الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

#غزة

نشر بتاريخ: 17/01/2018 ( آخر تحديث: 17/01/2018 الساعة: 10:49 )

الكاتب: حيدر عيد

حقيقةً أن من يستطيع فهم وضع غزة هم أهل غزة فقط! أصبح من الصعب بمكان الشرح التفصيلي الدقيق والمكرر عن المعاناة اليومية 24/7 لمن يقطن خارج القطاع. كيف تشرح أن حياتك اليومية تتوقف على تشغيل مولد يحتاج لوقود إما غير متوفر أو غالي الثمن؟ على 2-3 ساعات كهرباء؟ حياتك تتوقف على تحويلة طبية؟ تسجيل ابنتك في الجامعة, أو ذهاب ابنك للمدرسة مرهون براتب لا تتلقاه؟ غسيل كليتك بدواء غير متوفر في المستشفى؟ جرعة الكيماوي الضرورية للتعامل مع الورم الذي ينهش معدتك او ثديك لم تصل من "الشق الآخر للوطن"؟أن ما أسماه منذ البداية ريتشارد فولك, مقرر الأمم المتحدة الخاص السابق لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. "مقدمة لإبادة جماعية", وما أسماه المؤرخ إيلان بابيه "إبادة بطيئة" يمر مرور الكرام بعد 11 عاما؟ وما يقول عسكر إسرائيل أنه أسوأ وضع كارثي تمر به غزة, وأن اقتصادها انتقل من وضع "الصفر" إلى "ما تحت الصفر" لا يثير اهتمام من يجب أن يهتم. منذ البداية تم إطلاق عدة ألقاب على غزة: "شاربفيل 2008" تشبيها بالمجزرة التي ارتكبتها قوات نظام الأبارثهيد ضد محتجين سود في جنوب أفريقيا عام 1961, و لقب "جورنيكا القرن ال21," نسبة للقرية الأسبانية الني تمت إبادتها و خلدها الرسام العالمي بيكاسو!
غير مسموح لك أن تئن.
هذا "قدرك!" فلقد ولدت لأبوين لاجئين نتيجة "نزوة بيولوجي" عليك أن تدفع ثمنها. "إخوتك" يتضامنون معك, وأحياناً يبكون, وقد يصرخون, وخلاص! لا تعرف من هو عدوك, ولا عدد الذين يحاصرونك! أنت "العبد الأسود" غير المرغوب به من الجميع, ذو الرائحة النتنة, تحتل فضاء ليس لك, تذكّر بالخطيئة الأولى, صوتك مزعج, ترسل أطفالك للموت, تعلمهم كره الحياة, غير متسامح, غير حضاري, أتيت من قرون الظلام, ودائم الحاجة لمزيد من الصدقات والإحسان, لا يكفيك كيلو الطحين, ولا نصف علبة حليب كل شهر, لونك غامق, وجهك قبيح, وذقنك قاتمة السواد, وفوق كل ذلك أنت لاجئ!
لذلك كله, عليك أن تدفع الثمن فأنت غير مرغوب بك!