الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخِطـــاب والرافضون دوماً

نشر بتاريخ: 23/02/2018 ( آخر تحديث: 23/02/2018 الساعة: 09:20 )

الكاتب: ماهر حسين

قمت بالمتابعة الجدية لأغلب خطابات الرئيس محمود عباس وبشكل مباشر وبعض الخطابات التي لم أتمكن من مشاهدتها مباشرة قمت بالإستماع لها لاحقا وقمت كذلك بقراءتهـــا.
طبعا في كل خطـــاب هناك جمهور مستهدف وهذا الجمهور يفرض بعض التباين في الأسلوب واللغة والمحتوى ولكن بشكل عـــام في كل الخطابات هناك نقاط مشتركة ومواقف ثابتة ومنها على سبيل المثال:

التأكيد على حل الدولتين بإعتباره الحل الأمثل للصراع .

رفض العنف والكفاح المسلح كوسيلة للتحرر والتأكيد على أهمية المقاومة الشعبية السلمية .

التأكيد على موقفنا الثابت من السلام كهدف يجب تحقيقه .

التركيز على خيار المفاوضات بإعتباره أفضل ألية للحل تجُنب كل الأطراف المزيد من الخسائر.

طبعا...
الإستمرار في الصمود والتمسك في الثوابت الفلسطينية والتأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين القـــادمة كل ذلك جزء من خطابات الرئيس محمود عباس بإعتبارها ثوابت فلسطينية وبإعتباره الحافظ للثوابت كرئيس للشعب الفلسطيني.
كل ما أشرت له من نقاط يكاد يكون من الثوابت في خطابات السيد الرئيس محمود عباس وهذه الثوابت تتناسب تماما مع إستراتيجية القيادة الفلسطينية في التعامل مع كل المتغيرات السياسية الحاصلة في المنطقة من على قاعدة تحقيق الممكن من الحق التاريخي لشعبنا الفلسطيني وهو كما نعلم الإستقلال على أراضينا المحتلة عام 1967م.
كذلك هناك العديد من الإشارات والمواقف المتجددة والمتغيرة والتي تحملهـــا خطابات الرئيس محمود عباس حسب المكان والزمـــان ولكن بشكل عام تكاد النقاط السابقة الذكر أساس في كل الخطابات.
وتتباين المواقف الداخلية فلسطينيا في التعاطي مع الخطاب فالبعض يرى في الخطاب الفلسطيني تحدي وثبات على الحق وقدرة عالية على المناورة السياسية مع الحفاظ على الثوابت حيث أن سياستنا الفلسطينية تزيد من الأصدقاء والحلفاء وتُقلل من الأعداء وتعزلهم وهذا صحيح تماما، فنحن أصحاب دبلوماسية عريقة وأصحاب منجزات سياسية والبعض الأخر ينتقد هذه الخطابات من على قاعدة (المعارضة) للنهج وللخيار أو(الرفض الدائم)و (التشكيك) المستمر كما أن البعض يعارض الخطاب من باب المصالح ففلسطين قضية العرب والمسلمين الأهم ولا يمكن فتح بوابات التطبيع والتسوية بدون فلسطين.
سأتحدث معكم عن المعارضين دوما وهم أصحاب المواقف المعروفة والمسبقة وهم ليسوا بحاجة للإستماع للخطاب لأنهم معارضون دوما.
طبعا يوميا نجد مواقف متناقضة بشكل عجيب وغير مبرر فمن يدعو للكفاح لا يكافح سوى عبر الكلمات (الفيسبوكية) ومن يدعو للرفض لا يرفض إلا لما نقول ومن يريد لنا تحدي العالم وعدم التعاطي مع السياسة بمنطق الكفاح يريد للرئيس أبو مازن أن يكون في موقع المتحدي الوحيد والأوحد والأخير كذلك.
كما أفهم فإن خيارات الرافضين دوما أوسع من خيارات القيادة السياسية على الأرض ولكنهم منشغلون دوما بالمزاودة والمشاهدة النقدية فقط وكذلك هم منشغلون دوما بالكتابة على وسائل التواصل الإجتماعي لتأييد أي شيئ وكل شيئ ما عدا الموقف الفلسطيني حتى لو كان الموقف الفلسطيني هو موقفهم.
بالمختصر هناك من يؤيد الخطاب لمحتواه وهناك من يؤيد الخطاب دوما وهناك من يعارض الخطاب لمحتواه وهناك من يعارض الخطاب دوما وهناك من هو صامت عن الخطاب وهذه فئة ليست بسيطة يجب التنبه لهــــا.
المؤكد أن الرافضين دوما لن يرضوا عن الخطاب الحالي والسابق والقادم.