الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لكمات في وجه نتنياهو..بانتظار الضربة القاضية..!!

نشر بتاريخ: 14/02/2018 ( آخر تحديث: 14/02/2018 الساعة: 17:56 )

الكاتب: عاهد عوني فروانة

يعيش رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الفترة الأسوأ في حياته السياسية من كافة النواحي العسكرية والدولية والداخلية.
فمن الناحية العسكرية جاء إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية بفعل المضادات الجوية السورية ليكون بمثابة اللكمة الأولى التي يتلقاها مع بداية هذا الأسبوع الساخن، فهذا الحادث يمثل ضربة قوية لدولة الاحتلال والتي تفاخرت وإن بطريقة غير مباشرة على قدرتها على قصف ما تشاء من أهداف في سوريا سواء تابعة لحزب الله أو إيران أو سوريا كما تقول، بل وامتد تهديدها إلى السعي من أجل إحباط ما تدعي أنه بناء مصانع إيرانية لإنتاج الصواريخ في لبنان.
هذا الغرور الكبير والصلف غير المسبوق تم توجيه لكمة قوية له بإسقاط الطائرة الحربية والذي يعني فرض قواعد جديدة في المنطقة، فالحرية التي كانت تتمتع بها طائرات الاحتلال لم تعد متاحة خاصة وأن المعلومات تتحدث عن إسقاطها بصاروخ "سام 5" القديم نسبيا، فكيف سيكون الحال إذا تم تفعيل المنظومات الحديثة مثل "أس 300 وأس 400".
اللكمة الثانية غير المتوقعة لنتنياهو جاءت ويا للغرابة من البيت الأبيض والذي وصف بيان رسمي صادر عنه تصريحات نتنياهو، الذي زعم أنه ناقش مع الولايات المتحدة خطة لضم الضفة الغربية، أن هذه "تقارير كاذبة".
ووفقا لما نشرته "هآرتس" حول الموضوع، فقد جاء في بيان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش رفائيل، إن "الولايات المتحدة وإسرائيل لم تناقشا أبدا أي اقتراح كهذا، والرئيس يركز على مبادرته السلمية."
ويبدو أن نتنياهو اعتقد بأنه ومع وجود ترامب وقراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أصبح معه شيكا على بياض ليقرر ما يجب أن تقوم به الإدارة الأميركية والتي لا زالت تواجه الانتقادات في العالم بخصوص قرار ها حول القدس، فأرادت ربما أن تضع حدا لذلك وبصورة قوية من خلال اتهام نتنياهو بالكذب، لتضيف إلى مشاكله المتعددة مشكلة اكبر وهو الذي قال عن ترامب بأنه الأكثر وفاء لإسرائيل.
ومن ثم جاءت اللكمة الأقوى والأشد من الداخل ومن خلال شرطة الاحتلال والتي أوصت النيابة العامة بمحاكمة بنيامين نتنياهو، بتهمة الحصول على رشوة في الملفين 1000 و2000، وأعلنت وجود أدله تثبت حصول نتنياهو على رشاوي في حالتين، وسلوكه بشكل مخالف لمصالح الدولة.
ووفقا للشرطة، في ملف 1000، تلقى نتنياهو وأسرته الشمبانيا والسيجار والمجوهرات والملابس، بناء على طلبهم وبشكل منهجي، بمبلغ مليون شيكل، وازداد معدل تلقيه للرشاوي بعد تعيينه رئيسا للوزراء.
وفي ملف 2000، قررت الشرطة أنه كانت بين نتنياهو وصاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نوني موزيس، منظومة علاقات واضحة تقوم على "هات وخذ"، وأنهما قاما فعلا بخطوات مكملة للتفاهمات بينهما.
هذه اللكمات الثلاث التي تعرض لها نتنياهو وخلال ثلاثة أيام فقط توضح مدى الأزمة التي بات يعيشها والتي تهدد أركان حكمه، من خلال فشله على المستوى العسكري والسياسي والفضائح التي باتت عنوان لفترة حكمه.
ورغم هذه اللكمات المتعددة إلا انه لم يسقط أرضا بل لا زال يترنح ويحاول الحفاظ على تماسكه بدعم من ائتلاف يميني متطرف يحتاج وجود نتنياهو في الحلبة السياسية خشية من أن ذهابه قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف والذهاب إلى انتخابات غير محمودة العواقب خاصة في ظل عدم الاتفاق على قائد يميني جديد بديلا عنه حتى اللحظة.
نتنياهو يحاول الاستفادة من عامل الوقت وتجنب الضربة القاضية والخروج بأقل الخسائر، فرغم انه خاسرا بفارق كبير من النقاط إلا انه لا زال متواجدا على الحلبة ويتطلع لتقليل الفارق خلال الجولات القادمة، مستفيدا من طول المدة التي تحتاجها التحقيقات وخاصة أن المستشار القانوني للحكومة افيخاي مندلبليت المقرب من نتنياهو يراوغ منذ فترة طويلة في هذه الملفات.
من الممكن القول إن الضربة القاضية لا زالت بعيدة نسبيا ولكن هذا يعتمد على موجهي اللكمات لنتنياهو إن أحسنوا استغلال نقاط ضعفه وشددوا الخناق عليه لإرغامه على الانسحاب من الحلبة بتعظيم فارق النقاط لصالحهم أو إسقاطه بالضربة القاضية.