الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المشني: الطائرات الورقية الحارقة تخريب عبثي للمقاومة الشعبية

نشر بتاريخ: 21/04/2018 ( آخر تحديث: 22/04/2018 الساعة: 14:09 )

الكاتب: عوني المشني

بات مفهوما ان المقاومة الشعبية بدأت تأخذ منحى استراتيجي فاعل بعد مسيرات العودة، المشاركة الجماهيرية الواسعة ارتقت بالمقاومة الشعبية من منطق العمل النخبوي الى الفعل الجماهيري، وسلمية تلك المسيرات اعادت الفلسطيني والاسرائيلي كل الى موقعه، شعب خاضع للاحتلال ويتعرض للاضطهاد مقابل جندي محتل مجرم، وبدأ العدو مربك غير قادر على التعاطي مع هذا الوضع، الاهم من هذا ان نجاح التجربة في غزة مرشح ان ينقلها الى الضفة والشتات لتتحول الى منهجية قادرة على احداث تاثير عميق على مجرى الصراع.

لكن واضح ان هناك بقصد او بدون قصد من يعمل على اجهاض تلك التجربة في مهدها، فاستخدام أساليب لها بعد عنيف يثير اكثر من علامة استفهام، بل ويسهل إمكانية اجهاض هذا الاسلوب، لا اعرف سببا واحدا يبرر استخدام الطائرات الورقية في احداث حرائق خلف السياح، والاهم لا احد تبريرا مقنعا او نصف مقنع لاستخدام هذا الاسلوب، هل نريد ان نقول اننا قادرين على استخدام أساليب اخرى تزعج او تفزع او تسبب خسارة لاسرائيل ؟؟!!!! ربما جيد ان نمتلك أساليب اخرى لكن خلط تلك الأساليب مع المقاومة الشعبية السلمية هو مزعج ومفزع ويسبب خسائر حقيقية وجوهرية لنا كفلسطينيين اكثر بكثير مما يسبب للاحتلال، انه تعبير عن جهل مطبق بالمقاومة الشعبية السلمية - هذا اذا افترضنا حسن النية - وهو يقدم مساعدة كبيرة للاحتلال ليبطش بالمتظاهرين بذريعة ملاحقة الإرهابيين الذين يتسببون بالحرائق.
ان على منظمي المسيرات من لجان تنسيقية وفصائل ومؤسسات ان يكبحوا بقوة وبدون تردد هذه المظاهر، ان المحافظة على سلمية المقاومة الشعبية ضرورة حيوية لا يمكن القبول بتجاوزها تحت مبررات صبيانية. 
لا احد يقول ان استخدام أشكال نضالية اخرى امر اصبح محرما، ولكن الخلط بين المقاومة الشعبية واشكال تحمل طابعا عنيفا لا يخدم تطوير منهج المقاومة الشعبية.
ان رفع الصوت عاليا ضد هذه المظاهر يجب ان يكون وسريعا وبدون تردد، ورفع الصوت لا يكفي، بل يحب وقف هذه المظاهر فورا وبدون مواربة، اما الخجل من ذلك سيؤدي الى اجهاض شكل نضالي يستحق التطوير لا الإجهاض.
هذا يذكرني بعسكرة الانتفاضة، انتفاضة الاقصى، عندما رفعنا الصوت ضد تلك العسكرة ووجهت لنا اتهامات بالانهزامية على اثر هذا الموقف، ولكن عندما تبين ان العسكرة ساهمت في اجهاض الانتفاضة اولا وكانت وسيلة لجر الشعب الفلسطيني الى مربع اخر يحقق فيه جيش الاحتلال أهدافه ثانيا، وان هناك علامات استفهام كبيرة تقف خلف بعض مظاهر العسكرة، عندما تبين ذلك جاء من يقول "نعم كان موقفكم صحيح". صحيح ولكن بعد فوات الاوان.
الان، والان وليس غدا او بعد غد، والان وقبل فوات الاوان، يجب وقف ظاهرة الطائرات المحملة بمواد حارقة، وبالمقابل توسيع وتطوير وتعزيز المقاومة الشعبية.