الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

وانتصرت القدس..

نشر بتاريخ: 01/03/2018 ( آخر تحديث: 01/03/2018 الساعة: 10:18 )

الكاتب: ماهر حسين

(الكنيسة تنتصر على الإحتلال)
شعرت بالحزن والعجز وأنا أشاهد إغلاق كنيسة القيامة في القدس المحتلة فالكنيسة التي تشرفت بزيارتها مع الأسرة تعد من أهم المعالم الحضارية والدينية في القدس.
يومها..
كنت قد وصلت الى كنيسة القيامة مشيا على الأقدام قادما من المسجد الأقصى المبارك ومن كنيسة القيامة المهيبة توجهت الى مسجد عمر بن الخطاب بالقرب منها.
رحلة لن أنســـاها.
في ذلك اليوم فهمت خصوصية القدس أكثر، فكل القدس عبادة وصلاة وإيمان لكل من يقطنها ولكل من يزورهــــا، القدس أسلوب حياة تقوم على قبول الاخر إلا للمحتل الذي يريد فقط فرض سيطرته عليها وعلى أهلهـــا وتغيير ملامح المدينة المقدسة وطبيعتهـــا.
لا أرى إشكالية في قدسية المدينة المقدسة للديانات الثلاث بل على العكس أرى بأن قدسية المدينة للديانات الثلاث هي روح المدينة المقدسة التي جعلها القدس وهو قوتها وحضورها المهيب في العالم بإعتبارها عاصمة المؤمنين وحتما بإعتبار القدس الشرقية بمسجدها وكنيستها عاصمة دولة فلسطين التي لن يكون هناك اي مجال للحل السياسي بدونها.
ما لا خلاف عليه بأن الإشكالية والصراع في القدس جزء من الصراع مع المحتل في فلسطين، فالإحتلال يرى القدس بمنطق التغيير والتهويد وفرض القوة وهذا لا يستقيم مع طبيعة المدينة التي يجب ان تكون مفتوحة لكل مؤمن، فالمحتل يريد لمستوطنيه بأن يصلوا في ساحات الأقصى في تحد واضح وغير مقبول للمسلمين وحتما هذا يؤدي الى تفاقم المشاكل والصراع وبلدية المحتل تريد تفرض ضريبة على الكنيسة الأهم في العالم وكأنها معلم سياحي وهنا تتفاقم المشاكل أيضا فالتحدي يكون للعالم المسيحي.
بالنسبة لي ..
السيطرة والقوة والإقتحام والضرائب والإحتلال والسلاح والإعتداء والمستوطنين كلمات لا علاقة لها بالقدس فالقدس يجب أن تكون مرتبطة بالصلاة والإيمان والعبادة والحج والقداسة والهدوء والتعاون والعدل والمساواة والتقدم.
لهذا قلت وأكرر بأن الإشكالية لا علاقة لها بقدسية القدس، المشكلة في الإحتلال ورغبته بالسيطرة المطلقة بالقوة على المدينة المقدسة وتهويدهـــا.
لن ينجح الإحتلال رغم كل ما قام به في القدس، فالقدس عربية وهويتها واضحه وستحفظ القدس طابعها مهما فعل المحتل.
وها هي كنيسة القيامة تفتح أبوابهـــا للمصلين والمؤمنين بعد تراجع المحتل عن قرارته وها هي إرادة الحرية والكرامة والإيمان تنتصر على الضرائب كما انتصرت من قبل إرادة الحرية والكرامة والإيمان على بوابات الأقصى.
بكل إيمان أقول بأن إرادة أهل القدس أكبر من أي إحتلال، وها هي إرادة القدس تنتصر من جديد.
إن مقدسات القدس للديانات الثلاث جعلت المدينة المقدسة مهوى الأفئدة وقبلة قلوب المؤمنين في العالم وستكون القدس الشرقية حتما كما نريد لها عاصمة دولة فلسطين وعاصمة السلام والحرية والإيمان في العالم.
بالمختصر في معركة الضرائب ...
انتصرت الكنيسة على الإحتلال فانتصر المسجد .
انتصرت القيامة على الإحتلال فانتصر الأقصى .
وانتصرت القدس .
ومن قبل في معركة البوابات...
انتصر المسجد على الإحتلال فانتصرت الكنيسة .
انتصر الأقصى على الإحتلال فانتصرت القيامة .
وانتصرت القدس.