الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجراءات ترامب وجدار الصمت العربي

نشر بتاريخ: 26/08/2018 ( آخر تحديث: 26/08/2018 الساعة: 11:12 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

اضحكني كثيرا تصريح الرئيس الامريكي حول امكانية سقوط امريكا حال عزل الرئيس نفسه من منصبه، وهو ليس بجديد فكثير من الحكام العرب في ثورة الربيع العربي وحتى الان يهددون بنفس الشىء، وهو ما يعكس طبيعة نفسية هذا الرجل وما هو مقبل عليه وحتى ما هو قائم بفعل اجراءاته التي اقل ما يقال عنها انها صبيانية، اي ان الامم المتحدة صارت اكثر ألما بفعل اجراءاته وهو ما يدبره ويرسمه لوكالاتها ومنها الاونروا المتخصصة بملف اللاجئين الفلسطينيين، ربما ليس سيئا ان يقوم بذلك لان ذلك من شأنه ان يحرك الصمت العربي الدفين في عواصم العرب ويخرم كل الثقوب في بئر الماء الذي بقي كوصلة بين العرب والغرب في تلاقي اتفق عليه في القضية الفلسطينية كإبر تخدير ابقت العرب منذ كامب ديفيد الاول وحتى اليوم بلا حروب واسعة وانما كانت بعض الحروب مع منظمات لبنانية وفصائل غزة، وهو ما ننتظره في القريب العاجل انما سيكون مزيدا من كشف الاجراءات والافكار الامريكية التي يتم تبنيها ضد القضية الفلسطينية والتي ادت الى احداث اثر كبير في العلاقة العربية نحو الاسوا وبان اتجاهان عربيان الاول مع ترامب والثاني ضد ترامب كما كان ايام بوش الابن.
فكل الدعم الذي قدمته امريكا لاسرائيل طوال سنوات اقامتها يدلل على ان السياسات الامريكية هي نفسها وكان علينا نحن العرب والفلسطينيون خاصة معرفة مغزى ذلك، وذلك بالاستفادة من التجربة مع الانجليز والفرنسيين وسابقا وكما مع بقية الشعوب كما حصل مع الامريكان في فيتنام وبالتالي لا يمكن ان ناتي بجديد لخلق شىء في العلاقة، اضف الى ذلك ان طبيعة المجتمع العربي وسياسة ترامب لا يمكن ان يتفقا، وخاصة ان التوجه الشعبي العربي لا يمكن في كله ان يتفق مع ضياع فلسطين وان يكون للاسرائيليين سلطة هناك، اي ان يكون لهم دولة، تلك الافكار قد خلقتها سياسات جديدة لهواة افلام ومغامرات يسكنون البيت الابيض وكان نصيبهم ان لم يكن هنا ان يكون الانتحار لانهم يشعرون ان حياتهم بلا معنى، وهؤلاء لا يمكن المغامرة معهم لان حياتهم قامت على الطيش واللهو وارادتهم لم تكن حرة لانجاز شىء يحفظ السلم والامن الدولي.
امام كل ذلك اصبح المواطن العربي وكأنه في سكرة وليس بسكران، وهو ما ينطبق على الحكومات والقيادات العربية التي اضاعت كل شىء في سبيل بعض المناصب وبعض المكتسبات الشخصية دون الالتفات الى مخاطر اليوم منذ امس، فسارت بادارات مترهلة وبائدة واصبحت عبئا على نفسها وعلى الاخرين. حتى شكلت جدار الصمت الذي لا ينطق في وجه احد وتنتظر الخلاص النهائي بفعل عوامل طبيعية او غير طبيعية.
كذلك فان الانقسام العربي وليس فقط الفلسطيني هو انقسام مرتبط بالفكر والمصالح والمناصب والحكم والسيطرة الفعلية وهو من اصعب حالات الانقسام وكل ذلك تغذيه امريكا بطريقتها الخاصة وبدعم من مؤسساتها المتخصصة في ذلك لخلق اجواء مسمومة على الدوام بين الاشقاء.