الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

العجوز والبحر

نشر بتاريخ: 20/05/2018 ( آخر تحديث: 20/05/2018 الساعة: 19:32 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا تزال قصة (العجوز والبحر) رائعة الروائي الأمريكي ارنستو همنجواي من أكثر القصص شهرة وعبرة .. وقد سمحت لي الظروف أن أزور المنزل الذي كتب الرواية فيه. منزل رحب على المحيط في كوبا، فيه منظار ضخم على سطح الطابق الثالث لمراقبة أحياء العاصمة هافانا، وتلسكوب لمراقبة النجوم، كما زرت المقهى الذي كان يرتاده. وبالفعل لا يمكن فصل المكان عن الزمان، وكلاهما يشكلان وعاء الوجود.
اعتقد الجميع أن العجوز "سانتياغو " سئ الحظ. فقد ظل ٨٤ يوما في عرض البحر ولم يتمكن من اصطياد سمكة واحدة. حتى أن الطفل "مانولين" أصابه سوء الحظ لانه أراد أن يتعلم منه الصيد، وقد مكث مانولين مع العجوز ٤٠ يوما دون أن يصطاد سمكة واحدة. فمنعه أهله من مصاحبة العجوز لأنه نقل اليه الفشل وسوء الطالع، لكن الطفل كان يؤمن بالشيخ وقدراته. وظل يحترمه رغم كلام الصيادين في المرافئ.
العبرة الأجمل في القصة أن العجوز نجح في اصطياد أكبر سمكة، ولكنه لم يتمكن بسهولة من إخضاعها والعودة بها!!!
ظل لوحده ثلاثة أيام في عرض البحر يقاتل أكبر سمكة في العالم، جرحته وأنهكت قواه. ولكنه عض على جراحه وطعنها في القلب وربطها بالقارب ليعود بها الى المرفأ.
المعركة الأشد كانت مع اللصوص. فقد إستجلبت الدماء أسماك القرش التي بدأت تنهش الصيد الثمين.. هذا العجوز هزم أكبر سمكة في العالم لكن أسماك القرش من حوله هي التي أكلت الغنيمة.
حين وصل العجوز للميناء لم يتبق من السمكة سوى الرأس والذيل، ولكن:
حين عاد الى كوخه مثخنا بالجراح. كان يعرف أنه أعظم صياد وأنه ليس سيء الحظ.
وكان الطفل مانولين على حق.
يستريح العجوز في كوخه ويبتسم منتصرا.