عن وجوب عودة اصحاب الارض اليها.
اعلان الدولة بحسب الوزير كان هدفا وجاء متزامنا مع قرار الامم المتحدة 181 بإقامة دولتين في ارض فلسطين دولة لليهود ودولة للعرب الفلسطينيين وتتابع:" ولكن هذه الدولة ما قامت ودولة اسرائيل قامت".
وتابعت:" قرار الدولة بالنسبة لنا قرار استراتيجي نناضل من اجل تثبيته على الارض" مشددة أن القيمة السياسية لاعلان الاستقلال قبل تسع وعشرون لازالت موجودة وقائمة على الارض .
واكدت الوزير أن بدون دولة فلسطينية لن يسود السلام في المنطقة والشعب الفلسطيني مضى في طريق السلام والمقاومة الشعبية ويناضل من اجل تحقيق السلام وتحقيق الدولة.

قيادات السجون تجتمع:
لم تكن القيادات الفلسطينية بعيدة عن لحظة اعلان الاستقلال في الجزائر فجميعها تداعت للاجتماع لمناقشة الاعلان كما يقول عبدالهادي ابو خوصة احد قيادات القيادة الوطنية الموحدة في تلك الفترة.

واضاف ابو خوصة:" عقدنا داخل السجون اجتماعات متعددة وناقشنا الاعلان الذي اعتبرناه قفزة الى الامام من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني للشعب الفلسطيني وكانت لنا ردود فعل امام الادارة الاسرائيلية داخل السجون التي قامت بتفريقنا داخل المعتقلات".

اعلان الدولة في ذلك الوقت اعطت املا للشعب الفلسطيني كما يقول ابو خوصة ان الدولة قريبة وبات قريبا عودة الشعب الفلسطيني موحدا على ارضه.
يوضح ابو خوصة ان اعلان الاستقلال جاء ادركا من القيادة وخصوصا بعد انطلاقة الانتفاضة في مدة قصيرة ان الوقت قد حان بالفعل لكي يعلم العالم جميعا ان الشعب الفلسطيني شعب حي يستحق الحرية والانعتاق وقيام الدولة الفلسطينية وبالتالي تم عقد المؤتمر في الجزائر الذي اتخذ قرار تاريخي باعلان قيام دولة فلسطين ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم اصبح الشعب الفلسطيني له دولة معترف بها على المستوى الرقابي من معظم دول العالم.

وعن اطفال الحجارة في تلك المرحلة اوضح ابو خوصة ان اعلان الاستقلال من الجزائر انعكس على اطفال الحجارة الذين شعروا انهم هم من انجز هذه المهمة واكملوا نضالات من سبقهم من بطولات للشعب الفلسطيني وقياداته واحزابه المختلفة.


مشاعر لا توصف:
السفير الفلسطيني في جمهورية غانا وعضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي اكد أنه لا يمكن وصف الشعور الذي صاحب اعلان الاستقلال في تلك الفترة مبينا ان حالة من الغبطة والسرور والانتماء الوطني صاحبت اعلان الاستقلال وخاصة انها اعلنت من بلد المليون ونصف شهيد الجزائر.
وشدد ابو ضلفة أن اعلان الاستقلال أكد للعالم ان البندقية في ذلك الوقت لم تصادر والبندقية مازالت مشروعة والكفاح المسلح الذي انطلقت من اجله كافة الفصائل الفلسطينية وعلى راسها العمود الفقري حركة التحرير الوطني فتح ما زال مشروعا.
واشار ابو ضلفة أن اعلان الاستقلال نقل الشعب الفلسطيني نقلة نوعية لأنه استقلال وان لم يكن على ارض فلسطين ادى الى اعترف 105 دولة بالشعب الفلسطيني ومن ثم انشئت المؤسسات في اطار منظمة التحرير.
لم يكن اعلان الاستقلال لحظة تاريخية عابرة في حياة الشعب الفلسطيني الذي مازال يناضل من اجل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ونما شكلت بداية الطريق نحو تحقيق الحلم بدولة كاملة السيادة على التراب الفلسطيني.


اعداد-هدية الغول