الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جريمة تهجير الخان الأحمر في القانون الدولي

نشر بتاريخ: 05/07/2018 ( آخر تحديث: 05/07/2018 الساعة: 12:30 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

معروف للجميع ان القضية الفلسطينية عادلة تماما في القانون الدولي، فنحن وجدنا على ارضنا منذ مئات السنين بل الاف السنين، وعشنا جيلا بعد جيل، وقد جاءنا الغزاة من كل انحاء المعمورة، وكلهم ذهبوا واندحروا ليس حبا او اعترافا بحق ولكن بفعل المقاومة المسلحة وغيرها، فالتتار والمغول والرفس والرومان والافرنجة والانجليز واليهود اليوم جاؤوا مغتصبين ويوما ما سيرحلون كما اتوا، فهذه الارض الفلسطينية اكتست بحقوق تاريخية ضاربة بعرض التاريخ لا يمكن المساومة عليها، ونحن هناك لم نتنازل عن ذرة تراب منها مهما حدث، وان استطاع اليهود واحتلالهم واعوانهم فلن يستطيعون ان يكرهونا او يجبرونا على شىء وسيبقى القانون الدولي بمفهومه التاريخي حاضر في انه يعري اسرائيل والكيان من اي وجود شرعي، فهم غزاة ولو اقاموا دولة وبقيت مهما بقيت كونها ليست شرعية ووجودها مخالف للقانون، ففي الفكر الفلسطيني والقانوني وكل من له فهم في تلك الامور هم غزاة قتلة، وهم يعرفون ذلك اكثر من غيرهم قانونيا وتاريخيا وحتى دينيا.
اليوم تعتبر قضية الخان الاحمر حلقة جديدة في نكبات الشعب الفلسطيني التي ربما لن تنتهي في ظل المؤامرات الكبيرة التي تحاك علنا او في السر ولكن وجود الفلسطينيين وتصميمهم على حقهم في كل بقعة من فلسطين سيبقى القضية امام الجميع حاضرة وسيشعر العالم اليوم اكثر من قبل بان اسرائيل مغتصبة ولن يكون لها حضور مقبول هنا، وقريبا سيبدا الغرب في التفكير بازالة اسرائيل وتفكيها كونها لم تقبل باي حلول يمكن ان يكون الغرب في صدد تبنيها.
ان قضية الخان الاحمر وعرب الجهالين قضية من الطراز الاول والتي يجب ان تكون على اجندة الحكومة بكل مكوناتها وان يصل الوزراء وكافة المسؤولين هناك ليعبروا عن رفضهم لهذا الاعتداء الصهيوني الخارق للحق في السكن والاقامة فوق ارضهم وترابهم التي عاشوا عليها مئات السنين بل الاف السنين.
فهي قضية كذلك من طرازها الاول امام المؤسسات الدولية ومنها مجلس الامن وكل المؤسسات والمحاكم الاوروبية وغيرها والتي يمكن اللجوء اليها ومن حق كذلك الشعب الفلسطيني ان يناضل بكل سبل الكفاح ليكون بامكانه رد هذا الاحتلال ووضع حد له في صد العدوان الذي يتعرض له ابناء شعبنا.
ان الردود من المؤسسات الدولية ودول العالم على ما يجري ضعيفة ولا تكاد تسمع وعليه يجب ان يتحرك سفراء فلسطين في كل العالم ليكون لهم صوت يسمع في وقف العدوان وتعزيز صمود شعبنا بارضه وهي لن تمر بسلام ولن يستطيعوا تنفيذها فهي من اولى القضايا الوطنية التي يجب متابعتها.
اليوم وليس في موعد اخر على الحكومة ان تستنهض كل طاقاتها من اجل حماية ابناء شعبنا في تعزيز صموده الاسطوري فوق ارضه، ويجب استغلال كافة الامكانيات وخاصة ان المسالة واضحة في مخالفة اجراءات الاحتلال لكل احكام القانون الدولي كونها قوة احتلال تقوم على تهجير الناس من ارضهم، وانه نصر ات باذن الله.