الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القيادة الفلسطينية بين حربي الاقتلاع والاشاعة

نشر بتاريخ: 03/09/2018 ( آخر تحديث: 03/09/2018 الساعة: 18:30 )

الكاتب: عبد اله الاتيره

في الوقت الذي يمكن ان يسقط أي واحد منا شهيدا في مواقع المواجهة الشعبية سواء في الخان الأحمر حيث يمارس الاحتلال الاسرائيلي حرب اقتلاع وتهجير عرقي لأكثر من 6000 فلسطيني لاستكمال المشروع الاستعماري الذي سيقسم الوطن الوطن الى كنتونات أو في الأغوار الشمالية حيث تُشن دولة الاحتلال حرب تعطيش ضد سكان بردلة وعين البيضاء وكردلة من خلال سرقتها لمياه ثاني اكبر حوض جوفي للمياه في الضفة الغربية.
في الوقت الذي نتحد فيه لمواجهة حروب المياه والتهجير العرقي لصالح المستعمرات، ينشغل البعض بتكذيب بيانات المؤسسات الرسمية والتشكيك بالرواية والهدف الفلسطيني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لضرب السلم والامن المجتمعي، اذ يتم جر الشارع الفلسطيني الى معارك هامشية، تهدف الى تغيير الثقافة الجمعية للشعب الفلسطيني باتجاه الانشغال بالهوامش في اطار منظومة مصالح فردية او اجندات لا تخدم الا الاحتلال.
المشروع الإسرائيلي الرامي الى اقتلاع الفلسطيني وتهجيره وتحويل المحافظات الشمالية الى كنتونات وغزة الى مشروع دولة بديلة للحلم الفلسطيني من خلال تنفيذ مشروع أيالون برعاية أمريكية هو الأخطر على الاطلاق. يتفق الكل الفلسطيني على هذا التشخيص، فلماذا لا نرى هذا الالتفاف الشعبي حول المشروع الوطني لحمايته ودعمه. لقد اورثنا الانقسام تركة كبيرة تتمثل في تربية المجتمع على فكرة المحاصصة والفئوية.
أعضاء من اللجنة المركزية ومن المجلس الثوري الفلسطيني والبعض المناضل من أعضاء اللجنة التنفيذية بالإضافة الى المناضلين من كافة المواقع يعملون على البناء على المقاومة الشعبية في اطار برنامج معلن في كافة أماكن المواجهة، وفي الميدان، هناك التفاف جماهيري واسع على النهج والفكرة، حيث نحمل راية المقاومة الشعبية عالية، ندافع عن أرض نحن أصحابها ونقتسم الاستهداف الاحتلالي والعدوان.
فلسطين والقدس بوصلة القيادة كما هي بالنسبة للطفل والشيخ والمرأة، لهذا ينبغي ان يكون هناك تركيز اعلامي على الذهاب باتجاه نقل هذا الصوت الموحد والمطالب بانهاء الاحتلال واعتقال المياه ووقف التهجير القسري العنصري والحشد الشعبي والدولي باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الى العالم.
نحذر بشدة من أية محاولات لحرف البوصلة عن مسارها الى الهوامش والقضايا الجانبية، وندعو كافة الوزراء ورؤساء الهيئات ذات العلاقة كي يكونوا معنا غدا في الاغوار الشمالية واعتبار هذه الدعوة بمثابة نداء وطني لوضع برنامج حكومي ومؤسساتي لتمكين المواطنين في مواقع المواجهة والصمود بكافة أشكال الدعم من كل وزارة و/أو هيئة ضمن اختصاصها وشبكة الداعمين والشركاء.
على الجميع ان يكونوا في خندق واحد ولن نسمح لأي صوت نشاز ان يتغول، واذا كان مقدرا على الفلسطيني ان يكون ضحية مؤامرات القرن لتصفية قضيته ووجوده على أرضه من خلال أدوات عنصرية ليس آخرها التعطيش المتعمد والتهجير العرقي، فلتكن حربا على الجميع بلا هوادة.