الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعيد "الضربة السورية"..اللوبي الصهيوني سيمنع نشوب الحرب

نشر بتاريخ: 18/04/2018 ( آخر تحديث: 18/04/2018 الساعة: 11:11 )

الكاتب: وسام شبيب

المشهد السياسي الحالي مرعب ومخيف، هل نحن على أبواب حرب عالمية ثالثة؟ ليس بفيلم من أفلام هوليود، بل حقيقة. أصوات الانفجارات أدوت العاصمة دمشق، ألسنة اللهب أضاءت سماء العاصمة دمشق ليلا.
فجرا بتاريخ 14/04/2018، هاجمت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها أي بريطانيا وفرنسا، الدولة السورية، الهجوم كان سريع وخاطف اذ لم يدم أكثر من خمسة واربعون دقيقة. بهذه الضربة الخاطفة لسوريا الولايات المتحدة الامريكية بعثت برسالة سياسية واضحة للزعيم الروسي فلاديمير بوتين.
في حال اندلعت الحرب في الشرق الأوسط، لابد من فهم التحالفات السياسية وخطوط المواجه. العالم اضحى ثنائي القطب، وهنا اقصد قطب الدب الروسي أو النسر الأمريكي، كل قطب له تحالفاته الإقليمية والدولية على حد سواء، وكل قطب له نفوذه ومصالحة للتمدد في الشرق الأوسط.
لغة التصعيد بين الدب الروسي والنسر الأمريكي، أضحت مقلقة، في وقت سابق، أكد سفير روسيا في لبنان "ألكسندر زاسبكين" ان أي صاروخ امريكي يطلق على سوريا سيسقط وسوف يتم استهداف موقع اطلاقه. الرئيس الأمريكي في تغريده على توتير قال: "روسيا تتعهد بإسقاط أي وجميع الصواريخ التي تطلق على سوريا. استعدي يا روسيا، لأنها ستاتي وستكون جميلة وذكية!".
هل سيناريو حرب 2003 على العراق سيعيد نفسه بزمان ومكان مختلف؟ وهل "ضربة سوريا" مبرره قانونيا وأخلاقيا؟ أنت كقارئ ستجيب "لا"، ولكن في علم الفلسفة السياسية كان لهذه الحرب مبرراتها...
المبررات القانونية والأخلاقية لحرب العراق عام 2003 هي نفس المبررات القانونية والأخلاقية "لضربة سوريا" بتاريخ 14/04/2018، وان كنت لا اتفق مع سياسية الولايات المتحدة الامريكية لاجتياحها العراق عام 2003، كما لن ابرر في هذا المقال "ضربة سوريا" بل سألتزم الحياد، الموضوعية النزاهة. وسأناقش في هذا المقال وأوضح كيف أقنعت دول التحالف: الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا وبريطانيا الرأي العام الدولي "بضربة سوريا" وتداعيات هذه الضربة على المستوى الدولي.
قصفت دول التحالف سوريا ب 110 صاروخ مختلف، الدفعات الجوية السورية تصدت واسقطت معظم هذه الصواريخ، دون التدخل الروسي!، الولايات المتحدة الامريكية استخدمت قاذفات B1 بحرا أما جوا فقد استخدمت صواريخ Tomahawk أما بريطانيا فقد استخدمت مقاتلات من طراز Tornado التي أطلقت صواريخ Storm Shadowالمقاتلات البريطانية انطلقت من قاعدة حربية في قبرص. فرنسا بدورها استخدمت مقاتلات Rafle و Mirage .
"من وجهة نظر دول التحالف" المبرر الخلقي "لضربة سوريا" هو، ان النظام الأسدي نظام ديكتاتوري، ولا يتم تداول السلطة ضمن هذا النظام بشكل ديمقراطي. اما المبرر القانوني هو، أن النظام الاسدي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. القانون الدولي يجرم ويدين استخدام الأسلحة الكيماوية في الحروب، كما هو الحال للديكتاتورية."... إذا شخص ما حاول قتل مدنيين أبرياء بشكل جماعي بسبب عرقهم، أو خلفيتهم العرقية، أو دينهم، وباستطاعتنا أن نوقفه، فسوف نوقفه ... وأقول مرة أخرى، آمل أن تكونوا دائماً فخورين بنا. أرجو أن تعرفوا مدى فخرنا بكم. شكراً لكم، وليبارككم الله. "، -الرئيس كلينتون في خطاب ألقاه في مقدونيا يوم 22 حزيران 1999.
عادة ما يعتبر التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى مدمر لأي نظام سياسي، ولاكن مجلس الامن يتيح التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى لتخليص المواطنين من الدكتاتورية او إرهاب انظمتهم السياسية، ووفقا للفلاسفة السياسيين يجب إعطاء مبرر للتدخل العسكري، وهنا اقصد المبرر الخلقي والقانوني للحرب.
السيناريو انف الذكر طبق على العراق عام 2003، بحجة ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان دكتاتورا وانتهك القانون الدولي والقانوني الدولي الإنساني على حد سواء، باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين العراقيين، حيث تم تطبيق نظرية الحرب العادلة JUST WAR THEORY، وهي الأساس الذي تسعى الأمم إلى تبرير الحروب من الناحية القانونية والأخلاقية. تعترف الولايات المتحدة الامريكية صراحة بأن نظرية الحرب العادلة هي معايير المشاركة في الحرب. وبالتالي، فإن معايير نظرية الحرب العادلة هي أساس أساسي للمناقشة والنقاش حول الأعمال الحربية الأمريكية، هناك نوعان من المتطلبات التقليدية للحروب العادلة: .JUS AD BELLUM, JUS IN BELLO لإضفاء قانونية ومشروعية الحرب.
لا املك معلومات حيثية عن استخدام النظام الاسدي للأسلحة الكيماوية، ولكنني ككاتب وباحث سياسي أدري تماما بأن هنالك نظرية فلسفية سياسية طبقت من خلال الضربة الأخيرة على سوريا وأدرى ان هنالك رسالة خفية بعثت من خلال "ضربة سوريا"، لحلفاء سوريا في المنطقة، إيران وروسيا، ومفادها "ان صعدت روسيا بلهجتها العسكرية ضد الولايات المتحدة الامريكية، فهنالك تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ضد روسيا وحلفائها".
النظرية الفلسفية السياسية التي طبقت على العراق عام 2003، لن تطبق حاليا بحذافيرها على سوريا فنحن الان في عام 2018 وموازين القوى العالمية اختلفت فسوريا الان حلف روسي إيراني ولغة المصالح الاقتصادية هي التي تحكم لغة السياسية، فروسيا وإيران لن يتنازلا عن مصالحهم الاقتصادية في سوريا ولاعن طموحاتهم التوسعية في الشرق الأوسط. ان صعدت روسيا من لهجتها السياسية ضد الولايات المتحدة الامريكية، قد نكون امام خيار الحرب.
أستبعد في الوقت الراهن نشوب الحرب فالدب الروسي، إيران، سوريا وحزب الله حلف قادر على ضرب مصالح الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الأوسط، كما ان هذا الحلف، حلف لا يستهان به عسكريا قادر على ضرب الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية "إسرائيل"، وهنا اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية سيمنع نشوب الحرب، ليس لدرء شر الحرب بل تجنبا لقتل أي مواطن "صهيوني"...