الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس المركزي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

نشر بتاريخ: 13/01/2018 ( آخر تحديث: 13/01/2018 الساعة: 20:20 )

الكاتب: ياسر خليل

بالأصل في ضوء الظروف الماسة التي تمر بها قضية شعبنا، والتحديات المصيرية التي تعترض المشروع الوطني الفلسطيني، يأتي إنعقاد المجلس المركزي لمواجهة الخطط التأمرية المعادية للشعب الفلسطيني، ومن المعروف أن منظمة التحرير تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الوطن والجماهير، الجماهير التي تتطلع إلى الدور الريادي للمنظمة، والتي تمتلك زمام المبادرة لخلاص الشعب في تحقيق حريته.
من المفروض عقد المجلس المركزي ضرورة ملحة لقيام منظمة التحرير بمهامها تلبية لضرورات المرحلة الخطيرة، وعلى منظمة التحرير أن تتحمل مسؤوليتها، وأول هذه المسؤوليات أن يعلن رأيه على وضع الخطط اللازمة لانقاذ ما يمكن إنقاذه اليوم.
كنا نتمنى أن ينعقد المجلس المركزي في جو من الوحدة الوطنية الشاملة، فالمجلس المركزي له حق أن يجتمع وعليه حق من الوطن والشعب، ومن المفروض أن يكون إجتماع المجلس المركزي في ظل هذه الظرف والمناخ السياسي الخطير بعيد كل البعد عن كل الخلافات، وأن يكون إنعقاده من أجل ظروف سياسية خطيرة سبب أو يساعد لحل الخلافات الفلسطينية، فالمصلحة الوطنية الفلسطينية والظروف السياسية الخطيرة هي من طالبت ودعت لانعقاده.
من المفروض أن المطلوب من المجلس المركزي أن يضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن يعيد المجد للوطن وللشعب ولمنظمة التحرير، وأن يكون مناسبة يلتئم فيه الشمل الفلسطيني، وضم كل الجهود الفلسطينية لصالح القضية، والتي تمر في ظروف سياسية خطيرة.
من المفروض أن يكون إجتماع المركزي بحضور الجميع، لأن في ظل هذا الظرف والمناخ السياسي تحديداً، يعني سياسياً للعالم أن منظمة التحرير قد خرجت بمؤسساتها منتصرة رغم كل المؤمرات التي تحاك ضد القضية والوطن والشعب وضد منظمة التحرير.
من المفروض أن إجتماع المركزي هو عملية تنشيط وتفعيل وتحديث السياسات والمؤسسات والشرعيات الفلسطينية، لتكن قادرة على مواجهة التحديات الوطنية، فالحقيقة أن من طالب لعقد المجلس المركزي هو القدس عاصمة فلسطين، إن من دعا لعقد المجلس المركزي هو تهويد الأرض والانسان.
من المفروض أن إنعقاد المجلس المركزي فرصة جيدة لمنع إستمرار فتح النوافذ أمام أحصنة طراودة الخارجية للتسلل إلى داخل البيت الفلسطيني، فلهذا نطالب أن لا يكون عقد المجلس المركزي مجرد مهرجان، وإنما ليكون خاتمة لمرحلة الأحزان من المفاوضات السياسية العبثية أستمرت لسنوات منذ عام 1993، وأن يكون إنعقاده إنطلاقة فلسطينية جديدة تحوز على إحترام إرادة الجماهير ، ويضع النقاط الحروف ،ويعيد المياه إلى مجاريها .
من المفروض أن إنعقاد المجلس المركزي أن يضع حد لكل المهاترات التي يتعرض لها شعبنا، فالقوى المعادية لشعبنا تتحرك بقوة ، وبالتالي من المفروض أن يأخذ المجلس المركزي بزمام المبادرة ، وأن يخطط، ويضع الخطط اللازمة لما يراد عمله في المرحلة القادمة ، وعكس ذلك هو تعثر الرؤية .
نتمنى أن يكون المجلس المركزي بعيد عن الخلافات والمزيدات سواء من المؤيدة أو المعارضة ، فأصلاً اليوم كل شئ معطل بإنتظار قرارات المجلس المركزي السريعة ، والكفيلة لحماية مصالح الشعب الفلسطيني .
من المفروض أن يكون عقد دورة المجلس المركزي فرصة لتفويت الفرصة لكل من يضع العراقيل في طريق نضال الشعب الفلسطيني ، والتعدي على حقوقه ،ومن المفروض أن يكون إنعقاده نهاية لمؤامرة التصفية التي تحاك والتي أصبحت واضحة وضوح الشمس ، والتي أحكيت من قوى معادية للشعب والوطن والمنظمة .
إن الأدراك الصحيح والحقيقي لطبيعة المرحلة والمناخ والظرف السياسي التي تمر بها القضية الفلسطينية تطلب جهود وطنية هائلة وكبيرة في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، حيث أن عامل الزمن يعمل ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية، وبناء على ذلك تصدر القرارات والتهويد على قدم وساق .
حقيقة إن عدم التعامل مع هذا الظرف والمناخ السياسي الفلسطيني بالشكل المطلوب وطنياً يؤثر على معنويات الناس ، ولا يمكن لشعبنا أن ينتظر أكثر ممن أنتظر من التعويل على مرحلة بدأت عام 1993 ، وبالتالي مطلوب تفعيل وتحديث العمل الوطني الفلسطيني ، فالمجلس المركزي بالأصل هو المعبر عن أراء الشعب الفلسطيني ورغباته وتطلعاته ، وعكس ذلك هو التهرب من الحقائق .
التغيرات على الساحة العربية و الدولية هائلة ، وعليه مطلوب رسم سياسات فلسطينية وفق هذه التغيرات ، وعكس ذلك هي بداية النهاية للقضية الفلسطينية .