الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حينما "ينعق" الغراب!

نشر بتاريخ: 06/12/2017 ( آخر تحديث: 06/12/2017 الساعة: 17:21 )

الكاتب: طارق الشرطي

لا خلاف بتبعية الغراب لفصيلة الطيور، فإنه يتمتع بكل صفاتها، من الأجنحة التي يطير بها، ومنقاره ليأكل به، وتكاثره بالبيض، وكل ما تحمله الطيور من الصفات والسمات لينتمي لها؛ لكنه لا يغرد؛ انما ينعق، والنعيق من الاصوات المشؤومة، بالاضافة الى لونه الكاتم الذي جعل منه نذير شؤم، ولطالما ارتبط الكلام غير المرغوب والشاذ عن المجموعة بهذا الطير، بل وكان مضرب للامثال لوصف صفات لمن يغرد خارج السرب، أو انه يأتي بما هو سيئ ( ياما جاب الغراب لأمه).
أما عن الوطن العربي فكم سمعنا من نعيق عند الحديث عن القضايا المرتبطه بهذا الوطن عامة وعن فلسطين خاصة، أو قطرا من أقطاره، أو عن حزب مناضل ثوري يعتبر من مكونات ذلك المجتمع ومدافعا عنه، ليشكل التطور في وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي منتشرا ومسموعا في كافة أرجاع المعموره بالسرعة التي لا يتخيلها العقل، فمثال ذلك حين عقد مجلس وزراء الخارجية العرب، خرجو لنا بأسوء نعيق من القرارات، كالحديث عن حركات ثورية تحرريه بصفات السوء ونعتها بأنها ارهابية، كذلك خروج ذلك الغراب الذي تحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي وشتم الفلسطينيين والتحريض عليهم، والكل يعرف جيدا انه من بلد أصيل ومحوري وجب منه الدفاع عن القضية الفلسطينية ومقدساتها وشعبها، لكن لندع هذا جانبا، فما هو الا "نغاب" (صغير الغراب).
إن خروج نعيق للذي يعتبر نفسه كاتبا ومفكرا لينعق بأن لا يوجد عبر التاريخ دولة اسمها فلسطين وانما الفلسطينيون هم عبارة عن مغتربين سكنوا دول العالم وليس لهم دولة بالمطلق يستدعي التوقف والتأمل به، فهذا "المفكر" المدعو عبدالله الهدلق والذي يدافع عن السيادة الاسرائيلية ويعتبرها صاحبة السيادة وأن "الدول التي لا تعترف بإسرائيل هي دولا إستبدادية مثل كوريا الشمالية" بينما دولتة لا تعترف بها، هذا من وجب لجمه، ووجب محاسبته سعوديا قبل دولة أخرى، فهو يحمل فكرا صهيونيا دخيلا على الأمة العربية، ومثال أخر على هذا النعيق _ على وزن نهيق_ جاء على لسان من يقترح بأن تكون ابوديس العاصمة تاركين القدس لاسرائيل كمقترح للخروج بتسويه ما هو الا تمهد لدولته للأجهار بالتطبيع. وما ينعق به ثلة من الغربان في الإعلام المصري، ما هو الا من اجل منصب وظيفي سياسي أو أعلامي، سربة الغربان تتفوه بكل نفاق وتلون بمواقفها من يوما لأخر حسبما تقتديه مصالحهم الشخصية والتبعيه، ولا ننسى كذلك موقف لميس جابر الذي دعت به الى طرد الفلسطينيين من مصر بعد وصفها لحركة حماس بالإرهابية، وما كان لموقفها إلا السخط والاستياء بالشارع المصري والعربي عموما.
في حين لا تخلو الامة العربية من الصقور والنسور رغم اختلاف تغريدها بل أنها تتصف بالقوة والصبر والشهامة والبصر الثاقب، فكانت مواقف عديدة شجاعة من ابناء الوطن العربي، فلا ننسى مهاجمة السيد مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي لرئيس وفد الكنيست الإسرائيلي بمؤتمر البرلمان الدولي واعتراضه على تقرير خاص بأوضاع النواب الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية خلال الجلسة الختامية لمؤتمر البرلمان الدولي المنعقد بالفترة من 14 إلى 18 تشرين الأول في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية. لذا، ستبقى الاصوات النشاز مكشوفة، وسنجد من يتصدى لها، وعلى الشعوب العربية صدها وتلجيمها، وعلى الاعلام الحر كشفها وتعريتها، ونبذا من الشعوب.
إن من يرتمي بحض اسرائيل ليحتفظ برأيه لنفسه فالتاريخ لا يرحم أحد، ومن يغرد خارج السرب يكون صوته نشاز وغير مرغوب به ولن يلقى الا الشتائم والنبذ والمصير المخزي ، أما الذين يدافعون عن الأمة العربية وقضاياها وخاصة القضية الفلسطينية فله كل التقدير والدعم وهو من وجب ايصال صوته عاليا للأجيال القادمة، ليتعلم أبنائنا ان حقنا لا يمكن السكوت عنه.