الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعارضة بين الرغبات والضرورة الاجتماعية السياسية

نشر بتاريخ: 21/06/2018 ( آخر تحديث: 21/06/2018 الساعة: 20:57 )

الكاتب: عوني المشني



علم الاجتماع السياسي والمنطق والواقع الموضوعي، كل تلك تؤكد انه لا مجتمع دون معارضة سياسية، المعارضة جزء أساسي ولا غنى عنه، وهو ضرورة ولا يمكن تجاهلها ، وحتى لو رغبنا او لم نرغب ستكون. هناك في فتح من يعتقد او يرغب ان لا تكون معارضة وهذا يتنافى مع منطق التاريخ ومع الواقع الموضوعي، وهناك قسم اخر يريد ان يفصل معارضة على مقاسه وحسب رغباته، وهذا ايضا يتنافى مع المنطق ولا يمكن حصوله، المعارضة في المجتمعات حاجة اجتماعية وسياسية وهي تعبير عن ذاتها وليست تعبير عما تعارضه وتمثل رؤية مختلفة للمجتمع والسياسة والاقتصاد، ان أضعاف المعارضة سواء من السلطة الحاكمة او كوّن المعارضة ذاتها قد ضعفت لاسباب خاصة بها لا يعني ان الامور استقامت للسلطة ، بل يعني ان معارضة جديدة ستنشأ لتحتل الفراغ الذي تركته المعارضة التي ضعفت، وهذا ايضا قانون اجتماعي سياسي لا يمكن العبث به، لهذا فان بعض النرجسيين في فتح والذين لا يَرَوْن الا أنفسهم بمعارضة ضعيفة تعني انهم يمهدون الطريق لمعارضة جديدة، ما حصل انه عندما ضعف اليسار برزت حماس ، وحتى لو ضعفت حماس ستنشأ معارضة من نوع اخر ، ليست تلك رغبة إنما هو قانون اجتماعي يحكم البنية المجتمعية في كل الظروف.
امام هذا الوضع اي معارضة نريد ان تكون في مجتمعنا الوطني ؟؟؟
نريد معارضة تختلف معنا على الافضل.
نريد معارضة تنتقد بقوة وفعالية اخطائنا حتى نصحح ذاتنا ونقدّم الافضل لدينا. 
نريد معارضة بوصلتها الوطن وقرارتها تحددها مصلحة الوطن ، عندما نقول الوطن لا يعني برنامجنا ولا مصطلح " المصلحة الوطنية العليا " الضبابي والغير محدد ، معارضة تنطلق من رؤية وطنية كما أراها المعارضة وليس كما نراها نحن.
نريد معارضة لها برنامج ورؤيا وأدوات عمل فاعلة قادرة على التأثير .
نريد معارضة لا تجامل ولا تخضع لضغوطات المال ولا تهديد البطش ولا اغراء السلطة ومكاسبها. 
نريد معارضة عميقة وليست فجة ، حكيمة وليست مغامرة ، على يسارنا دوما. 
امام هذه الرؤيا تشرع كثيرا من الأسئلة. 
هل تعي فتح هذه الحقيقة وتتعامل معها ؟؟!!!!
هل اليسار الفلسطيني بالمجمل العام يشكل تلك المعارضة وبتلك السمات ؟؟؟؟!!!!
هل يوجد قاعدة سياسية للمشاركة مع المعارض تلك " اليسار الفلسطيني " على برنامج الحد الأدنى ؟؟؟
هل حماس تشكل معارضة من ذات الصنف ام انها محكومة بمفاهيم مختلفة تجعلها تحمل مواصفات اخرى مختلفة ؟؟؟؟
واذا قلنا ان اليسار غير قادر على القيام بتلك المهمة هل يعني حماس تستطيع ؟؟؟
اذا لم يكن اليسار ولا حماس هل المجتمع الفلسطيني امام تشكل قوى جديدة لتحمل تلك المهمة ؟؟؟؟
هل تستطيع فتح تهميش اليسار واخرج حماس من دائرة المعارضة الوطنية ومنع تشكل معارضة جديدة ؟؟؟؟
هذه التساؤلات وما يشتق منها من أسئلة كثيرة هي برسم الإجابة لفتح اولا ، لليسار الفلسطيني ، لحماس ، للمثقفين من شعبنا ، للقوى الاجتماعية
السؤال ايضا لخلق عصف فكري وإيقاظ نمط التفكير الجمعي.