الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المسؤولية أخلاق والأخلاق مسؤولية

نشر بتاريخ: 08/09/2018 ( آخر تحديث: 08/09/2018 الساعة: 13:35 )

الكاتب: المحامي امجد الشلة

ما قبل مجيء وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية الى الأراضي الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو، كانت مندلعة حينها انتفاضة الحجارة الفلسطينية في العام 87 من القرن الماضي، انتفاضة الطفولة انتفاضة المحرومين انتفاضة الحرية والامل بالتحرر سقط الشهيد من الرجال والشيوخ والاطفال والنساء والطلاب والطالبات وامتلأت المعتقلات الصهيونية الفاشية والنازية بأبناء الشعب الفلسطيني.
حاولت اسرائيل سياسيا خلق اجسام بديلة لملىء ما كانت تسميه فراغا في تلك الآونة على اعتبار ان منظمة التحرير من وجهة نظرهم كانت ضعيفة وبعيدة
حاول الاحتلال بحاكمه العسكري في كل منطقة ومدينة ان يأخذ دور الموجه والمحاور والمحافظ لتلك المنطقة او المدينة وفشل، حاول الاحتلال من خلال شرطته الاسرائيلية التي كان يعتبرها مدنية التغلغل والتقرب من الناس وفشل، كان من خلال عملائه يعمل فشل وفشلوا، لم يكن فشل الاحتلال وفشل كل أدواته محض صدفة، بل كان دليل وعي وطني شعبي فلسطيني منقطع النظير وكان دليل قوة وحدة وطنية وكان دليل تمايز اخلاقي مجتمعي عاليِ جدا.... اليوم وبعد ظهور وتطور وسائل التكنولوجيا والعلوم الالكترونية والبرمجية والاتصالات والعالم الذي اضحى قرية صغيرة بعد انتشار الفيس بوك والتويتر والسناب شات والواتس آب والفايبر وانستغرام وغيرها من الأسماء لهذه الوسائل التي حقيقة لا اعرفها بدأت تظهر مظاهر جديدة من الجريمة والتي قد تكون اقرب او أشبه بالجريمة المنظمة والأدهى والأمّر بشاعة بعض الجرائم الذي لم يعد بمقدورنا ان نسمع عنها او نتحدث بها وأصبحت الوسائل الأمنية لمواجهتها تعاني وتعاني ولم يعد من السهولة بهذه الأجهزة مكافحتها قبل وقوعها....
اعود قليلا الى المقدمة قد يقول قائل ان في تلك الفترة لم تكن هناك وسائل متطورة وحديثة كالتي هي اليوم وهذا صحيح ولكن كانت نسبة الوعي اعلى ونسبة الالتزام اعلى والحذر والتحذير من الوقوع في الخطأ ايضا اعلى وكانت حالة وطنية سائدة ومسيطرة وكان المشهد الوطني عالي ودارج وكان التمايز بيننا فيمن هو الوطني اكثر بالرغم من ان الكثير الكثير من الجرائم كانت تقع ولكن كان هناك العقاب وكان هناك ما تسميه التنظيمات الفلسطينية الردع وكان هناك المحاسبة ودرجة المسؤولية اعلى واكبر.... 
ما الذي حدث اليوم او ما الذي يحدث اليوم؟ هل الفيس بوك او التويتر او غيره هو السبب لكونه فيس بوك او تويتر او واتس ؟؟؟ ام كاميرة الهاتف الجوال ؟ ام كاميرة اللاب توب ؟؟؟ ام الحديث المتبادل بين طرفين ؟؟ بالسابق كان هناك الرسائل الورقية ؟؟ اذا ما الذي اختلف ؟؟؟
من وجهة نظري الأخلاق هي الأخلاق، من يتحلى بالاخلاق في المدرسة والجامعة ومكان العمل هو ذات الشخص الذي يتحلى بذات الأخلاق على الفيس بوك والتويتر والواتس والفايبر وغيرها.. 
التربية الأبوية ودور الام ودور المدرسة ودور الحزب و المؤسسة و النادي كل هؤلاء كانوا سببا ولو غير مباشر ولو عن غير قصد بالطبع لضياع الكثير من ابنائنا لوقوعهم كضحايا للتكنولوجيا ووسائل الاتصال و وقوعهم في براثين جريمة المخدرات و الوصول لارتكاب البعض لجرائم لها علاقة بالشرف ، ...
"من أمن العقاب أساء الأدب" فالأخلاق مسؤولية وتربية و واجب و ثقافة و دين و مبدأ و لكن حتى الأخلاق بحاجة الى مراقبة و متابعة يعني بحاجة الى مسؤولية على ان تكون هذه المسؤولية تتحلى و تمتاز بالاخلاق و أعي تماما ان ما اتحدث به و موضوع هذا المقال لا يكفي ان نتحدث عنه من خلال سطور او بضعا من كلمات و انا على يقين ان هذا الموضوع بحاجة الى برنامج عمل و خطة مطلوب العمل عليها ممن لهم عمل و اتصال مباشر بالعمل المجتمعي و الجماهيري ومطلوب من كل المؤسسات و الوزارات و الأحزاب و التنظيمات ان تخرج من بوطقة العمل الرسمي و ان تخرج للشارع للنادي للمقهى للمطعم للمسجد للكنيسة للمدارس الاساسية اولا و الثانوية و الجامعات و المعاهد و الكليات لنرفع شعار الأخلاق عاليا و رفعة الأخلاق و التربية على الاخلاق فإن تمايزنا بين الأمم و الشعوب فقط يكون بما نتحلى به من أخلاق قويمة و رفيعة ولا يمكن أن نصل الى مجتمع خال من الجريمة الكترونية او غيرها الا بالاخلاق و التربية عليها وإنشاء و تربية ابناءنا على القيم المجيدة والاخلاق القويمة الحميدة و دمتم بحفظ الله و رعايته.