الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكايتي مع الموساد الإسرائيلي..!

نشر بتاريخ: 01/12/2017 ( آخر تحديث: 01/12/2017 الساعة: 23:40 )

الكاتب: منذر ارشيد

قناه الجديد اللبنانية فضائية وطنية بامتياز وهي تتعاطى مع الأحداث بمهنية عالية جدا ...ظهور عملاء جدد للموساد في لبنان ... قناة الجديد واكبت الحدث بتفاصيل وتحليل ومعلومات دقيقة، وما أدهشني حضور سفير سابق لمصر لدى إسرائيل .. وقد تحدث عن محاولات للإيقاع به من قبل نساء ضابطات رغم أنه سفير .. واستطاع أن ينجو من المصيدة بفضل ذكائه وحكمته وأخلاقه ووطنيته .. له كل التقدير والإحترام.

وأنا أتابع البرنامج عادت بي الذاكرة، فأحببت أن أسرد تجربتي الشخصية لعلها تكون درسا من الدروس المستفاده ، وقد عشت أكثر من تجربة مع أكثر من عميل وعملية موساد، بعد أوسلو واستلام عملي الرسمي بداية في أريحا، وكنت من أشد الناس حذرا من الأفخاخ التي تم نصبها لنا كأول دفعة من القوات التي دخلت الوطن ، وأكثر من مرة حاولوا معي ولو تناولت كل ما جرى معي منذ أريحا حتى بيت لحم لما كفت عشرات الصفحات، ولكن سأحاول التحدث عن حادثه أو أكثر ..

فمنذ الساعة الأولى لدخولنا معبر الكرامة لاحظت إهتمام الضباط الإسرائيليين بإغواء الإخوة العائدين من خلال فتح التلفون للجميع للإتصال بأهلهم... ومن كانوا معنا يذكروا أني منعتهم من الإتصال مما أثار الإسرائيليين وأغضبهم بشكل كبير جدا .. وحاولوا الإيقاع بيتي وبين الإخوة ولكن الإخوة التزموا ..
مسألة بسيطة جدا ولكنها فعالة لعلهم يصطادوا شخص على الأقل من خلال التسهيلات ..!

وبعد بداية عملي حاولوا ومن خلال شخصية إعلامية إسرائيلية معروفه وقد زارني كمراسل تلفزيوني وهو يتعامل معي بصداقة وود واتصالات تلفونيا وإشارات بعملي.. وقوله شاهد التلفزيون هناك تقرير عنك وبالفعل كان ينشر، وكما أنه سخر مراسلين للتواصل معي وإظهاري على الشاشة بشكل مستمر ...

وفي قضية الكنيس التي طردنا المستوطنون منها حضر مع أعضاء الكنيست وتحدث معي حديثا جانبي ومعه أحد القادة الفلسطينيين محاولا إقناعي بأنه سيتبنى مشروعي كشخصية قيادية ويصنع مني نجما وطنيا وقال لي عبارة (انا صانع النجوم) سأعملك نجم يتحدث عنه العالم .... (حكاية طويلة ) وتكوين فريق عمل مشترك مع الفلسطيني كي نشكل قوة منافسة لقيادة السلطة، رفضت رفضا قاطعا. وبعد رفضي القاطع بدأ التعتيم الاعلامي ولم أعد أظهر على الشاشة .....
بعد فترة أرسلوا لي صحفية لبنانية من فلول أنطوان سعد على ما أتذكر إسمها ماريا.. وهي غاية في الجمال، أخذت موعد من سكرتير الملازم أول عصام وكان الموعد الساعة 12.. حضرت الساعة الثانية عشر والنصف.. فرفضت مقابلتها على اعتبار أنها تأخرت نصف ساعة... حاولت الدخول إلى مكتبي
وهي تقول (بس أحكي معه كلمتين).. وكانت تصرخ وتقول خليه يشوفني .. (اذا شفتها وشفت جمالها أغير رأيي) وحشرت نفسها عبر الباب ودخلت المكتب واذا بها ملكة جمال "ولابسة من غير هدوم" على رأي عادل إمام...
قلت ... آسف ليس لدي وقت وقد تأخرت عن موعدك طلبت نصف ساعة رفضت ثم تنازلت إلى خمس دقائق رفضت أيضا ، خرجت من المكتب وكان عندي مراجعين من طوباس وانتقلت إلى مكتب آخر.

خرجت وهي تصرخ وتقول مين هو هذا ..أنا يقابل الملك حسين وبقابل اسحق رابين مين بيكون هذا..!؟
بعد ساعات اتصل بي رئيس إدارة الجريدة من القدس وقال بالحرف..... ممكن أنا آتي إليك لإجراء مقابلة قلت .. تفضل . قال بتعرف ليش أنا قررت أن آتي شخصياً..؟
قررت حتى أرى هذا الرجل الذي رفض مقابلة أجمل نساء الشرق الأوسط ( ملكة جمال الإعلاميات في تركيا) هذا ما عرفته بعد ذلك. وتحدث كلاما لا يليق نشره هنا عن الجمال والاثارة وكيف أني صدمت الملكة التي كانت مطمئنه أنها ستفوز بلقاء صحفي مميز ...
قلت.. تأخرت عن الموعد
قال... شو بتحكي تأخرت نصف ساعة...يا زلمي شو يعني..!
قلت يعني ما عندي وقت أضيعه. .
قال.. انت مش عربي ... لايكون أمك إنجليزيه..!
قلت أمي عربية ومن حيفا.....
قال ... هيك خربت الدنيا....
وبعد أيام نشرت الصحفية مقالا تساءلت فيه هل يعقل أن يكون هذا فلسطيني..؟

سأكتفي بهذا القدر ولن اتحدث عن بيت لحم الان والبلاوي التي تعرضت لها، والمرأة التي جاءتني ليلا بقميص النوم مدعية أنها هاربة من زوجها الذي يضربها ....ولا عن الضابط الذي عمل علاقة صداقة معي وتواصل معي 6 أشهر. ولا ولا ولا ... ففي الجعبة حكايات وحكايات كثيرة تبين كيف وقع الكثيرون في حبالهم وما زالت الحبال مشدود على رقابهم
الحمد لله الذي فك رقبتي وما زلت أحرك رأسي إلى العلياء
وثقتي بالله هي رأس مالي
إلى اللقاء