الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ترامب.. جامح هائج بارانويا

نشر بتاريخ: 20/03/2018 ( آخر تحديث: 20/03/2018 الساعة: 13:02 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

دونالد ترامب جامح، هائج، متوتر، انفعالي وينقصه الثقة بالاّخرين، عديم الخبرة، استعراضي، شخصية برانويا تتوهم المؤامرة ويتخذ قراراته بناء على الخوف والظن والاعتقاد. لا ينجح في إشباع رغباته وغرائزه بشكل طبيعي، فيبحث عن الإثارة ولفت الانظار اليه بطرق ساذجة.
أول من ذكر ذلك علانية، السياسيين والصحفيين في أمريكا، وبعد ذلك نوقش الأمر في استوديوهات التلفزيون الإسرائيلي علانية. وقام كبار المحللين في تل أبيب بتحذير نتانياهو من الاقتراب الشديد منه لان النتائج ستكون عكسية، فالمواطن الامريكي قلق من سلوك ترامب ويكره تصرفاته. وسرعان ما ينسحب ذلك على اليهود فتتحول كراهية الشعب الأمريكي من ترامب الى كراهية اليهود.
الإنسان المصاب بالبارانويا يرى نفسه عظيماً وهو يشكّ في الآخرين دائماً وفي نواياهم. ولهذا شاهدنا كيف قام بالتخلص من جميع طواقمه وطردهم من الوظائف، دون الحاجة لذكر إستقالات جماعية من وزارة الخارجية ومن الوزارات السيادية الاخرى. ولو جمعنا ما كتب عنه أقرب المقربين اليه لوجدنا انسانا موتورا، تصرفاته غير متوقعة، تارة يريد ان يكبس الزر ويقصف كوريا الشمالية بالنووي وبعد ايام فقط يريد مقابلة زعيم كوريا الشمالية. ولا يستبعدن احد ان يخرج ترامب في يوم من الأيام ويقول إن زعيم كوريا الشمالية جون اون كيم هو صديقه المفضل!!
ترامب أقنع نفسه أنه محور جميع الأحداث من حوله ليظّن نفسه السبب المباشر في العديد من الأحداث التاريخية، لكونه يعاني الإحساس بالإضطهاد ويتخيل أشياء لا وجود لها مثل أن الكثيرين يلاحقونه ويريدون التخلص منه فيسارع هو ويتخلص منه.
في الشأن الفلسطيني، أقنع ترامب نفسه أنه مختلف عن الرؤساء الاخرين وأنه قادر على فعل ما لم يتسطيعوا فعله، وهذا يفسر قراراته بشأن القدس والسفارة. ولكن الرد الفلسطيني صدمه وقوّض الشعور الذي إكتسبه من بعض العواصم العربية التي ساهمت في تعزيز مرضه النفسي ونظرته لذاته أنه عظيم العالم ومفكر وأفلاطون عصره.
في علم السايكولوجيا (جنون العظمة هو وهم الاعتقاد حيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع، فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي).
الاسرائيليون قلقون من ترامب أكثر من الفلسطينيين. وتل أبيب قلقة من ترامب اكثر من رام الله. ولكن الإسرائيليين انسحبوا مؤقتا واكتفوا بلذة المشاهدة للمواجهة بين عباس وترامب، على وهم أنهم مستفيدون من ذلك. وقد يكسبون بعض النقاط. ولكن كراهية العالم لليهود تتعاظم وهو أمر لن يدركه حكام تل أبيب الا بعد فوات الأوان.