الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكلمة الفصل لرسول القدس

نشر بتاريخ: 14/12/2017 ( آخر تحديث: 14/12/2017 الساعة: 11:19 )

الكاتب: موفق مطر

نقل رسول القدس محمود عباس رسالة مدينة السلام، ومجتمع ألأنبياء، وقلب المقدسات المسيحية والاسلامية ،وقبلة المؤمنين، نقل رسالة العاصمة الابدية لفلسطين وخط باسم الشعب الفلسطيني ( العهدة الوطنية الفلسطينية ) لتبقى الحقيقة التاريخية بعد زوال وعد ترامب ( بلفور الثاني) .
خطاب تاريخي يليق بمكانة القدس في قانوني السماء وألأرض ، خطاب روحي تاريخي ثقافي سياسي دبلوماسي قانوني وجداني ، ذلك الذي سمعه العالم من الفلسطيني العقلاني الحكيم القوي الصلب ، المخلص الصادق ، الصامد والصابر ، الذي اقسم باسم سدنة القدس ( الفلسطينيين المقدسيين واخوتهم في فلسطين التاريخية والطبيعية ) على ألا يمر وعد ترامب كما مر وعد بلفور .
انذر رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية العالم وحذره من سواد البغي والعدوان والظلم والعنصرية وبين للعقلاء فيه أن السلام لن يمر ولن يستقر في المنطقة مالم يقر الحكماء ومن بيدهم القرار والمسؤولية بأن القدس عربية عاصمة دولة فلسطين الأبدية ، لكنه بشرهم أن الشعب الذي حمى القدس منذ آلاف السنين لن يخضع ولن يستسلم .
لم يخاطب الرئيس قادة دول منظمة التعاون الاسلامي وحسب ، بل خاطب العالم الذي بات عليه حسم امره في الاختيار ، فاما أن يكون مع السلام فيرفض وعد ترامب والاحتلال والاستيطان والعنصرية الاسرائيلية ويعترف بدولة مستقلة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية ، أو يختار عودة الصراع الى نقطة الصفر ، حيث سيدمر ذوبان ثلوج الاتفاقيات السدود المانعة لفيضان الحروب التي ستفتح في القرن الواحد والعشرين جراح الحروب الدينية في العهود والقرون الماضية التي من شبه المستحيل اعادة لحمها او الشفاء من آلامها ومآسيها.
القدس ارادها الرئيس بمثابة امتحان لقادة العالم الاسلامي ، وأحالهم الى سبل تحويل الكلام والخطابات والبيانات المكتوبة أوالشفهية الى تطبيق عملي ، وفرد لهم خارطة طريق من ثلاثة عشر سبيلا تمر جميعها من مركز القدس ثم تعود اليها براية الحرية .
كنا ومازلنا نعتقد بأن الرئيس الانسان ، رئيس السلام محمود عباس ، مؤمن بالسلام ، فخاطب قلوب وعقول وضمائر المؤمنين مثله بالسلام ، ولم يبق الا ان يقول : " اللهم اشهد اني قد بلغت " فالشعب الفلسطيني الذي استجاب لنداء الشرعية الدولية ، وعمل وفق فلسفته الحضارية ، وثقافة السلام ، وقبل باتفاقات كان يجب ان تأتي له بالاستقلال والدولة فان كرامته تمنعه من الاذعان او القبول بأقل مما أقر له العالم من حقوقه التاريخية والطبيعية في وطنه الكبير فلسطين ، فالاتفاقيات ومنها اوسلو ستصير مجرد حبر على ورق ، مالم يتبنى العالم ملف القضية الفلسطينية ، ويبحر بها الى شاطىء الأمان ، لأن سماحه لرياح الادارة الأميركية والاسرائيلية بأخذها أو دفعها الى بحر الظلمات يعني انفجار براكين غير متوقعة لن يقوى على اخمادها من استطاع غزو الفضاء الوصول الى القمر والمريخ ، فالأصل أن تكرس الولايات المتحدة الأميركية قوتها ومقدراتها لنشر السلام على الأرض ، وأم مدائنها القدس .
بالأمس كان رسول القدس محمود عباس يبين للعالم الخط الفاصل بين الحق والباطل ، بين العدل والظلم ، بين القدس الحق وهي القدس الفلسطينية العربية المسيحية الاسلامية مدينة السلام منذ اليبوسيين وحتى آخر يوم من عمر امة الانسان ، وبين القدس المغتصبة ، المحتلة ، التي تنخرها قوارض التهويد وأسنان جرافات الاستعمار الاستيطاني الاحلالي ، وكأنه كان يقول من اراد منكم جنة في الحياة الدنيا فليعمل من اجل استعادة القدس ، واستعادة السلام ، استعادة الترنيمات في الكنائس والآذان في المساجد ، والفرحة والأمل بالحياة في نفوس المقدسيين والفلسطينيين . وان من اراد القفز في دوائر النار فلا ذنب لنا فقد اشعلها بيديه ، والقى بنفسه فيها ، بعد أن حرصنا ومعنا كل العقلاءوالحكماء في العالم على ضمه الى شريعة الانسانية وقوانيها لكنه ذهب باستكباره الى حد الانتحار .
بالأمس كان لرسول القدس الرئيس محمود عباس الكلمة الفصل ..فهل تراه العالم قد سمعها وابصر ابعادها ؟!.