الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اميركا واسرائيل تستهدفان القضاء على منظمة التحرير

نشر بتاريخ: 18/09/2018 ( آخر تحديث: 18/09/2018 الساعة: 17:55 )

الكاتب: جاك يوسف خزمو

قرار إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن لم يأت عفوياً، بل جاء تنفيذاً وتطبيقاً لخطة اميركية اسرائيلية مشتركة تستهدف القضاء على منظمة التحرير، والغاء وجودها أو الاعتراف بها. وهذا القرار يرتبط أيضاً ارتباطاً كاملاً ووثيقاً مع خطة اميركا واسرائيل على انهاء عمل وكالة الغوث الدولية بحجة عدم وجود لاجئين فلسطينيين، وكي تقول للعالم أن المنظمة لا تمثل أحداً سوى نفسها، وهي هيئة اعلامية وليست أكثر من ذلك.
واذا تم القضاء على المنظمة، فانه يهيء الأرضية لعدة خطوات قادمة ومن أهمها: ان "صفقة القرن" التي يتحدثون عنها لن تهتم برد المنظمة عليها، وان الادارة الاميركية ستمضي قدماً في تنفيذها مهما كان الرد الفلسطيني. واما الخطوة الأخرى الأكثر خطورة هو ادعاء اميركا واسرائيل بأنه ليس هناك ممثل شرعي لشعبنا الفلسطيني، ولذلك لا بد للدول العربية أن تقرر نيابة عن الفلسطينيين، ولها الحق في ذلك، وخاصة أن القيادة الفلسطينية مالت عدة مرات نحو الدول العربية للحصول على دعم في عدة قضايا. وان هذه الدول ستعمل حسب ما تراه جيداً، وبمقاييسها الخاصة الذاتية، لشعبنا الفلسطيني، ولتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
واذا تم إلغاء منظمة التحرير، فان خطة التوطين قد تمر من دون معارضة، وقد تتم بالفعل تصفية القضية الفلسطينية.
لذلك فان الرئيس محمود عباس يقرأ هذه المؤامرة على المنظمة جيدا، فيحاول أن يفعلها قدر الامكان من خلال عقد دورة جديدة للمجلس الوطني، وعقد دورات للمجلس المركزي، ويُصّر على بقاء منظمة التحرير، وعلى ضرورة الحفاظ عليها مهما كانت الخلافات الداخلية على الساحة الفلسطينية. ويجب أيضاً الاعتراف بأن القوى والفصائل المعارضة، سواء الاسلامية أو الوطنية، تقول وتعترف بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ويجب ألا يُفتح المجال لقادة أو أنظمة موالية للسياسة الاميركية كي تمثل شعبنا الفلسطيني، وتتخذ قرارات بالنيابة عنه ارضاءً وتلبية لرغبات من هم أعداء شعبنا وقضيته العادلة.
إن المطلوب الآن الانتباه للمخططات الخطيرة التي يتم الكشف عنها يوما تلو آخر، وكلها تستهدف القضية الفلسطينية والقضاء عليها، لذلك وجب على الجميع الحفاظ على منظمة التحرير مهما كانت الخلافات الداخلية، ووجب علينا أن نزيل هذه الخلافات لنتصدى معاً للعديد من هذه المخططات والمؤامرات، ونحافظ على قضيتنا، ونصمد في مواجهة الرياح السياسية العاتية التي هبت علينا وما زالت تهب منذ انتخاب رئيس اميركي يخدم مصالح اسرائيل قبل اهتمامه بمصالح اميركا!