الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

3 عقبات قد تمنع إنتصار مسيرة غزة

نشر بتاريخ: 01/04/2018 ( آخر تحديث: 01/04/2018 الساعة: 23:12 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تعدّ المقاومة الشعبية بمثابة ( الضربة القاضية ) لكل نظام دكتاتوري ظالم . وهي الكابوس الذي يرعب قادة الجيوش وأجهزة القمع في أي بلد . إنها الإجتياح الشامل ، والإكتساح الكامل . إنها اللعبة التي تبدأ بسهولة وتنتهي بالإستسلام النهائي .
حفنة من الطلائع ، تقود الجماهير الى الشارع . الى منطقة محددة أولا فتصبح رمزا ، وفورا تتعمد وسائل إعلام الظالم إهمالها ، على أمل ان نظام القمع قادر على تحطيمها بيد واحدة ، ثم سرعان ما يجد القوي نفسه يتوسل لهذه التظاهرات السلمية ان تهدأ ، تفتح القنوات الخلفية والأمامية . ثم تصبح المفاوضات على الهواء مباشرة .
صاحب القوة العسكرية يفقد ثقته بنفسه ، يخسر جبهته الداخلية ، يخسر الحلفاء . ويبدأ بالتخبط ... تستمر المقاومة السلمية في قوة الدفع حتى النهاية . فينهار الحاكم او يهرب او يسقط أو يبكي أو ينتحر .
المقاومة السلمية أقوى من حماس ، وأقوى من منظمة التحرير ، وأقوى من حزب الله .. لأنها تستقطب كل الناس وكل الضعفاء وكل المظلومين . إنها سريعة ونظيفة وحاسمة .
الأحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يشكل خطرا حقيقيا على الثورة السلمية . بل على العكس . كلما تعاظمت قوة الظالم كلما أصبحت ثقلا إضافيا عليه .. وكلما كانت حركته بطيئة امام الجماهير . فيسقط اولا .
وإنما الخطر الحقيقي على المقاومة الشعبية هو :
- عدم وجود قيادة نموذجية للمقاومة الشعبية .. لان الذي يقودها هم نفس قادة العمل العسكري وهذا لا يجوز .
- عدم وجود شعار سياسي قابل للتحقيق ، لان حركة المقاومة الشعبية لا تزال متعلقة بالدعم المالي من نفس صناديق القوى المسلحة .
- عدم تنظيم تراكم المعرفة ، وتكامل القيادات . فلا تزال القوى تتنافس بخشونة تحبط الجماهير ، ولا تزال التنظيمات تتسابق لقطف الفوز ، والجميع ينزل عن ( جبل أحد ) في كل مرة .

ومن المهم ان نوضح هنا . إن العمل السلمي لا يتنافى مع العمل النضالي واشكاله الأخرى , لكن لا يمكن أن تكون نفس القيادات العسكرية هي نفس القيادات السلمية في نفس الوقت ، ومن يرغب ويؤمن بالعمل السلمي عليه الالتزام بهذا العمل حتى لا تختلط الأمور . وهذا ينسحب على المخصصات المالية لان العمل السلمي لا يحتاج الى أموال وانما يعتمد على المفهوم التطوعي . وكذلك والحضور السياسي .
شهدت فلسطين مؤخرا عدة بروفات ناجحة للعمل الجماهيري السلمي ... وهي قادرة على إختصار المسافات وتحقيق الأهداف بسرعة مذهلة لولا أنها في طور التخبط والحيرة . ولو  أنها كانت واضحة للجمهور  لإستمرت وانتصرت.
الأمثلة العالمية والاقليمية عديدة .. وهناك ثورات سلمية جرى سرقتها من جماعات وأحزاب وأجهزة أمن وجيوش .. هناك ثورات انتصرت .

 ولا ينتصر في المقاومة الشعبية الا من يقود نفسه بنفسه . ولا بد من التذكير بمقولة غاندي الشهيرة :في البداية يسخرون منك , ثم يتجاهلونك , ثم يحاربونك , ثم تنتصر .