الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء حواري حول عنف الاحتلال الممارس ضد الاسيرات الفلسطينيات

نشر بتاريخ: 28/11/2017 ( آخر تحديث: 29/11/2017 الساعة: 15:00 )
لقاء حواري حول عنف الاحتلال الممارس ضد الاسيرات الفلسطينيات

رام الله- معا- نظمت جمعية النجدة بالشراكة مع مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" اليوم الثلاثاء في قاعة بلدية البيرة لقاء حواريا حول العنف الممارس ضد الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.

وياتي هذا اللقاء ضمن فعاليات حملة 16 يوم لمناهضة العنف الممارس ضد المراة على المستوى الدولي، وتحدث في اللقاء كل من ريما نزال رئيسة مجلس ادارة جمعية النجدة لتنمية المراة الفلسطينية، والاسيرة المحررة شرين العيساوي ،والاسيرة المحررة ختام السعافين ، والاسيرة المحررة عائشة عودة ، وحلمي الاعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات .

وافتتحت اللقاء ريما نزال متحدثة عن أشكال العنف الذي عانت منه المرأة الفلسطينية في سجون الاحتلال، باعتباره عنف مركب قائم على اساس التمييز القائم على القومية والجنس، الأمر الذي خلق معاناة من نوع خاص للأسيرات الفلسطينيات تختلف عن ما تتعرض له النساء من عنف قائم على التمييز على أساس الجنس، وأضافت بعد انضمام دولة فلسطين للعديد من الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان تبرز ضرورة نقل معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال للمجتمع الدولي، من خلال استخدام الآليات التعاقدية والاجراءات الخاصة للأمم المتحدة لكي تضطلع المؤسسات الحقوقية الدولية على معاناة الأسيرات الفلسطينيات وتفاصيل حياتهن اليومية داخل الأسر وممارسات سلطات الاحتلال القمعية الممنهجة ضدهن التي تعتبر بمجملها تعذيباً وسوء معاملة.

وقالت ختام السعافين في إطار حملة 16 يوم العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة كان عنوان الحملة الفلسطينية هذا العام تحت شعار "الأمن والأمان للنساء المقدسيات" من منطلق الحاجة للتركيز على ما تعانيه النساء المقدسيات بشكل خاص دون إهمال الجوانب الأخرى من أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية بشكل عام، واعتبرت أن أدوات الظلم والقهر الموجهة ضد النساء والأطفال أساسها الاحتلال والاستعمار الذي يعتبر أداة ممنهجة للمارسة العنف ضد النساء، وهذا العنف المركب الذي تخضع له المرأة الفلسطينية يحتاج إلى مواجهة شاملة مع الاحتلال للوصول للمساواة والحرية، وأضافت أن الاعتقال أحد أشكال العنف الذي يمارسة الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات وهدفه السيطرة على شخصية المرأة واحتجاز مساحتها، وبينت السعافين أن الأسيرات يقاومن ظروف اعتقالهن الصعبة بشكل جماعي، حيث تعاني الأسيرات من الإهمال الطبي خصوصاً وجود عدد من الجريحات داخل الأسر يحتجن لعناية خاصة.

وأكدّت شيرين العيساوي أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن لكافة أنواع التعذيب خلال عملية الاعتقال ابتداءً من لحظة الاعتقال، فقد تعرضت عدة أسيرات مصابات للضرب بعد إلقائها على الأرض لفترات طويلة، كما حدث للأسيرة لما البكري وعبلة العدم، بالاضافة الى ممارسة سياسية الاهمال كما حالة حلوة حمامرة التي لديها أنابيب خارج الجسم، مع ذلك أصرت مصلحة السجون على نقلها للسجن من العيادة وفي أحد الأيام خرج أحد الأنابيب من جسمها ما يقارب الساعة والنصف والاسيرات يحاولن مساعدتها لوقف النزيف حتى حضر الطبيب، وأضافت العيساوي أن هناك انتهاكات كبيرة أثناء العزل المنفرد داخل الزنازين المظلمة والمضاءة أحياناً بالمصابيح البرتقالية ولا يوجد بها سوى فرشة على الأرض والكاميرات المثبتة داخل الزنازين والحمامات، فلا وجود لأي مراعاة لطبيعة النساء وخصوصيتهن أثناء عملية التحقيق، ويتعرضن للشبح لساعات طويلة والضرب تماماً كما يفعلون مع الأسرى الذكور.

بدورها أشادت عائشة عودة بنضالات النساء الفلسطينيات، فمنذ بداية الاحتلال لم تخلُ سجونه من الأسيرات حتى اللحظة، ففي عام 1969 تم اعتقال ما يقارب 100 امرأة من مدن نابلس والقدس ورام الله وجنين، هذه الموجة الكبيرة من الاعتقالات كان هدفها الإمعان في تعذيب الأسيرات الفلسطينيات من أجل منعهن من المشاركة في النضال ضد الاحتلال لكنّ النساء الفلسطينيات واصلن النضال دفاعاً عن الحقوق الوطنية الفلسطينية كجزء من دورهن الوطني ، لذا نحن بأمس الحاجة هذه الأيام لإعادة الاعتبار للدور الوطني للمرأة الفلسطينية والوقوف ضد كل الروايات والمحاولات الاسرائيلية التي تريد اعتبار الأسيرات الفلسطينيات حالات معنّفة اجتماعياً يتعرضن للعنف المنزلي لذلك يلجأن للنضال ثم الاعتقال، وهذا الأمر هدفه تحويل السجينات المناضلات لنساء معنّفات من أسرهنّ ووصم الشعب الفلسطيني بأنه لا يحترم نساءه، فالأسيرات الفلسطينيات ناضلن ومازلن للوصول إلى مجتمع تصان فيه الكرامة الانسانية وحريته ويتساوى جميع الناس في الحقوق.

وأخيراً ركّز حلمي الأعرج على أهمية الفعاليات الأممية لإنهاء العنف ضد النساء على مستوى العالم في الوقت الذي تتعرض به المرأة الفلسطينية إلى عنف شامل قائم على التمييز المركب بسبب الاحتلال، ووجه الاعرج دعوة بأن تكون الفعاليات الأممية للعام المقبل تحت عنوان إنهاء العنف الشامل الممارس ضد المرأة الفلسطينية بسبب الاحتلال واستمرار وجوده واعتبر أن هذه الدعوة موضوعية ومنطقية باعتبار أن الاحتلال بحد ذاته مصدر العنف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وهذه دعوة أخلاقية وقانونية لتتحمل المنظمة الأممية والمجتمع الدولي مسؤولياته تجاه استمرار معاناة الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه، وأكّد على ضرورة أن تدرك المرأة الفلسطينية مدى قوتها وفعاليتها وتأثيرها على المجتمع الدولي، لذا يتطلب الأمر توثيق كافة الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات وضرورة ملاحقة هذا الاحتلال وإدانته على المستوى الدولي وصولاً إلى محاسبته.