الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإستعداد للمفاوضات

نشر بتاريخ: 19/04/2018 ( آخر تحديث: 19/04/2018 الساعة: 17:40 )

الكاتب: ماهر حسين

ورد في دستور حمــــاس (أرجو التكرم والإطلاع عليه للأهمية ) بأن حماس مختصر لحركة المقاومة الإسلامية وبأنها الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.
هذا في بدايات حمـــاس حيث جاء قرار تشكيل حماس عندما أيقنت جماعة الإخوان المسلمين بأن عدم مشاركتها في الإنتفاضة الأولى سيؤدي الى إنتهاء الجماعة في فلسطين وسيؤدي هذا حتما الى إنعزالهم تماما عن العملية النضالية الفلسطينية، وللتذكير عندما تم الإعلان عن تأسيس حماس كانت هناك بعض القوى الإقليمية التي تسعى لضرب منظمة التحرير الفلسطينية وضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني وأدى هذا ببعض هذه القوى الإقليمية الى دعم حماس سياسيا وإعلاميا وماليا لتحقيق أهداف عده من ضمنها إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وقرارها المستقل.
ظهرت حمـــاس ورفضت الإنضمام للقيادة الوطنية الموحدة ورفضت الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وشككت بالسياسة الفلسطينية وشككت بالموقف السياسي واستمرت لسنوات طويلة في طعن المشروع الوطني والموقف السياسي الفلسطيني من خلال الترويج لشعارات تعلم حمـــاس بأنها شعارات خادعة بالإضافة الى كم هائل من الإشاعات.
كانت حماس تقول ...
خيبر خيبر يا يهود وكنا نقول بأن الصراع على الأرض وليس مع الديانة السماوية اليهودية وقد أدى في حينها هذا الموقف الوطني الأصيل لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومعها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الى إتهام اتباع حماس للمنظمة انها علمانية كافرة وأن دستورها مخالف للشرع والدين ومن ثم لحقت حماس بما نقول وباتت الحرب ليست مع اليهود بل مع المحتل !!!!
كانت حماس تقول ....
حرمة التنازل عن أي جزء من أرض فلسطين وأرض فلسطين أرض وقف إسلامي وباتت حماس تلحق بالموقف الفلسطيني الرسمي وتطالب بالدولة المستقلة على أراضينا المحتلة عام 1967 م!!!!!!!!!
كانت حماس تقول ....
الصواريخ والسلاح والجهاد والإستشهاديين هي الطريق لتحرير فلسطين وباتت حمـــاس تؤمن بالتسوية والهدنة والحدود المؤقته وأخيرا باتت حمــــاس حركة سلمية تدعو للمقاومة الشعبية السلمية البعيدة عن العنف والدم وقد ظهر هذا جليا بعد أن ظهر هنيه قائد حمـــاس بطريقة كوميديه وهو يقف بفخر ومن خلفه صورة غاندي.
لن أستمر في سرد تناقضات حمـــاس وأدعو القارئ الكريم لدراسة ما قلت بعقله بعيدا عن العاطفة فحماس تنقلب على نفسها دوما بطريقة تتجاوز العقل والمنطق وهذا جعل حماس مثال مهم لضعف الرؤية السياسية.
وقد يقول قائل بأن العديد من المنظمات الفلسطينية تغيرت مواقفها السياسية وبأن منظمة التحرير الفلسطينية نفسها تغيرت مواقفها بشكل جذري وهذا صحيح تغيرت وكل تغيير جاء مرتبط بأسباب وبمرحلة وبأدوات جديدة للنضال لنحقق ما نريد من أهداف ثابتة.
اليوم سأتحدث عن الإستعداد للمفاوضات ففي الوقت الذي تتوقف فيه المفاوضات مع إسرائيل ومع امريكــــا باعتبارها راعي لعملية السلام وفي الوقت الذي تحاول فيه القيادة الفلسطينية تغيير شكل عملية التفاوض لتكون اكثر تعددية وبمرجعية واضحه نجد بأن حماس مستعدة للتفاوض.
مشعل قالها منذ فترة وناشد الولايات المتحدة الامريكية لمنح حماس الفرصة للتفاوض واكد أبو مرزوق على ان المفاوضات حلال وجائزة شرعا وقد نرى أحد قيادات حماس يقول بأن (جهاد المفاوضات ) لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس.
أتحدث بوضوح عن رغبة حمـــاس بالتفاوض ليس عن الأسرى وفقط بل عن فلسطين وعن غزة وعن الحدود المؤقته وعن الهدنة الدائمــــة وعن التنسيق الأمني الواجب في غزة والغير جائز في الضفة.
كما هو معلوم فإن التفاوض بالنسبة لأصحاب القضية الباحثين عن الحرية والإستقلال ليس هدفا وانما وسيلة، وسيلة لحل الصراع.
لهذا إذا كان هناك فرصه للحل من خلال المفاوضات فالمفاوضات هامة وحيوية وواجبة أما إذا كان لا يوجد امكانية للحل من خلال المفاوضات لأي سبب فالأفضل البحث عن طرق تسمح للمفاوضات بأن تكون وسيلة لحل الصراع .
أما بالنسبة لبعض الباحثين عن التمثيل السياسي والقبول العربي والدولي فالمفاوضات نفسها هدف وهذا خطر كبير على قضيتنا نرجو لحمــاس أن تتجاوزه فورا من خلال الإعتراف ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي والإنضمام لمؤسسات منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا بعد تسليم غزة بدون شروط للسلطة الفلسطينية.